رفعت وهيبة ماجن التحدي في الحياة رغم إعاقتها البصرية التي تعاني منها منذ الصغر، وحققت ما عجز الأصحاء، لتثبت للمجتمع أن الإرادة تصنع المعجزات، فقد تخرجت من كلية الحقوق بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، و هي حاليا تعمل كمسؤولة على جناح المكفوفين بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولايتها.
تقول وهيبة للنصر، إن الإعاقة البصرية لم تمنعها من تحقيق أحلامها، لأنها تأقلمت مع وضعها، فقد دخلت المدرسة في حيدرة بالجزائر العاصمة وبعد سنتين توقفت عن الدراسة، بعد تحويل المرفق إلى مؤسسة للصم والبكم، ما اضطرها للمكوث في البيت لثلاث سنوات دون تعليم، لتقرر والدتها تسجيلها في مدرسة العاشور للمكفوفين، و هو ما أهلها للالتحاق بثانوية لالة فاطمة انسومر بمدينة تيزي وزو أين نالت شهادة البكالوريا في شعبة الآداب.
و قد واصلت وهيبة تعليمها في جامعة مولود معمري بكلية الحقوق، و التحقت أيضا بجامعة التكوين المتواصل، لتخرج بشهادة الليسانس في الحقوق وشهادة الكفاءة المهنية في المحاماة ثم تنال الماستر بتقدير ممتاز، و عن نتائج هذا المسار الحافل قالت الشابة “أحمد الله على نعمة التعليم والنجاح، لقد وُفِّقت في العمل كأستاذة بالاتحادية الولائية للمكفوفين لولاية تيزي وزو حيث أساعد التلاميذ ضعاف البصر وأعلمهم الكتابة والقراءة بتقنية البراي، كما أعلم كبار السن المكفوفين من مدارس محو الأمية، وحاليا أنا مسؤولة عن جناح المكفوفين على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية”.
وتؤكد وهيبة ماجن أن فقدان البصر لا يجب أن يكون عائقا أمام المكفوفين حتى يعتمدوا على أنفسهم في الحياة، فهؤلاء لا يحتاجون، مثلما تضيف، إلى نظرة شفقة من أحد، بل إلى تغيير ذهنيات المجتمع اتجاههم، لأنهم قادرون على الإبداع خاصة إذا توفرت لهم الإمكانيات، مثمنة وقوف عائلتها إلى جانبها ومساعدتها لها في جميع مراحل الحياة لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم، حيث أكدت أنّ الأسرة هي سندها الوحيد، و قد دعمتها بكل ما تملك لكي تنجح.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى