الأجور ليست وحدها الضامن لسعادة العامل   
قال خبراء طب العمل بقالمة أمس الأربعاء، بأنه لا يجب الاعتقاد دائما بأن الأجور الجيدة هي وحدها الهدف الأسمى للعامل و الموظف، فهناك أمور أخرى يتمناها العامل أكثر من الأجور، كالظروف الاجتماعية الجيدة، و العلاقات الاجتماعية الإيجابية للإدارة.
و حسب المتدخلين في اليوم التحسيسي الذي نظمته ولاية قالمة حول المخاطر المهنية و طب العمل، فإن الباحثين في مجالات العمل و العلاقات الاجتماعية بالوسط المهني، يؤكدون بأن مطالبة العمال بزيادة الأجور ما هي إلا تعبير عن عدم رضاهم و قناعتهم بالظروف الاجتماعية و المادية و النفسية التي يعملون فيها، و لذا فإن طب العمل يعمل على خلق بيئة عمل اجتماعية تتوفر فيها شروط الأمن الصناعي و توفر النظافة و التدفئة و التبريد
و الجو النفسي و الصحي الملائم.
و ذكروا بأن طموح العامل بأشغال العمل و الاستمرار فيه قد يشكل جزءا مهما من ظروف العمل التي يعيشها، إذ أن هناك الكثير من المفاهيم لظروف العمل، فالاقتصاديون يعتقدون بأن ظروف العمل المثالية تتجلى في الأجور العالية التي يتقاضاها العمال و الموظفون، و تشكل العنصر الأساسي في عملية الإنتاج، لكن الأبحاث المتواصلة في قطاع العمل تؤكد بأن الحوافز المادية ليست وحدها الضامن لسعادة العامل و قدرته على الاستمرار و تقديم الأحسن بموقع عمله، حسبما ذهبت إليه طبيبة العمل لمياء حداد في مداخلة لها أمام إطارات ولاية قالمة الذين حضروا اللقاء.  و قد تم التطرق إلى دور و مسؤولية لجنة الوقاية الصحية و الأمن بالوسط المهني، و مسؤولية طبيب العمل في مجال الوقاية و حماية العامل و الموظف من الناحية النفسية و الجسدية، و تحسين ظروف العمل و متابعة الوضع الصحي للعامل و الإبلاغ الإجباري عن أي مرض مهني بعد التحقق منها.  
و تمت الإشارة إلى حرص المشرع الجزائري على دعم طب العمل بترسانة من القوانين حتى يؤدي دورها كاملا، و يساهم بفعالية في حماية العامل و الموظف في مواجهة تعنت و جشع أرباب العمل بالقطاع الاقتصادي و الوظيف العمومي، الذي أصبح هو الآخر مصدر قلق للموظفين بسبب الضغوط و الأمراض النفسية
و العضوية و تدني المحفزات المادية.  
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى