نساء يعوضن أزواجهن و الحرفيين في  "البريكولاج" المنزلي
تستهوي الكثير من النساء أشغال “البريكولاج” المنزلي، فيستغنين عن أزواجهن أو الحرفيين المتخصصين، فأصبحن يقمن بطلاء الغرف أو الأبواب بمفردهن، بينما تقبل الكثيرات على أعمال السباكة و كل الأشغال التي طالما كانت محظورة على الجنس اللطيف.
انحسرت مهام المرأة ببيتها في الأعمال المنزلية من طبخ، غسل و تنظيف، في حين تمارس أخريات هوايات كالبستنة، الخياطة أو الطرز و حرف يدوية أخرى، إلا أن العديد من بنات حواء بتن اليوم يفضلن القيام بأشغال أكبر، لطالما كانت ضمن مهام الرجال، إذ لم تعد المرأة اليوم تنتظر الاستعانة بمختص في الطلاء لتغيير ألوان جدران بيتها، أو لتنظيفها كما تفعل الكثيرات، و حتى الأزواج ممن يحبذون القيام بذلك بمفردهم، يث لم يعد ذلك مسموح لهم، بعد دخول زوجاتهن على الخط، و مزاحمتهم في مهام تصنف ضمن الأعمال الشاقة.
ذا كان طلاء المنازل ليس بالأمر الجديد على ربات البيوت الجزائريات، اللائي كن سباقات للقيام بـ»تبييض» المنزل باستعمال مادة الجير في السابق، لاستقبال شهر رمضان أو مناسبة أخرى، فإن تطورات العصر وسعت الظاهرة، لتشمل شريحة أكبر، فلا فرق اليوم بين الماكثة بالبيت و العاملة، فالكثير منهن تسيطر عليهن الرغبة في التغيير،  خاصة ديكورات و طلاء منازلهن، فحتى نساء في مناصب سامية، بتن يقمن بذلك، بعيدا عن البروتوكولات، مثلما فعلت رئيسة كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش التي نشرت صورا لها عبر حسابها الخاص في موقع فايسبوك، و هي تقوم بطلاء جدران منزلها بمفردها.
و قالت السيدة أحلام، المعلمة بالطور المتوسط، أنها قامت بطلاء منزلها بمفرها، دون مساعدة زوجها، موضحة أنها تحب مثل هذه الأعمال و لا ترى أنها حكرا على الرجال، بينما أكدت حياة ، ربة بيت، أنها و في كل مرة يصادفها مشكل انسداد البالوعات أو تسربات في الحنفيات، لا تنتظر زوجها و لا تستعين بسباك، فهي تقوم بحل الإشكال بمفردها، مضيفة أنها تحب مثل هذه الأعمال و تعتبر القيام بها نوعا من التغيير و الخروج عن دائرة روتين الأشغال المنزلية الخاصة بالنساء، كما أن ذلك لا يجعلها تنتظر طويلا لحل المشكل. كما تقوم بعض النسوة بأشغال أخرى مثل الأعمال الكهربائية، حيث قالت لنا هدى،ربة بيت، أنها تحب «البريكولاج» المنزلي، خاصة في هذا المجال، و بإمكانها أن تصلح مكبس كهربائي بحكم تجارب سابقة كثيرة و ناجحة لها، في حين تستعين بمواقع الإنترنت لتعرف طريقة حل مشاكل آخر، مشيرة إلى أن الفيديوهات المنشورة عبر يوتيوب،  ساهمت في تعليمها و تعليم الكثيرات تقنيات «البريكولاج» المنزلي، دون مساعدة الرجال، أو الحاجة إلى إتباع تكوين خاص.
و تقبل الكثير من الجزائريات على متابعة آلاف الفيديوهات التي تقدمها سيدات و ربات بيوت ، حول آخر صيحات ديكور غرف النوم، الصالونات، المطابخ  أو الحمامات، بالاعتماد على مواد تدخل ضمن المنتجات الحديثة، مثل ورق تغليف الجدران، السهل الاستعمال و المتنوع، و الذي لا يحتاج حتى لمادة تساعدها في تثبيته على الجدان، ما عدا التنظيف الجيد الذي يسبق
العملية.                                                إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى