40 بالمئة من النساء في الجزائر  يعانين من كسور سببها هشاشة العظام

أكد مختصون في مرض العظام و المفاصل في ملتقى دولي حول هشاشة العظام نظم بفندق الماريوت بقسنطينة ،  بأن 40 بالمئة من النساء في الجزائر اللائي تتجاوز أعمارهن 45 سنة،  يعانين من كسور ناجمة عن هشاشة العظام، كما أوضحوا بأن مرضى السكري و السرطان هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الداء،  داعين إلى ضرورة تحلي الأطباء المتابعين لهذا الحالات باليقظة، و توجيهها عند مباشرة العلاج، إلى مختصين للكشف المبكر عن داء هشاشة العظام، قبل بلوغه مراحل متقدمة ، فيما تحدث أطباء آخرون عن الحقن الموضعية التي يصفونها لمرضى الروماتيزم ، ورفضهم لهذه التقنية، بالرغم مما تحققه من نتائج جد إيجابية في العلاج.
البروفيسور مليك جنان ، مختص في هشاشة العظام و رئيس مصلحة بالمستشفى الجامعي بولاية تيزي وزو،  أكد في مداخلته حول  « كسور العظام الهشة» ، أن هذا المرض الذي وصفه بالوباء الصامت، يعتبر أحد أنواع مرض هشاشة العظام و يصيب في الغالب النساء اللائي تتجاوز أعمارهن 45 سنة ، حيث كشف بأن 40 بالمئة من النساء في الجزائر اللائي ينتمين لهذه الفئة العمرية ، تعانين من هذا النوع من هشاشة العظام، مشيرا إلى أن تشخيصه  يكون في الغالب متأخرا، لأن الأعراض تظهر في مراحل متقدمة من المرض و في مقدمتها الشعور بآلام حادة،  مشيرا إلى  أن ما بين 15 و 20 بالمئة من النساء في العالم عرضة لكسور العظام .
 و أشار المتحدث إلى أن الكسور الناجمة عن هشاشة العظام ، تصيب في الغالب النساء المصابات بالسكري و سرطان الثدي ، لأنهن يتناولن أدوية تؤثر على العظام، موضحا بأنه كل ما ارتفعت نسبة السكر في الدم،  تسبب ذلك في هشاشة العظام  و كسرها ، و دعا المرضى المصابين به، خاصة النساء، بالحرص على تعديل نسبة السكر في الدم ،و متابعة حالتهن الصحية عند طبيب مختص.
كما حث الأطباء المختصين في السرطان و السكري، أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار،  بالحرص على توجيه مريضاتهم لأطباء مختصين في العظام  قصد التشخيص المبكر للمرض، قبل وصوله إلى مراحل متقدمة ما يجعل العلاج معقدا و صعبا، مشيرا إلى أنه و لتجنب ارتفاع عدد الإصابات و التحكم الأمثل في الداء،  قام بالتنسيق مع مصلحة مرضى السرطان بتيزي وزو ، بمعاينة  هؤلاء المرضى قبل الخضوع للعلاج.
محدثنا أرجع سبب تأخر تشخيص المرض لأن أعراضه تظهر في الغالب في مرحلة متقدمة، كما أن جهاز « دي أم أو « الذي يشخص مرض هشاشة العظام بأنواعه، يمكن أن يقدم نتائج غير صحيحة في حالة الإصابة بهذا  النوع من هشاشة العظام، مشيرا إلى أنه في عديد الحالات، تكون نتائج التشخيص سلبية رغم أن المريض مصاب بهذا المرض، مشيرا إلى توفر  آليات حاليا تمكن من الكشف عنه، بفضل برنامج يسمى «تي بي أس» و الذي أصبح موجودا في ذات الجهاز .
و تحدث الدكتور طارق خالد طبيب مختص في مرض العظام و المفاصل بقسنطينة، عن أدوية علاج داء المفاصل ، منها حقن الكورتيكويد التي تشكل هاجسا كبيرا لدى المرضى و يرفضون في الغالب التداوي بها، خوفا من الإصابة بهشاشة العظام، كما يرفضون عديد تقنيات العلاج التي تستعمل فيها الحقن ، من بينها استخراج المياه المجودة داخل المفاصل ، مؤكدا بأن هذه المغالطات الرائجة حول تقنية العلاج بالحقن غير صحيحة إطلاقا، و تعرقل مراحل العلاج، كما تعقد وضع المريض الصحي.
الحقن الموضعية فعالة لتجنب الإعاقة الحركية
ذات المتحدث أكد بأنه في حالة وجود سائل غير طبيعي في المفاصل، يجب استخراجه بواسطة الحقن لكونه يتسبب في هشاشة الغضروف، و كذا علاجه بحقن موضعية تحتوي على الكرتيكويد ، و ذلك لتخفيف الآلام التي يسببها هذا المرض، موضحا بأنها تستعمل كعلاج مكثف للآلام الحادة و تجنب مضاعفات الأدوية التي يمكن أن تستعمل لذات الغرض، لكن في فترة  طويلة تتراوح بين 15 يوما و شهر، مؤكدا بأن تقنية العلاج تتطلب لتحقيق النجاعة، طبيب مختص و تشخيص دقيق ، مع الالتزام بعدم  استعمال أكثر من 3 حقن في المفصل في السنة.
الطبيب المختص قال بأنه يواجه إشكالا كبيرا مع المرضى الذين يرفضون استعمال الحقن، و المؤسف أن هناك بعض الأطباء يروجون أفكارا خاطئة عن العلاج بالحقن تؤثر بشكل كبير على المرضى،  معتبرا المؤتمر فرصة لتصحيح المغالطات، مضيفا بأن العلاج بالحقن الموضعية ليس حديثا، فهناك عديد الدراسات التي تناولته بالبحث منذ سنة 1958 ، و تستعمل منذ ذلك الحين في عديد الدول.
و تابع الطبيب بأن هناك تطورات كبيرة في هذا المجال، مكنت من علاج أمراض كانت في وقت ما مستعصية، و حاليا توجد أدوية جد متطورة تساعد و بشكل كبير في الحد من مضاعفات مرض الروماتيزم كالإعاقة الحركية،  تعرف بالعلاج البيولوجي « بيوتيرابي» ، تجعل المريض حتى و إن كان متقدما في السن، غير معرض إطلاقا للإصابة بالشلل الناجم عن الروماتيزم، كما كان يحدث في وقت سابق.
و ذكر الدكتور خالد بأن 30 بالمئة من النساء يصبحن بعد سن اليأس ، معرضات للإصابة بهشاشة العظام، و ذلك بسبب انخفاض هرمون الأستروجين الذي يحمي المرأة من الإصابة به ، بالإضافة إلى عوامل أخرى كنقص فيتامين «دي» و مرض السكري و الغدة الدرقية ، إلى جانب العامل الوراثي .
الدكتورة حافي  ربيحة فلة، طبيبة مختصة في أمراض الروماتيزم،  قالت على هامش اللقاء ، بأن التكفل بمرضى هشاشة العظام  تطور كثيرا،  حيث أصبح هناك تحكم في تطور المرض، مؤكدة بأن الكورتيكويد مفيد و عدم استعماله يؤدي إلى مضاعفات كبيرة، مؤكدة على ضرورة أن يستعمل الدواء بطريقة صحيحة.
و شددت الطبيبة بأنه على النساء أن يكن واعيات و يتابعن وضعهن الصحي بعد سن اليأس ، كل 3 أو 6 أشهر، مع تناول أدوية مقوية للعظام يصفها لهن المختص ، و ذلك لتجنب الإعاقة الحركية، و حتى  إن تعرضن لكسر تكون الإصابة خفيفة .
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى