شرعت مديرية الصحة لولاية عنابة، في إيجاد حلول عملية لتنظيم مصالح الاستعجالات الطبية والجراحية التابعة للمستشفيات الجامعية بعنابة، بهدف التقليل من حجم الاكتظاظ الذي تعاني منه،وصعوبة التكفل والتشخيص، نتيجة للضغط الهائل ومحدودية المساحة،وغيرها من الإشكاليات المتعلقة بتوفير الكادر البشري، للوصول إلى تحسين ظروف التكفل والتقليل من الصدمات التي تقع بين أهالي المرضى والطواقم الطبية.
وفي السياق، شرع مدير الصحة والسكان لولاية عنابة، الدكتور، دعماش محمد الناصر، ليلة أول أمس، مرفوقا بالمدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ومدراء المناوبة، تنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية ووالي الولاية، بزيارات تفقدية انطلاقا من مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى، ابن سينا، مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى، ابن رشد، اللتان تشهدان اكتظاظا كبيرا بمرافقي المرضى، حيث تم التحدث مع الطاقم الطبي وشبه الطبي وبعض المرضى، حول ظروف العمل وتم تسطير برنامج لإعادة تنظيمها، كما يجري تفقد كل مصالح الاستعجالات الموزعة عبر إقليم الولاية.
وحسب مصادرنا يجري البحث عن تفعيل دور مستشفى الاستعجالات الجراحية والطبية بالبوني، لتخفيف الضغط على مصالح الاستعجالات بالمستشفيات الجامعية الأربعة، إلى جانب أقسام الاستعجالات بالعيادات متعددة الخدمات، التي أصبحت تضمن المناوبة 24 /24 ساعة، كون عمليات تحويل الحالات الاستعجالية تتم كلها باتجاه المستشفيات الجامعية، التي توفر مناوبة الأطباء المقيمين المتربصين وحتى الأساتذة الاستشفائيين وكذا قاعات الجراحة الاستعجالات خاصة للتكفل بضحايا حوادث المرور وكذا الجراحة العامة وحتى الكسور وطب العظام وهي حالة لا يمكن التكفل بها حاليا بمستشفى الاستعجالات بالبوني، الذي يحتوي على تجهيزات طبية جد متطورة للتشخيص، غير أن التدخل الجراحي السريع والإنعاش محدود، بدأ بإجراء عمليات إزالة انسداد القلب وزرع بطاريات، يتطلب وضعه في نفس المستوى الوظيفي مع استعجالات المستشفيات الجامعية.
وسبق لوالي عنابة، عبد القادر جلاوي، في خرجة ميدانية لمعاينة مصالح الاستعجالات ووضع حيز الخدمة للاستعجالات الطبية بعيادات متعددة الخدمات، أن عبر عن عدم رضاه بالتكفل على مستوى مصالح الاستعجالات بالمستشفى الجامعي، نظرا لوصول شكاوى وتقارير عن سوء الخدمات والمتابعة الطبية وأثناء الزيارة، التقى ببعض الأخصائيين والجراحين، حيث تم طرح مشكل الاستعجالات في المستشفيات والتطرق لنقطة الاكتظاظ والتحويلات من الولايات المجاورة، رغم فتح مستشفى الاستعجالات الجراحية والطبية في البوني.
وحسب ما دار من نقاش وتبادل لوجهات النظر، تم الاتفاق مع الأطباء الأخصائيين، على تنظيم يوم دراسي جهوي، لتباحث المشاكل الحقيقية والحلول والتنسيق بين مختلف المؤسسات الصحية الواقعة في الجهة الشرقية، لتنظيم عملية التحويلات.
وأكد والي عنابة، أهمية توفير الخدمات الصحية بالمناطق النائية والضواحي، للتكفل بالمرضى قرب مقرات سكناتهم والتقليل من التحويلات نحو الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي، إلا في الحالات الحرجة التي تتطلب أطباء مختصين وتحاليل معمقة.
وفي إطار تخفيف الضغط على المستشفى الجامعي ابن سينا، تم تحويل نشاط مصلحة طب وجراحة الكلى وتصفية الدم إلى مستشفى الاستعجالات بالبوني، بسبب الوضعية الكارثية التي تعرفها هذه المصلحة في التكفل بالمرضى، نظرا لقدم البناية التي تتواجد بها، جزء منها مهدد بالانهيار، لتحسين ظروف التكفل بمرضى الغسل الكلوي. ومن جهة أخرى، يترقب حسب ما كشفه مدير الصحة، عبد الناصر دعماش، استفادة مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، من جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني «بات سكان» وهي تقنية متقدمة جدا للتصوير الطبي، تستخدم مادة مشعة لتصوير الأعضاء والأنسجة داخل الجسم، متوفر فقط في 3 ولايات على المستوى الوطني.
ووفقا، لدعماش، فقد وافقت الحكومة على طلب والي الولاية، لتجهيز مركز مكافحة السرطان بهذا الجهاز الحيوي والهام والذي يساهم في ضمان كفاءة عالية في التشخيص لمرضى السرطان وبعض الأمراض الأخرى منها القلب، حيث بلغت تكلفة اقتنائه 70 مليار سنتيم وقدمت الطلبية للمؤسسة المصنعة، فيما يرتقب جلبه ودخوله الخدمة، حيث سيضمن هذا الجهاز علاجا نوعيا ومجانيا لمرضى السرطان على مستوى الولايات الشرقية.
ويعمل جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني «بات سكان»، على دمج الفحص مع التصوير المقطعي المحوسب، لتوفير صور دقيقة وشاملة، تُظهر كلا من البنية التشريحية والوظيفية للأعضاء والأنسجة المريضة ويكلف إجراء حصة تصوير بجهاز «بات سكان» لدى الخواص نحو 25 مليون سنتيم. حسين دريدح