في ندوة احتضنتها المكتبة الرئيسية للمطالعة بقسنطينة: مختصون يحذرون التلاميذ المقبلين على الامتحانات من مشروبات الطاقة

حذر أمس، متدخلون من تخصصات مختلفة بقسنطينة، التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية وأولياءهم من استهلاك مشروبات الطاقة والتغذية غير المتزنة، حيث قدم المعنيون توجيهات عملية حول كيفية التعامل مع الخوف الذي يصيب المتمدرسين، فيما دعوا إلى تجنب التوتر والمراجعة تحت الضغط، خصوصا خلال أيام الامتحانات.
واحتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمدينة قسنطينة، مصطفى نطور، ندوة علمية موجهة للتلاميذ والأولياء بمناسبة اقتراب الامتحانات الرسمية بعنوان «هاجس الخوف من الامتحانات الرسمية عند التلاميذ وكيفية تعامل الأولياء مع الظاهرة»، حيث تطرق فيها المتدخلون إلى مشكلة الخوف التي تواجه الممتحنين على عتبات اجتياز الاختبارات.
وألقى الدكتور عبد العزيز شلي من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة المداخلة الأولى، حيث تحدث فيها عن مشكلة الخوف لدى التلاميذ من الجانب الروحي، مشددا على ضرورة التفريق بين التخوف الطبيعي والخوف المرضي الذي يؤدي بالتلاميذ إلى العجز عن التعامل مع أسئلة الامتحانات، كما أكد على تجنب القلق خلال التحضيرات والاختبارات، فيما ركز على جانب التحفيز الذاتي والتعامل مع هذه الامتحانات بعقلانية.
وتوافد عدد معتبر من التلاميذ الذين يترددون على المكتبة من أجل المراجعة والتحضير للامتحانات، خصوصا المقبلين منهم على اجتياز البكالوريا وامتحانات شهادة التعليم المتوسط، حيث قدم الدكتور بدر الدين شكاي، رئيس قسم علم النفس بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة في المداخلة الثانية توجيهات عملية من أجل التعامل مع التوتر في الامتحانات، مثل التحكم في التنفس من أجل استعادة التركيز الذهني، كما قدم للتلاميذ تحليلا علميا لمشكلة الخوف التي تصيب الكثير من المتمدرسين، مؤكدا بأن توقعات الوالدين قد تكون أحد مصادر الخوف، حيث اعتبر بأنها قد تكون محفزة في بعض الأحيان، مثلما قد تتحول إلى ضغط على التلاميذ، ما يستدعي وضع هذا الأمر في «حجمه الطبيعي»، مثلما قال.وتحدث بعض التلاميذ خلال فقرة النقاش التي تلت المداخلة عن مشاكل يواجهونها مع أوليائهم، على غرار تلميذة أكدت أنها فشلت في امتحان البكالوريا من قبل، ما جعل أسرتها لا تتقبل الأمر وتضاعف من الضغوط عليها من أجل النجاح في امتحان هذه السنة، فيما أكد الدكتور شكّاي بأن بعض الضغوطات التي يمارسها الوالدان تأتي بتأثيرات سلبية على الأبناء، رغم أنها تكون نابعة من عنايتهما وقلقهما المفرط، داعيا إلى تجنب المراجعة المكثفة بشكل مرهق في الأيام الأخيرة أو عشية الامتحانات. أما المداخلة الثالثة، فقدمتها الدكتورة غجاتي زروال صبرينة، المختصة في علم التغذية، حيث أكدت فيها على ضرورة المحافظة على تغذية متزنة من أجل ضمان الفهم وحسن التركيز، فضلا عن الوظائف الأخرى للذاكرة طويلة المدى وسيولة استرجاع المعلومات وغيرها.
وقدمت الدكتورة شروحا للتلاميذ حول العناصر الغذائية الضرورية والأطعمة التي تتوفر فيها، على غرار الفيتامين «د» والحديد والأوميغا 3 وغيرها، في حين شددت على ضرورة الحفاظ على برنامج غذائي متوازن خلال أيام الامتحانات وتجنب بعض الأطعمة، على غرار الأكلات السريعة التي تحتوي على كمية كبيرة من الدهون؛ قالت إن المعدة لا تهضمها بسرعة ما يؤثر على أداء الجسم خلال اجتياز الامتحانات في الفترة المسائية، فضلا عن ضرورة الابتعاد عن مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، كما قدمت نماذج عن نمط تقسيم الوجبات يوميا. أما رئيسة الندوة، الصحفية إيمان زهور زيتوني، فقد قدمت مداخلة تحدثت فيها عن أضرار وسائل التواصل وأدوات الاتصال الحديثة، مثل الهواتف الذكية، وتبعاتها على التحصيل العلمي لدى التلاميذ، فيما أكدت أن تنظيم الندوة يستهدف تقديم المساعدة للتلاميذ المقبلين على الامتحانات الرسمية، كما يعود إلى الأبعاد السلبية التي اتخذتها مشكلة الخوف لدى الكثيرين منهم. سامي.ح