أعلنت مؤسسة سيترام عن منح صفقتين لإنجاز أشغال استعجالية لتأمين مسارات ترامواي قسنطينة بغلاف مالي يزيد عن 100 مليار سنتيم وذلك إثر تسجيل انزلاقات خطيرة بمحاذاة محطة جامعة منتوري، فيما ينتظر إعادة إطلاق حصة ترميم المسار وتركيب السكة.
وورد في نتائج المناقصة الوطنية حول مشروع تثبيت المنحدرات السفلية لخط ترامواي قسنطينة على المسارين ومحيطها بمنطقة جامعة منتوري بالما بما في ذلك المتابعة والمراقبة، أن الحصة الأولى أسندت لمؤسسة خاصة بمبلغ إجمالي قدره 57.9 مليار سنتيم وبمدة إنجاز حددت بسبعة أشهر، في حين منحت الثالثة لمجمع آخر بقيمة مالية تقارب 47.3 مليار سنتيم وبآجال إنجاز تسعة أشهر، وقد جاء هذا القرار عقب تقييم تقني رجح كفة المؤسستين لضمان تنفيذ أشغال دقيقة وحساسة في ظرف زمني محدود.
وتتمثل الأشغال الاستعجالية في الحصة الأولى في إنجاز أشغال تعزيز وتثبيت المنحدرات وأشغال وإعادة إصلاح المنصة، أما الثانية والتي كانت محل عدم جدوى تتمثل في أشغال ترميم المسار وتركيب السكة الحديدية، في حين أن الحصة الثالثة سيتم من خلالها متابعة ومراقبة الأشغال.
وقد أبقت المؤسسة، المجال مفتوحا أمام الطعون خلال عشرة أيام، فيما يطرح هذا الوضع إشكالية أكبر تتعلق بضرورة إجراءات دراسات قبلية معمقة وكذا مراجعة منظومة الصيانة الدورية والرقابة التقنية على مشاريع النقل الحضري الكبرى، حتى لا تتحول الأعطاب المتكررة أو الانزلاقات إلى تهديد متكرر يعطل واحدا من أهم وسائل النقل في قسنطينة.
وسبق وأن أكد مدير سيترام في تدخله بالمجلس الشعبي الولائي، بأنه قد شرع في تسوية مشكلة الانزلاق المسجل على مستوى السكة بجامعة منتوري، حيث تم الإعلان من مناقصة للمشروع في حين يعمل مكتب الدراسات على إجراء دراسة جيوتقنية معمقة بالتنسيق مع مخبر الأشغال العمومية للشرق، وذلك من أجل اقتراح الحلول المناسبة لوقف الانزلاق المسجل منذ أشهر، قبل أن يؤكد بأنه لا يشكل أي احتمال لوجود خطر على المسافرين أو على العربات، مشيرا إلى أن الإجراءات الوقائية تتمثل في تحديد السرعة بـ 5 كيلومترات في الساعة مع منطقة عبور واحدة بهدف تخفيض الحمولة على الأرضية غير المستقرة، في حين أن فترة التأخير تقدر ما بين 2 إلى 3 دقائق .
ويساهم ترامواي قسنطينة، الذي يربط بين المدينتين القديمة والجديدة بعلي منجلي، في التقليل من أزمة النقل الحضري ، خاصة في ظل الاكتظاظ الكبير في مدينة علي منجلي، التي تجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة، حيث يمثل حلا فعالا لمشكلة نقص وسائل النقل التقليدية، على غرار سيارات الأجرة والحافلات، التي أصبحت غير كافية تماما لتلبية الطلب المتزايد، كما أن سعر التذكرة المحدد بـ 40 دينارا، جعل منه وسيلة اقتصادية تناسب مختلف الفئات الاجتماعية بما في ذلك الطلبة والموظفين، كما أن المسار الذي يمتد على طول 18.4 كيلومترا، يربط بين مناطق استراتيجية ويسهل الوصول إلى مختلف المرافق الحيوية، لاسيما الجامعات والمراكز التجارية الكبرى بعلي منجلي.
ووصل عدد المسافرين بالترامواي العام الماضي، إلى أزيد من 23 مليون مسافر بنسبة ارتفاع تقدر بـ 34 بالمئة مقارنة بسنة 2023، كما سجلت مؤسسة سيترام تراجعا في عدد المتهربين من تسديد مستحقات التذاكر، لكن لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي في ملف عرض في دورة عادية حول هذه الوسيلة، بأنه تم تسجل تراجع في الخدمات كما أن دائرة مشاكلها ما فتئت تتوسع بشكل لا يبعث على الارتياح، حيث دعت لإنشاء لجنة موسعة لمتابعة سكة الترامواي لاسيما في النقاط التي تسجل انزلاقات، مع العمل على توفير الإنارة العمومية على مستوى بعض النقاط العمرانية وكذا التعجيل بترميم محطات بيع التذاكر ، والعمل على توسيع الخدمة الالكترونية وكذا توفير أكبر قدر ممكن من الأمن داخل العربات وفي محيط محطات التوقف وزيادة أعوان الرقابة، كما أكدت على ضرورة تحديث محطات التوقف بحصر منافذ الولوج إلى العربات بإنشاء حواجز رقابة الكترونية.
لقمان/ق
