تعرف أشغال إنجاز محول القطب العمراني عبد الرزاق بوحارة “الرتبة” في ديدوش مراد باتجاه الطريق السيار شرق غرب تقدما كبيرا، حيث زارها أمس والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، مع مجموعة من المشاريع الأخرى بعدة بلديات، بينما أكد أن دار الصناعات التقليدية في باب القنطرة ستُدشّن وأول عيادة متعددة الخدمات في “الرتبة” في الفاتح من نوفمبر القادم، كما صرح أن مستشفى الأم والطفل 120 سريرا بعلي منجلي سيستلم السنة المقبلة.
وانطلقت جولة والي قسنطينة لتفقد مجموعة من المشاريع عبر الولاية من ورشة بناء دار الصناعات التقليدية في باب القنطرة بمحاذاة صوامع الحبوب، حيث أوضحت ممثلة مكتب الدراسات أن العملية كانت تستهدف ترميم البناية في بداية العملية، لكن تبين أنها قديمة ما استدعى اللجوء إلى هدمها وإعادة بنائها. وأضافت المتحدثة أن المقاولة المنجزة تعكف على إتمام بناء المستودعات الثلاثة التي تمثل المرفق، حيث أكدت أن نسبة التقدم تصل إلى 70 بالمئة، في حين يرتقب أن يستلم لمشروع الذي يتسع لـ1200 زائر يوميا في أكتوبر. ونبّه الوالي إلى ضرورة العمل على تحضير المشروع من أجل التدشين في الفاتح من نوفمبر المقبل، كما اشتكى ممثلو مقاولة الإنجاز من مشكلة رمي الحجارة على الورشة من السلالم العليا المؤدية إلى المستشفى الجامعي، حيث وجه الوالي بإنجاز سياج إحاطة على امتداد الجهة الخلفية.
وشدد الوالي في زيارته لمشروع إنجاز عيادة متعددة الخدمات على مستوى التجمع العمراني عبد الرزاق بوحارة “الرتبة” على ضرورة العمل على إتمامها لتكون جاهزة للتدشين في 1 نوفمبر المقبل أيضا، حيث خصصت لها أكثر من 28 مليار سنتيم للدراسة والإنجاز، في حين وصلت نسبة تقدم الأشغال فيها إلى 88 بالمئة. وأكد الوالي في الورشة على أهمية المشروع بالنسبة للتجمع العمراني “الرتبة” الذي يصل عدد سكانه إلى 30 ألف نسمة، في حين سيستفيد منها سكان التجمعات السكنية الأخرى في ديدوش مراد أيضا.
واستوقفت أشغال إنجاز محول الرتبة باتجاه الطريق السيار الوالي الذي قام بمعاينتها، حيث تشهد الورشة تقدما كبيرا، فيما ذكر لنا مدير الأشغال العمومية لولاية قسنطينة أن المشروع سيستكمل قريبا، حيث ستتكفل الوكالة الجزائرية للطرقات السيارة بإتمام إنجاز الجزء المتبقي من المشروع، بينما استفسر الوالي عن الطريق الفرعي المحاذي للعمارات السكنية الذي تشرف على إنجازه مديرية التعمير.
إعذارات لمقاولات ومكاتب دراسات
من جهة أخرى، تسجل ورشة إنجاز عيادة متعددة الخدمات على مستوى القطب العمراني 4000 مسكن عمومي إيجاري في عين عبيد تأخرا في الإنجاز، حيث انتقد الوالي سير الأشغال التي لم تتجاوز نسبتها 45 بالمئة، فضلا عن أنها عرفت توقفا منذ 22 أكتوبر 2024 إلى غاية 16 فيفري 2025 بسبب تسجيل عوائق في الورشة، في حين وجه الوالي بتوجيه إعذارات للمقاولة المنجزة ومكتب الدراسات خلال الأسبوع الجاري، كما وجه رئيس البلدية بهدم التوسعات الفوضوية المنجزة في عمارات عين عبيد بشكل فوري، وكلف الأمين العام للولاية بمتابعة تنفيذ مصالح البلدية للأمر.
وتوقف الوالي في معاينة فجائية لمشروع إنجاز ثانوية في القطب العمراني المذكور في عين عبيد، حيث انتقد سير الورشة واعتبر الأشغال في حالة تأخر كبير، بينما نبهت ممثلة المقاولة المنجزة أن الورشة عرفت تأخرا نتيجة مراجعة خطأ ورد في الصفقة من قبل، بالإضافة إلى أربع وضعيات أشغال مازالت على مستوى الخزينة العمومية، مثلما أوضحت. أما في موقع بناء مقر لخزينة الولاية ومقر مركز جهوي لأرشيف خزينة ولاية قسنطينة بالوحدة الجوارية 13 في علي منجلي، فقد أبدى المسؤول استياء كبيرا وأمر بإعذار المقاولة المنجزة ومكتب الدراسات نتيجة التأخر في الإنجاز، في حين قال صاحب مكتب الدراسات إنه وجه مراسلات لمديرية التجهيزات العمومية بخصوص تأخر المقاولة في الأشغال.
وطالب الوالي المقاولة المستفيدة من مشروع إنجاز قرية الفنون والصناعات التقليدية في الوحدة الجوارية 13 أيضا بمضاعفة وتيرة العمل ودعم الورشة لتسريع عملية الإنجاز، حيث تضم 4 صالات للمعارض و10 قاعات للعرض والبيع ومكتبة وقاعة توثيق وقاعة محاضرات، فضلا عن مركز للصناعات التقليدية يضم 25 محلا وغيرها من المرافق. وعاين المسؤول أيضا مشروع ملحقة معهد التكوين شبه الطبي في الوحدة الجوارية 14، ليطلع بعد ذلك على مشروع إنجاز عيادة متعددة الخدمات في التوسعة الغربية للوحدة الجوارية 14، حيث طالب المقاولة المنجزة بمضاعفة وتيرة العمل بعدما وصلت الأشغال إلى نسبة 25 بالمئة، ثم تنقل إلى مشروع إنجاز عيادة متعددة الخدمات في موقع 3300 سكن ترقوي مدعم بالتوسعة الجنوبية من المقاطعة الإدارية، حيث وصلت نسبة تقدم الأشغال فيها إلى 90 بالمئة ويرتقب استلامها حوالي منتصف نوفمبر المقبل مثلما ورد في البطاقة التقنية للمشروع.
تدشين دار الصناعات التقليدية بباب القنطرة في أول نوفمبر
وأوضح الوالي في تصريح للصحافة أن الزيارة موجهة لتفقد المشاريع، خصوصا في قطاع الصحة، بالإضافة إلى المشاريع الواقعة في الأقطاب العمرانية الكبرى، على غرار الرتبة وعين عبيد وعلي منجلي، حيث نبه أن العديد من المشاريع تسجل تقدما كبيرا في أشغال الإنجاز، خصوصا العيادات المتعددة الخدمات. وأضاف المتحدث أن هذه المشاريع تندرج في إطار الخدمة الجوارية وتقريب الهياكل الصحية من المواطن، حيث اعتبر أن مستشفى الأمومة والطفولة 120 سريرا في علي منجلي سيتكفل بسكان المقاطعة الإدارية التي يتجاوز عدد سكانها 600 ألف نسمة، منبها بأن المشاريع المذكورة ستخفف الضغط على المستشفيات الموجودة في الولاية، على رأسها المستشفى الجامعي.
وتجاوزت نسبة تقدم أشغال مستشفى الأم والطفل بعلي منجلي 63 بالمئة، حيث أكد الوالي أنه سيستلم خلال السنة القادمة، فضلا عن إشارته إلى أن التجهيزات الخاصة به موجودة، بينما وجه تعليمات للمقاولة المنجزة ومكتب الدراسات من أجل الإسراع في استكمال المشروع، فضلا عن تنبيهه بأن الأشغال في الجزء الداخلي من المرفق تجري بسرعة مقبولة. ولفت المتحدث أن الأشغال في الورشة تجري بنظام الدوامين من أجل استكمالها في أقرب الآجال.
وتحدث الوالي عن زيارة مركز الصناعات التقليدية الذي سيوضع حيز الخدمة في 1 نوفمبر المقبل، بالإضافة إلى مشروع قرية الصناعات التقليدية في علي منجلي، حيث قال إنها الأولى من نوعها على مستوى الولاية، لكونها ستوفر فضاءات للحرفيين من أجل العرض والتسويق، فضلا عن أنها تمثل ستتحول إلى مراكز استقطاب للسياح وزوار الولاية من داخل الوطن وخارجه. أما بخصوص مشاريع الهياكل الإدارية التي شملتها الزيارة، فقد أكد المسؤول أن الزيارة تندرج في إطار تفقد الورشات ومعاينة نوعية الأشغال.
وذكر المصدر نفسه أن السلطات الولائية انتهجت أسلوب تحديد آجال إنجاز المشاريع في دفاتر شروط الصفقات من أجل الحرص على تجسيد المشاريع وتسليمها ضمن الأجل المحدد، حيث شرح أن العملية تنطوي على تصنيف كل مشروع بمدة إنجاز محددة وإدراجها كمادة تفرض كالتزام من قبل المقاول، على غرار مشاريع بناء الثانويات التي حدد لها أجل سنة للإنجاز والمتوسطات في 7 أشهر والمدارس الابتدائية في 6 أشهر والعيادات المتعددة الخدمات في سنة، فيما اعتبر المسؤول أن واقع الورشات يعكس احتراما كبيرا للآجال المحددة من قبل السلطات الولائية.
سامي .ح