السنافر ينعشون الوكالات السياحية ويجنبونها كساد الشتاء
أنعشت المقابلة المرتقبة بين فريق شباب قسنطينة والنادي الإفريقي التونسي، هذا الجمعة بملعب مدينة سوسة الأولمبي، نشاط الوكالات السياحية بعاصمة الشرق، وهذا بعد الاهتمام الكبير لأنصار أصحاب الزي الأخضر والأسود بهذا الموعد، ورغبة الكثيرين منهم في ضمان التواجد رفقة الفريق بتونس.
هذه الحركية في الشارع القسنطيني، ولدت تنافسا كبيرا بين  الوكالات السياحية المعتمدة بمدينة الجسور المعلقة، وذلك من خلال العروض الحصرية والأسعار الاستثنائية، التي تم عرضها على كل راغب في التنقل إلى الجارة الشقيقة تونس، وذلك لضمان أكبر قدر ممكن من الزبائن، في هذا الفصل الذي يعرف عادة، دخول معظم الوكالات في عطلة مسبقة بسبب قلة الإقبال على خدمات تلك المؤسسات السياحية.
وعرفت مختلف الوكالات السياحية، في قسنطينة إقبالا منقطع النظير من طرف محبي فريق شباب قسنطينة، حيث كان التهافت كبيرا من أجل حجز غرف بمختلف الفنادق المتواجدة في مدينة سوسة، كما عرفت صفحات الوكالات على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا، والكل يبحث عن وكالة تضمن له التنقل بسعر أقل.
 وشكلت السفرية إلى تونس وبالتحديد إلى مدينة سوسة موضوع شغل أغلب المتفاعلين، ولم يكن أكثر المتفائلين من أصحاب الوكالات، ينتظر هذا الإقبال الذي أدى إلى انتعاش كبير في هذا القطاع، بعد أن تعودوا على الدخول في عطلة مبكرة، بسبب الانخفاض الشديد في عدد الراغبين في السياحة بتونس خلال هذه الفترة من كل سنة، علما أن تاريخ إجراء اللقاء، تزامن مع نهاية الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة، ليجد الوكلاء أنفسهم، أمام تحد كبير وتنافس شديد فيما بينهم وأمام فرصة لربح المزيد من الأموال، في فترة كانت في وقت مضى توصف «بالميتة».
وتسبب التأهل التاريخي للفريق القسنطيني في انتعاش قطاع الخدمات، وتحولت الوكالات للتسابق، من أجل جلب أفضل العروض الحصرية لإغراء الزبائن التي استحضرت فصل الصيف غب عز أيام البرد و»الخمول» التجاري، ما جعل الأسعار تنخفض كثيرا مقارنة بما كانت عليه.
وأكد في هذا الصدد، صاحب وكالة للنصر، أنه يقدم عرضا لا يقاوم، ويتمثل في ضمان النقل من قسنطينة إلى سوسة، مع الإقامة لليلتين في فندق من صنف 4 نجوم، تتضمن وجبتين في اليوم، مع توفير تذكرة اللقاء، وكل هذا بمبلغ مليون سنتيم، كما كشف آخر عن عرض وصفه هو الأخر بالمغري، ويتمثل في المبيت ليلتين بفندق مصنف مع ضمان وجبتي الفطور والعشاء، مقابل مبلغ 7500 دج للشخص الواحد.
 كما شهدت صفحات «الفايسبوك»، غزوا من طرف الوكالات السياحية، عمدت خلاله لنشر مختلف الإعلانات الترويجية ومرافقتها بعبارة «أرخص الأثمان»، وهو ما زاد من عدد الراغبين في التنقل إلى تونس، ولكن هذه المرة من أجل حضور المحفل الرياضي وليس للغرض  السياحي.
وتم تحديد مساء أمس، الملعب الذي سيحتضن القمة المرتقبة بين السنافر والنادي الإفريقي بملعب سوسة، وهو الخبر الذي أسعد كثيرا الأنصار، خاصة وأنه سيجنبهم عناء التنقل الطويل من الفندق إلى الملعب، بما أن المركب الرياضي يقع بوسط المدينة وبمحاذاة جل الفنادق في هذه المدينة الساحلية.
 وتمني أسرة الشباب، معايشة سيناريو انجاز المنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا 2004، بنفس الملعب الذي عرف تألق رفقاء القائد بلماضي الناخب الوطني الحالي، بعد التغلب على المنتخب المصري في ذلك الوقت.
«السنفور في أرض الفرعون» شعار لإغراء المناصر
لم تكتف الوكالات السياحية في مدينة قسنطينة، بالاستثمار في مباراة بين فريق جزائري وآخر تونسي، حسب أصحاب الوكالات، بل سيتجدد الموعد في بداية الشهر المقبل، بمناسبة مواجهة السنافر لفريق الإسماعيلي المصري، حيث تحضر كل الوكالات لإعادة الكرة للمرة الثانية، حيث أكد لنا صاحب وكالة أنه قام بشراء حصته من تذاكر رحلات القاهرة، في انتظار تأكيد تاريخ المواجهة، كما قام بكل الإجراءات الخاصة بحجز غرف في فنادق مصرية، مؤكدا أن نفس الإجراءات المعمول بها في تونس، هي نفسها التي ستكرر في عرض زيارة  مصر، مع اختلاف واحد وهو نقل الجماهير على متن الطائرة.
 وبلغت درجة التنافس بين الوكالات أشدها، حيث قامت إحداها بنشر إعلان يخص رحلة التنقل إلى أم الدنيا، ووضعت شعارا مميزا على الإعلان، مفاده «السنفور في أرض الفرعون»، ويشمل العرض الإقامة لمدة خمسة أيام وأربع ليالي في فندق من 4 نجوم مع ضمان وجبة الفطور، إضافة إلى تذكرة الطائرة، وتأشيرة الدخول للأراضي المصرية، إضافة إلى التكفل بكل التنقلات من قسنطينة إلى مطار العاصمة ذهابا وإيابا، والتنقل من مطار القاهرة إلى الفندق ذهابا وإيابا، والتنقل من الفندق إلى الملعب ذهابا وإيابا، مع إهداء رحلة إلى الأهرامات والسوق الشعبي «خان خليل»، وكل هذا حسب الإعلان بمبلغ 7 ملايين سنتيم.  
ويبدو أن النجاح الرياضي للفريق القسنطيني، أعطى حيوية كبيرة لمدينة الجسور المعلقة ونشاط وكالات السياحة والأسفار، وهو ما يذكر الجميع بما حدث من قبل في ولاية سطيف، حيث ساهم الوفاق المحلي في حركية وانتعاش النشاط السياحي والتجاري لهذه المدنية، وأصبح الجميع يعيش على نشوة الانجازات المحققة من طرف فريق وفاق الجزائر.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى