«الباتري» و «المامونة» و «الكيلي» مفرقعات  تباع خلسة
طبعت أجواء الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف أحياء و شوارع وسط مدينة قسنطينة، و بالأخص المدينة القديمة « السويقة» ، حيث يعرض مجموعة من الباعة الشباب على طاولاتهم مختلف أنواع الشموع و البخور و بعض الألعاب المخصصة للأطفال ، في حين غابت الألعاب النارية و المفرقعات عن معظمها، و إن وجدت فبكميات تعد قليلة جدا ، مقارنة بالموسم الفارط، و ذلك بسبب تشديد الرقابة من قبل المصالح المعنية ، و قال بعض الباعة للنصر، بأنهم يخافون أن تحجزها عناصر الأمن، مشيرين إلى أن العرض في سوق الجملة قد تقلص كثيرا.
ربورتاج / أسماء بوقرن
زائر المدينة القديمة «السويقة» يلاحظ الإقبال الكبير للمواطنين على اقتناء اللحوم و مختلف مستلزمات الاحتفال و الهتافات العالية للتجار لاستقطاب الزبائن ، و انتشار طاولات الشموع و البخور المزينة بالفوانيس ، و بمجرد أن وطأت أقدامنا أحد مداخل السويقة  انطلاقا من شارع العربي بن مهيدي، سالكين نهج بن راشي محمد الطاهر المعروف « بالبطحة»، وجدنا طاولة لبيع الحناء و الشموع و البخور من «جاوي» و عنبر و «نجوم» ، و سألت إحدى السيدات البائع عن المفرقعات ، فأجابها بأنها  ليست متوفرة لديه ، لأنها محظورة و يعاقب كل من يبيعها، ثم قال لها إذا كانت ترغب حقا في شرائها ،  عليها أن تعود بعد 10دقائق أو ربع ساعة، لأنها مخبأة في مكان آخر .
و عندما سألناه عنها، قال للنصر بأنه  متعود مع اقتراب المولد النبوي في كل سنة، على بيع المفرقعات و الألعاب النارية، و كل ما يتعلق بمستلزمات الاحتفال، و لم يجد إشكالا في السنوات الماضية في  بيعها و حتى في شرائها من سوق الجملة ، لكن هذه السنة الأمر مختلف، حسبه، كون الرقابة مشددة من قبل المصالح الأمنية، حيث وجد صعوبة كبيرة في اقتناء سلعته، لأن بائعي الجملة يبيعون سلعتهم خفية.
بيع المفرقعات بالجملة يتم خفية و سوق العلمة المموّن الأول
عن مصدر سلعته قال البائع بأنها من سوق العلمة ، مشيرا إلى أنها غير معروضة في السوق، غير أن مموني بائعي التجزئة يتجولون بين أرجائه ليصطادونهم على حد قوله، مضيفا بأنهم  يسألون كل من يشكون بأنه يبحث عن المفرقعات و الألعاب النارية « ماذا تحتاج و ما يخصك» ، ثم يتبادلان أرقام الهاتف  و يتفقون على كمية السلعة و السعر و كذا المكان الذي يلتقون به لتسلم السلعة.
و أوضح محدثنا بأنه يحتاط و يتعامل بحذر مع هؤلاء الممونين، لكي لا يقع في قبضة الأمن ، خاصة و أن الكمية التي بحوزته قليلة، مقارنة بما كان يعرضه في السنوات الماضية، و ذلك لعدم توفرها بالكمية اللازمة في السوق ، مؤكدا بأن الأسعار زادت،  مقارنة بالسنة الماضية،  بـ 50 بالمئة .
هذا البائع  كان يعرض على طاولته بمدخل البطحة، الشموع بأنواعها ، انطلاقا من صغيرة الحجم و ثمنها 20 دينارا للواحدة ، وصولا إلى الشموع الكبيرة و المعطرة و التي يقدر سعر الواحدة بـ 40 دينارا ، فيما يوجد نوع آخر يعتبر جديد هذه السنة ، و هو الشموع ذات اللمسة الفنية التي  يبدع حرفيون و فنانون في تزيينها ، و توضع في أوان زجاجية ذات أشكال مختلفة تزين من الداخل بالأحجار و الرسومات و تضيء بعدة ألوان ، و أخرى على شكل حبات فواكه كالتفاح و الفراولة و أسعارها تتراوح بين 150 و 300 دينار ، فيما تباع علب «النجوم» بـ 100 دينار.
 أما الحناء فتتراوح أسعارها بين 100 دينار، بالنسبة لحناء « أنيلا»، و 150 دينارا بالنسبة لحناء «رواج»، فيما زادت الفوانيس من بهاء الديكور الاحتفالي  بتصميمها التقليدي الجميل ، و يتراوح سعرها بين 350 و 600 دينار.
زيادة بـ 50 بالمئة في سعر المفرقعات و الألعاب النارية

تختلف أسعار البخور، حسب النوع و الحجم، و تتراوح بين 50 و 70  دينارا بالنسبة للنوع العادي ، أما المشبعة بعطور الفواكه و الأزهار فيتراوح  ثمنها بين   120  250 دينارا، و قال لنا البائع بأنها لم تشهد ارتفاعا كبيرا ، مقارنة بالسنة الماضية ، كما يعرض نوع من المفرقعات اسمه «الثومة»، لأن  شكله يشبه حبة الثوم و هو  مخصص للأطفال الصغار، لكونه لا يلحق ضررا و لا يصدر دويا قويا ، و يتم وضعه على الأرض عند إشعاله.
و واصلنا جولتنا داخل أزقة السويقة، فوجدنا عددا كبيرا من الطاولات تعرض مختلف أنواع المفرقعات، لكن بكميات قليلة ، و عند حديثنا لبعض الباعة،  قالوا لنا بأنهم يخافون عرضها بكميات كبيرة، لكي لا يتم حجزها من قبل عناصر الأمن بأكملها، موضحين بأنهم يكتفون بوضع علبة واحدة و قطعة أو اثنتين من الأنواع باهظة الثمن، لاستمالة المشتري، و عندما يطلبها تباع له الكمية التي يريد، كما أنهم ينسقون مع الباعة الذين يضعون طاولاتهم عند المداخل الرئيسية ليخبرونهم بقدوم مصالح المراقبة أو الأمن.
و عند استفسارنا عن أسعار المفرقعات و الألعاب النارية ، قال لنا أحد الباعة بأنها ارتفعت مقارنة بالسنة الماضية، لأنها ليست متوفرة بالكمية الكافية في سوق الجملة،  كما أن عددا كبيرا منها  لم يعد تباع، لأنها باهظة الثمن حيث يتراوح سعرها بين 8 آلاف و 12 ألف دينار ، و ذلك خوفا من حجزها و تكبد البائع خسائر كبيرة .
من بين المفرقعات التي وجدناها في السوق، لكن بكميات محدودة، «الشيطانة « و «المرقازة» و»دوبل كانون»و « الوردة» التي تحدث دويا قويا و سعر القطعة الواحدة يبلغ 50 دينارا ، كما أنها تشكل خطورة كبيرة على مستعمليها ، و تسببت بحوادث كثيرة في السنوات الماضية ، حيث تسببت حتى في بتر إصبع طفل بقسنطينة، و تعتبر من المفرقعات التي يمنع استيرادها و بيعها.
فيما قال لنا بائع آخر بأن بعض الأنواع فقط متوفرة في سوق الجملة، موضحا بأن هذه السنة تم الاكتفاء بالمفرقعات ذات الأسعار المعقولة  فيما امتنع أغلب التجار عن عرض الأنواع الجديدة التي تلقى رواجا فقط وسط العائلات الغنية ، و تسمى "الكوبرا "و "الباتري" و "المامونة "و " الكيلي" و تتراوح  أسعارها بين 8 آلاف و 12 ألف دينار ، أما المفرقعات صغيرة الحجم ، فتباع العلبة الواحدة منها ذات 50 قطعة، بسعر 250 دينارا.
و تستقطب الألعاب النارية أغلب المتسوقين لما تصنعه من فرجة في الليلة المباركة، حيث وجدنا أمهات و آباء يبحثون عنها و هي الأخرى متوفرة بكميات قليلة ، و يبلغ سعر نوع يعرف ب"فلامبو" بين 200
 و 300 دينار ، حسب عدد الألوان ،
و يعتبر أقلها ثمنا. فيما يبلغ سعر "النخلة"950 دينارا
و بعض التجار يبيعونها بألف دينار و تنبعث منها أضواء ملونة لها شكل نخلة، أما سعر الصواريخ فيقدر بـ 250 دينارا للعلبة الواحدة، و ثمن " أجاكس" 50 دينارا.                          
أ/ ب

الرجوع إلى الأعلى