تواصل المسيرة «أوراس 700»، العمل دون انقطاع فوق الكتل الغابية والأحراش بقالمة، لمراقبة الحرائق و ملاحقة المجرمين والمشتبه بهم الذين يدخلون الغابات، تدعمها الكمائن الأرضية في الليل و النهار لصد المخربين وحماية الثروة الغابية الوطنية والحياة البرية التي تعرف تدهورا كبيرا بسبب الحرائق والتغيرات المناخية المتسارعة.
بصوت خافت يشبه طنين النحل وعلى ارتفاع محدد ومدروس، تبسط المسيرة أوراس 700 سيطرتها على السماء المفتوحة، فوق الغابات و الأدغال و الأحراش، لن تراها و لن تسمع لها هديرا، كالنحلة تحرس الثروة الوطنية، تلتقط الصور و تصدر الإنذارات كلما انبعث دخان أو تكشفت أمامها حركة مشبوهة على الأرض، تعمل دون كلل، تديرها أنامل ذهبية، تمرست على عالم المسيرات، و الصورة الرقمية و البيانات، و على الأرض مركز للتحكم و فرق الطوارئ تترصد الصور التي تصلها تباعا، و تستعد للتدخل و السيطرة على أول بؤرة للحرائق و ملاحقة المخربين، الذين عاثوا فسادا بالغابات و الحياة البرية، بجبال بني صالح و بني عمران و بني مجالد و ماونة و جبل العنصل و عيون القصب.
كلما زادت الحرارة واشتدت الرياح الجنوبية الساخنة، ترتفع درجات التأهب وسط حراس الغابات و قوات الدرك الوطني، و تبدأ المسيرة الشجاعة، طلعات مكثفة دون توقف، و كأنها تبحث عند هدف محتمل، قد يظهر وسط غابات الفلين الزان، و على الأرض عيون ساهرة على تحليل الصورة و البيانات، و إرسال البرقيات و التقارير، لمراكز الطوارئ لاتخاذ القرار.
و يعتقد المهتمون بالثروة الغابية بقالمة، بان تراجع الحرائق هذا الموسم ربما يعود إلى الرقابة الجوية المكثفة على مدار الساعة تقريبا، و إلى تنامي الوعي بين السكان، و خطورة القانون الجديد للغابات، لكن اليد العليا، تبقى في نظر الكثيرين، للمسيرة أوراس 700 سيدة الأجواء التي وفرت الكثير من الجهد و الوقت، للفرق الراجلة التي لطالما واجهت تحديات ميدانية، حالت دون تمكنها من المخربين، و إخماد الحرائق المدمرة، التي حولت كتلا غابية خضراء إلى فضاء اسود لا حياة فيه.
كمائن على الأرض و رقابة جوية بغابات قالمة
و تعمل فرق الدرك الوطني و الغابات بقالمة، على نصب الكمائن الليلية لدحر المجرمين، و حماية ما تبقى من الثروة الغابية و الحياة البرية، التي تضررت كثيرا في السنوات الأخيرة، و أدى هذا الوضع الى حدوث اختلالات بيئية، و تراجع معدلات التساقط، و خاصة بغابات بني صالح الشهيرة، حيث المحمية الطبيعية، أين يعيش الأيل البربري المهدد بالانقراض تحت تأثير الحرائق و الصيد الجائر، و التغيرات المناخية. فريد.غ