عاد القرآن الكريم ليشنف أسماع الجزائريين منبعثا من مكبرات أصوات المساجد بتلاوات عطرة تتنوع نغماتها شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، بتنوع وثراء المجتمع الجزائري ومكوناته؛ استجابة لقوله تعالى: ((وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا))، وقوله: ((وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))، وبقدر ما تترتب على هذه التلاوة والاستماع للقرآن الكريم ثواب عظيم وفضائل كثيرة فإن الأكمل أن تنعكس آيات القرآن الكريم؛ أمرا ونهيا، وقصصا وعبرة، وتربية وأخلاقا في حياة المسلمين اليومية، وفي علاقاتهم البينية أو علاقاتهم مع غيرهم، ولا يتأتى تفعيل القرآن في حياة المسلمين ما لم يتدبر ويفهم ويطبق عمليا؛ يقول الله تعالى: ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) ، ويقول أيضا: (هذا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ)) .
فالقرآن الكريم منهج حياة أسمى عقيدة وشريعة وأخلاقا وليس مجرد كلمات –على عظمها وقداستها- ترتل ثم تنسى أن تحفظ تراثا أو ديكورا أو تبركا، فقد أنزل لهداية الناس وجعلهم يعيشون حياة سعيدة تقودهم لحياة أخرى أعظم وأبقى.
ولذلك حري بالمسلمين وهم يستمعون لآيات الله تتلى آناء الليل وأطراف النهار أن يقفوا متأملين ملتمسين أحكامه وحددها ليلتزموا بها ويقفوا حيث طلب منهم الوقوف، فإن هم فعلوا ذلك كانوا أسوة حسنة قدوة لغيرهم من الأمم، وشقوا طريقهم في الحياة أمنين، سعداء؛ قال الله تعالى: ((قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى  (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) )).
فكيف يمر المسلم عن آيات تنهاه عن الظلم ثم يظلم وأخرى تنهاه عن الكذب ثم يكذب وثالثة تنهاه عن القتل ثم يقتل، أو تأمره بالعدل فيحيف أو الإخلاص فيغش، أو العمل فيتكاسل.
ع/خ

من فضائل شهر الصيام في القرآن الكريم
وردت في كتاب الله تعالى آيات تبرز عظم شهر رمضان وصيامه؛ سواء تلك التي تكشف عن نزول القرآن الكريم فيه أو تلك التي تبرز فريضة صيامه؛ منها قوله تعالى: ((وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى  وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ ))، وقوله تعالى: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)))، ولذلك كان صيامه فضلا وثوابا عظيما وانتهاك حرمته إثم كبير.
من فضائل رمضان في الهدي النبوي
وردت أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم تُرغب في صيام رمضان وتعزز فضيلته ومكانته التي وردت في القرآن الكريم؛ منها: ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.. رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ، رواه مسلم، وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، رواه البخاري ومسلم.  

توسيع طاقة استيعاب المسجد الحرام و شروط للترخيص بأداء العمرة
أفاد مصدر مسؤول بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالسعودية، بأنه تقرر رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، وفق وكالة الأنباء السعودية «واس». واستنادا لوسائط إعلامية فقد أعلن المصدر، عن كيفية أخذ تصاريح العمرة والصلاة في المسجد الحرام. كما أشار المصدر إلى أنه «انطلاقا من حرصها على صحة وسلامة قاصدي المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك، من معتمرين ومصلين، فقد تقرر رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام بمكة المكرمة إلى 50 ألف معتمر، و100 ألف مصل يوميا»، لافتا إلى أن ذلك (الصلاة والعمرة) للأشخاص المحصنين ضد فيروس كورونا، وفق ما يظهره تطبيق «توكلنا» لفئات التحصين (محصن حاصل على جرعتين من لقاح فيروس كورونا، أو محصن أمضى 14 يوما بعد تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح، أو محصن متعافٍ من الإصابة)، بدءا من 1 رمضان 1442 هجري، مع التقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية. وشدد المصدر على أن المنصة الوحيدة المعتمدة لأخذ تصاريح العمرة والصلاة هي من خلال تطبيقي "اعتمرنا" و"توكلنا"، داعيا إلى «توخي الحذر من المنصات الوهمية والمواقع الزائفة، والتأكد من التواريخ والمواعيد بحسب المسجل عبر التطبيق». كما قالت «واس» إن المصدر قد أعلن أن دخول المسجد الحرام يستلزم عرض التصريح للجهات المختصة عبر تطبيق «توكلنا»، وذلك من حساب المعتمر أو المصلي مباشرة، وقالت وزارة الحج والعمرة في بيان إن منح تصاريح أداء مناسك العمرة والصلوات في المسجد الحرام في مكة، وكذلك زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة، سيكون «اعتبارا من الأول من رمضان (...) للأشخاص المحصنين».

رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه
روي عن أنس بن مالك -وفي رواية عن ميمون بن مهران - قوله: (رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه)، فهذا القول المأثور قد يقع المرء تحت طائلته؛ دون أن يدري؛ فمن كان ظالما يصد الناس عن سبيل الله تعالى ويقرأ قوله تعالى: (( أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ))، فهو يقرآ قرآنا يلعنه، ومن كان قاتلا مستحلا حرمة دم المسلم،  ويقرأ قوله تعالى: ((  وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً   - ( النساء : 93 ).)) فهو ملعون بنص آية يتلوها، وهكذا دواليك، ولذلك وجب الالتزام بما في كتاب الله تعالى وعدم مخالفة أمره.

وقفات مع استقبال شهـر رمضان
هانحن نستقبل ضيفا عزيزا قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (لو يعلم الناس ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها)؛ كيف لا وهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد الشياطين وفيه ليلة خير من الدنيا وما فيها،  فتعالوا نقف وقفات مع استقباله
الوقفة الأولى: نستقبله بالتوبة الخالصة النصوح من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها فإن أعظم ما يعود على المسلم بالنفع العظيم وخاصة في هذا الشهر الكريم التوبة والإنابة إلى الله ومحاسبة النفس على ما قدمت، فرمضان فرصة ثمينة للتوبة ، فبابها مفتوح وعطاء الله ممنوح وفضله يغدو ويروح.
الوقفة الثانية: عقد النية على استغلاله بالصيام والقيام وقراءة القرآن وسائر القربات لا بالشرب والأكل واللهو يقول ابن رجب (بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه ، فمن رحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حرم خيره فهو المحروم ، ومن لم يتزود لمعاده فيه فهو الملوم )
الوقفة الثالثة : العلم والمعرفة بفضائل هذا الشهر ليكون حافزا لنا للإكثار من الطاعات.
الوقفة الرابعة: اغتنام الوقت ووضع برنامج عملي للاستفادة من رمضان، فالوقت إن لم يقضى بالخير وفي الخير قضي بضده وفي ضده
فترى بعض الناس إذا أقبل رمضان بحثوا كيف يضيعون الأوقات، البعض يفهم أن هذا الشهر شهر كسل وراحة وبطالة وترك العمل وتأجيل للمصالح وتقليل للإنتاج، الغالبية من المسلمين اليوم أصبحوا لا يحترمون قيمة الوقت نوم وكسل بالنهار، سهر ولهو بالليل
الوقفة الخامسة: المحافظة على الصلاة وإعمار المساجد
الوقفة السادسة: التراحم والتعاون فيما بيننا وخاصة في ظل الأزمات التي نعيشها اليوم ولا تحل الأزمات إلا بالتراحم والتكافل والتضامن، فعدم رفعنا للأسعار تراحم وتعاون، وعدم احتكار التاجر للسلع تراحم وتعاون، وعدم شراؤنا لما لا نحتاجه وتكديسه تراحم وتعاون ،وتخفيضنا للأسعار في الأزمات وفي هذا الشهر أيضا تراحم وتعاون، ومد يد العون للمحتاجين تراحم وتعاون ،ومعاونة الضعفاء وتقديم الخدمات وقضاء الحاجات تراحم وتعاون.
هذه وقفات لابد أن نقف عندها ونأخذ بها فالسعيد من اغتنم هذا الشهر وتقرب فيه إلى مولاه بما أمكنه من الطاعات، عسى أن تصيبه نفحة من النفحات الربانية فيسعد بها سعادة لايشقى بعدها أبدا .

فتاوى
* هل عندما انذر مثلا أن أصوم بداية العام المقبل ثم تمضي أعوام ولا أصوم هل فات وقت الوفاء أم في الوقت الذي أستطيع؟
نعم إذا كان النذر محددا زمانا معينا ثم فات ذاك الزمن ولم تف بنذرك فإن النذر قد فات، فإن كان في استطاعتك أن تؤديه ثم لم تؤديه فأنت مأثومة ومأزورة لأن  من ألزم نفسه بعبادة وجب عليه أدائها.
* لدي دين 21 يوما من السنة الماضية لأني كنت مريضة و لم أتمكن من الصوم قبل حلول شهر رمضان للسنة الموالية. الآن لقد صمت تلك الأيام لكن لا أعلم كم المبلغ الذي يجب علي دفعه و كذا طريقة إخراجه - هل أقدم المبلغ كله لشخص واحد أو أكثـر أم يجب أن أعطيه لـ 10 أشخاص مختلفين؟
قضاء صيام رمضان بالنسبة للمريض يجب عليه بعد الشفاء أما من دخل عليه رمضان الموالي دون أن يقضي ما عليه من الصيام. وجب عليه القضاء والفدية معا . وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره في رمضان : وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره في رمضان، أما بخصوص سؤالك وقد صمت 21 يوما قضاء، فبقي الإطعام ( إطعام 21 مسكينا) .
 كيفية الإطعام: الأصل في الإطعام هو وجبة كاملة مشبعة لكل مسكين ، أما من تعذر عليه ذلك أو لم يسفعه الحظ في ذلك، فله أن يتصدق بقيمة من المال حسب عدد المساكين ، فيعطيهم لشخص واحد. أو لعدة أشخاص ، في ذلك واسع .
* حامل رأت الدم وهي صائم هل تفطر أم تكمل الصيام وهي لم يتبين لها هل هذا الدم ناتج عن إسقاط أو غيره وهي تستعمل الآن الدواء؟
جوابا على سؤالك سيدتي أن صيامك صحيح وقد يكون الدم بسبب نزيف أو تعب أو شيء من هذا ولذا نقول لك صيامك صحيح .
 موقع وزارة الشؤون الدينية

 

الرجوع إلى الأعلى