حورية بريشي.. من الجبر و الهندسة إلى عالم النحل
لم تبتعد  عن مئزرها الأبيض، و أضافت له بزة واقية من نفس اللون، حاملة معها شغفا، لطالما جعلها تحلم بأن تكون واحدة من مربيي النحل بمنطقتها، فاقتحمت المجال، و زاحمت الرجال، لتجد نفسها بعد قرابة 20 سنة، إحدى أبرز نساء بومرداس اللائي نجحن في مجال رفع من أسهم الولاية في مجال إنتاج مادة العسل.
حورية بريشي ، أستاذة مادة الرياضيات بالطور المتوسط، ابنة مدينة يسر، لم تكن قبل 18 عاما مربية نحل، بل مجرد محبة شغوفة بهذا العالم، أين تحرص على التقاط كل معلومة تزيد من رصيدها العلمي في المجال، لتقرر ذات يوم من عام 2000 ، أن تتحول إلى مربية تمارس المهنة ، دون أن تكتفي بالتعرف عليها عن بعد.
تقول السيدة حورية التي كانت من بين النساء اللائي شاركن قبل أيام في معرض خصص لإحياء اليوم العالمي للمرأة الريفية ببومرداس، بأنها بدأت تربية النحل باقتناء 10 صناديق، وضعتها في أحد البساتين، و بدأت الاهتمام بها و رعايتها، قبل أن تفرح بأول منتوج لها من مادة تعد أهم دواء طبيعي.
تحدثت الأستاذة المربية للنصر عن تجربتها في عالم تعشقه حتى النخاع، و تمنحه كل وقتها دون خوف من الفشل، فقالت بأنها رافقت ذوي الخبرة في هذا المجال، خاصة من بنات جنسها، لتكتسب مهارات تطبقها على خلاياها، و تمكنت اليوم من النجاح في توسيع مشروع بدأ كهواية.
و تطمح السيدة بريشي بأن تحقق الجزائر الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج العسل، خاصة في ظل التنوع الكبير في الأزهار الذي بدأ استغلالها في السنوات الأخيرة، لتظهر أنواع كثيرة من العسل كعسل السدر، اللبينة، إكليل الجبل، و أنواع أخرى عديدة ، بفضل تنقل المربين بين مختلف الأماكن لوضع الصناديق، قصد تنويع الإنتاج،  حسب تنوع الأزهار و الأشجار.
غير أن لكل حرفة أو مهنة عراقيل، كما أكدت المربية،  و أولها مشكل الأماكن التي توضع فيها الصناديق، فهي غير متوفرة، ما عدا البساتين التي يتم كراء أجزاء من أصحابها لوضعها، و استغلت الفرصة للتحدث عن مطالبها نيابة عن كافة المربين ، بدءا بمنحهم ترخيصا من طرف مديرية الغابات من خلال فتح المجال لوضع صناديقهم في أماكن بعيدة عن الضوضاء، يتوفر بها التنوع المنشود في أنواع الأشجار و الأزهار، مشيرة في سياق آخر، إلى اختلاف البنية الجسدية بين الرجل و المرأة، مما يجعل المهمة شاقة أكثر لهذه الأخيرة، فهي مضطرة لحمل الصناديق التي تعتبر ثقيلة جدا، مما يستوجب الاستعانة بشقيقها الرجل.و في انتظار دعم أكبر لكفاءات نجحت في دعم الاقتصاد الوطني، تبقى السيدة حورية بريشي و زملاء مهنتها ، في انتظار إجراءات،  من شأنها أن تزيد من توسيع نشاطهم و تحقق اكتفاء ذاتيا ، تراه ممكنا، بفضل إيمان المرأة الريفية بنجاحها و حبها لمهنة قررت ألا تبقى حكرا على الرجال.     إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى