عرض استثنائي لـ - رجل الكهوف - في الجزائر ودعوة للرقي بالإنسانية
عاش الشارع الوهراني نهاية سنة 2018، على وقع حادثة استثنائية أعادته للعصور القديمة و للإنسان البدائي ، من خلال جولة قام بها شاب وسط شوارع المدينة، بلباس إنسان الكهوف في العهود الغابرة، مخترقا طابوهات «الفن والحب».
إنه الشاب هشام تركي 26 سنة، طالب ماستر في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة، يحضر لمذكرة تخرج « تفاحة الحب»، و تتمحور حول الفن والحب و طابوهات المجتمع، لتبين أن الإنسانية يجب أن ترقى بهذه الثنائية «الفن والحب»  لكي تستمر الحياة وتتطور.
قال الطالب إنه من خلال لباس العصور القديمة، أراد العودة بأذهان الناس، إلى أن الأصل هو الإنسان «لحما وعظما»، و الباقي مكتسبات فن و مشاعر حب، ترسخت وتراكمت لتصنع الواقع ، عصرا بعصر، و جيلا بعد جيل.
هشام خاض التجربة الفريدة من نوعها في تاريخ الجزائر، و قام بجولة في أكبر شوارع مدينة وهران، مشى وسط الناس، دخل محلات تحدث مع البعض، وقال للنصر، إنه تفاجأ بردود فعل المواطنين، حيث أن ما يقارب 100 شخص مشى وراءه في الشوارع، العديد منهم تقبلوه كما هو، ومنهم من عرض عليه المساعدة ومنهم من تحدث إليه.
و أضاف بأن البعض عرفهم بحقيقته، فساندوه وشجعوه على التجربة والجرأة في التجسيد، في حين اعتقد البعض الآخر أنه مجنون و منهم من فر من أمامه. و أردف المتحدث أن عرضه الذي جربه في الشارع، لقي قبولا من طرف المواطنين، عكس شبكات التواصل الاجتماعي التي لمس فيها تمسكا بالطابوهات، وهذا ما عكسته بعض التعليقات، خاصة المتعلقة بالفن.
أما جانب الحب، فكان موجودا ، لكن شدة دهشة المواطنين و هم يتابعون التجربة أدخل في نفوسهم شعورا بالخوف من العودة لتلك الحقبة الزمنية البدائية البعيدة. لكن وفق هشام، يجب أن نتعلم من الماضي لنصنع الحاضر و المستقبل، مضيفا أن عرضه الاستثنائي في الجزائر، فتح نقاشا وتساؤلات وسط المجتمع، فالعديد لا يزالوا يستفسرون عن الإنسان و عن أمور أخرى، لكنهم لم يجدوا من يستمع لهم ومن يعطيهم فرصة للتعبير، وقال هشام إنه اختار وهران للقيام بالعرض التجريبي لمشروع الماستر، كونها ولاية تجمع مزيجا ثقافيا يجعلها قاعدة ثقافية مهمة، تسمح للفنان بعرض إبداعاته.
أما عن طموحاته الإبداعية بعد التخرج، فيؤكد هشام أن الأفكار متوفرة  و متنوعة، لكنها تصطدم في الوقت الحالي بمشكل مادي.
  بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى