تشهد هذه الأيام أسعار البطاطا بأسواق الخضر في ولاية تبسة، المعروفة بإنتاجها الوفير لهذه المادة واسعة الاستهلاك، تراجعاً بلغ 50 ديناراً للكيلوغرام الواحد، بعد أن كان سعرها ما بين 90 و100 دينار قبل فترة، وهو ما استحسنه المواطنون.
وأكد منتجو البطاطا لـ"النصر" أن انخفاض أسعار البطاطا يعود لعدة أسباب، منها زيادة العرض نتيجة تزامن جني محصول بطاطا ولاية تبسة مع جنيها في ولايات أخرى منتجة، مشيرين إلى أن إنتاج الولاية هذا العام يعتبر كبيراً مقارنة بالمواسم السابقة. ويتوقع أن تحقق ولاية تبسة، برسم الموسم الفلاحي الحالي، ارتفاعاً محسوساً في إنتاج البطاطا الموسمية، حسب ما أفادت به مديرية المصالح الفلاحية، التي تتوقع إنتاج مليون و800 ألف قنطار من البطاطا الموسمية التي سيستمر جنيها حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل.
وأرجعت مديرية المصالح الفلاحية الزيادة المتوقعة إلى توسيع المساحة الفلاحية المخصصة لهذه الشعبة، حيث تجاوزت 4 آلاف هكتار، إضافة إلى وفرة البذور ذات النوعية الجيدة ومياه السقي الفلاحي. وقد وضعت المديرية، بالتنسيق مع كل الأطراف ذات الصلة، كل الإمكانات المادية والبشرية تحت تصرف المنتجين لإنجاح موسم جني المحصول، الذي انطلق مطلع شهر جويلية الماضي، وسيستمر حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل. وتعرف هذه الشعبة الفلاحية تحسناً ملحوظاً منذ سنوات، خاصة في بلديات الحويجبات، والماء الأبيض، وأم علي، حيث أطلقت مديرية المصالح الفلاحية بالولاية حملات لتحسيس الفلاحين حول آليات الدعم الفلاحي الجديدة التي تمنحها الدولة لترقية وتثمين هذه الشعبة، خاصة من حيث نوعية البذور، وأسعار الأسمدة الكيميائية المدعمة، وكذلك وسائل وأنماط السقي الفلاحي مثل السقي بالتقطير والسقي المحوري.
وعلى صعيد ضبط جهاز تموين السوق بمادة البطاطا، عقدت المديرية جلسات عمل تحت رئاسة مدير المصالح الفلاحية، بحضور ممثل مديرية التجارة، وأمين عام غرفة الفلاحة، ورئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني، ورئيس مصلحة مفتشيات البيطرة وحماية النباتات، ورئيس القسم الفرعي الفلاحي لدائرة الماء الأبيض، ورئيس المجلس المهني لشعبة البطاطا، إلى جانب مجموعة من منتجي البطاطا. سمحت هذه الجلسات بالتطرق إلى موضوع ضبط جهاز تموين السوق، خاصة قضية تموين السوق المحلية بهذه المادة، إضافة إلى ضرورة خلق تواصل بين المنتج والمسوق من أجل التكفل بهذا المنتج الوفير.
ويتوقع القائمون على القطاع أن يشهد إنتاج البطاطا قفزة نوعية، لا سيما مع قرب استغلال محيطات فلاحية جديدة بالقرب من السدود والمجمعات المائية. كما أن توجه الدولة الجديد للاهتمام بالفلاحة منح الفلاحين امتيازات كبيرة لتشجيعهم على الاهتمام بالنشاط الفلاحي بشكل غير مسبوق عبر بلديات الولاية، ويتجلى ذلك في عقود الامتياز التي استفاد منها المعنيون قبل سنوات من طرف ولاية تبسة.
ع. نصيب