أحيت السلطات الولائية بخنشلة، أمس، الذكرى 65 لمعركة حويرة 2025.1960، ببلدية طامزة، بالترحم على أرواح الشهداء بموقع المعركة، مع تقديم شهادات تبرز بطولاتهم وتضحياتهم في محطة تاريخية هامة .
وحسب الشهادات المقدمة، فإن معركة حويرة محطة تاريخية بارزة صنعها 90 شهيدا، كانت بدايتها من انطلاق الكتيبة الأولى التي يقودها الشهيد، بلقاسم رزق الله، في اتجاه الكتفة السوداء بطامزة، حيث تمركزت عدة أيام، ثم توجهت نحو جبال فرعون، أين ناقش بعض المجاهدين القائد كون الطريق ليست آمنة، خاصة وأن المسافة الفاصلة بين الموقعين شاسعة وقوات الحلف الأطلسي تملك وسائل كشف متطورة جدا، وأكدوا أن سفريتهم مغامرة ومع ذلك صمم قائد الكتيبة على مغادرة الكتفة السوداء والتوجه نحو جبل فرعون عبر الزيرز وتمقرة، حيث انطلقوا ليلا نحو وجهتهم وتم اكتشافهم من طرف العدو الذي راقب تحركاتهم بواسطة أجهزته المتطورة .
وأفادت الشهادات، بأن العدو ترصد مكـان تمركز المجاهدين عند وصولهم إلى وادي حويرة وطوق المنطقــة بقوات لا مثيل لها وبمعدل 77 جنديا فرنسيا مقابل مجاهد جزائري واحد، بالإضافة إلى الطائرات والدبابات والذخيرة المتوفــرة بالأطنان، حيث نام المجاهدون ليلتهم مرتاحين وهم يظنون أنهم آمنين، ولما دقت الساعــة السادسة صباحا، سمعوا أزيز الطائرات وهي تقترب من مكان تمركزهم.
وبدأت عملية إنزال العساكر بكثرة، كما اكتشفوا قوات أخرى في جميع الأماكن المحيطــة بكتيبة المجاهديــن، حيث تأكدوا أنهم محاصرون من كــل الجهات، و استعد المجاهدون لمعركة غير متكافئة ، بسبعة آلاف عسكري نظامي معززين بكل وسائل القتال، من أسلحة متطورة وذخيرة مكدسـة وطائرات مقنبلة وكذلك الدبابات والمصفحات المنتشرة، مقابل تسعين مجاهدا مسلحين بأسلحــة بسيطــة.
وأكدت الشهادات المقدمة، أنه وعند بداية القتال بين الطرفين، سلط المجاهدون نيران أسلحتهم المركزة على طلائع هذه القوات، فقضوا عليها بأكملها، الأمر الذي دفع بقيادة العدو، أن أعطت أمرها بالتراجع إلى الخلف، لإعادة تنظيم صفوفها وتدعيمها، وقامت عدة طائرات حربية بقنبلة جوية رهيبة للمنطقة استخدمت فيها عدة أطنان من القنابل المختلفة وبعد توقف الطيران، عاود هجوم جيش العدو من جديد فدار القتال وسقط شهداء المعركة تباعا، كما تساقط جنود العدو بالمئات، ما شجع المجاهدين على مواصلة القتال مع صعوبة تضاريس منطقة حويرة التي عجز العدو عن اختراقها والوصول إلى المجاهدين، ومع ظلام الليل توقف القتال وتمكن 6 من المجاهدين من التسلل والخروج من ميدان المعركــة، منهم قائد الكتيبة ونائبه، لكن القائد لما تأكد من بقاء بعض المجاهدين بين الحصار، بكى بكاء شديدا وأخبر نائبه بضرورة العودة إلى ميدان المعركـة، ليستشهدوا إلـى جانب إخوانهم المحاصرين وعادوا فعلا إلى ساحة القتال.
وفي صبيحة اليوم الموالي، تواصلت المعركــة بشكل رهيب حتى الساعــة الواحدة وانتهت بـ 86 شهيدا في صفوف جيش التحرير الوطني ولم ينج سوى 4 مجاهدين، فيما قتل 600 جندي من صفوف العدو مع إسقاط 3 طائرات.
كلتوم رابية