يحتفي المسلمون اليوم بذكرى فتح مكة المكرمة الذي وقع في العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، وقد سمي بالفتح الأعظم، حيث أعيدت مكة إلى حظيرة التوحيد وطهرت إلى الأبد من الشرك والمشركين، وأضحت مدينة إسلامية خالصة يتوجه إلى كعبتها المسلمون في كل سجود ويحجون إليها كل عام رجالا وركبانا، يحتفون بهذه الذكرى مستحضرين مآثر وسير الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ومواقفهم قبل وأثناء الفتح، ومستلهمين ما في هذا الحدث من عبر وعظات تجلت فيه قيم إنسانية سامية من نصرة المظلوم والعفو عن المقدرة والتسامح والسعي نحو تحقيق السلم. وقد كثرت العبر والدروس والعظات المستفادة من هذه الحادثة، ولعل أبرزها:
(أولا) أن المسلمين مطالبون باحترام العهود والمواثيق التي يمضونها مع غيرهم، ما التزم بها هؤلاء، ولذلك ظل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ملتزمين بعهد صلح الحديبية الذي أبرموه في السنة السادسة من الهجرة، قبل الفتح بعامين؛ وكان يفترض أن يدوم الصلح عشر سنين، لكن قريشا أخلفت وعدها، وهو ما دفع المسلمين للخروج من هذا الصلح، والتحضير لفتح مكة على حين غرة من أهلها.
(ثانيا) إن هذا الفتح أبرز للمسلمين حكمة الله تعالى وفضله عليه حين ألهم رسول صلى الله عليه وسلم بأن يمضي على صلح الحديبية، رغم معارضتهم له؛ فلم يمض عامان حتى بعد الصلح حتى جاء الفتح المبين، وفي العامين دخل المسلمون مكة آمنين فتحقق فيهم وعد الله تعالى للمؤمنين في قوله تعالى: لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح: 27]، ولذلك قد يضطر القائد المسلم، سياسيا كان أو عسكريا لاتخاذ مواقف والموافقة على إجراءات لا ترضي عموم من معه؛ لكن يتقيقن من المعطيات التي جمعها أن الإجراء في صالح الإسلام والمسلمين، فيمضي فيه بعد استشارة، والزمن كقيل ببيان صدق قراره ورجاحة عقله وحكمة بصره وتبصره، ولعل ما يكرهه المسلم من مواقف سيكون فيه خيرا كبيرا. ففي سنتي صلح الحديبية أسلم أضعاف من أسلم منذ فتح مكة، بل أسلم زعماء
وقادة كبار من قريش، منهم خالد بن الوليد، ولذلك لم يكن مستغربا أن يكون تعداد جيش الفتح الأعظم عشرة آلاف مقاتل من المسلمين، وهم الذين لم يكن عددهم يتعدى بضع مئات زمن الهجرة قبل ذلك بثمان سنوات.
(ثالثا) إن الإسلام والمسلمين يتوقون للسلم ولا يلجأون للحرب إلا اضطرارا ولذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أن تظل مسيرة الفتح سرية، حتى يحاصر مكة عشرة آلاف جند ويدفع أهلها للاستسلام وترك القتال، حقنا للدماء وتجسيدا للسلم، وهو ما حدث فعلا؛ حيث قبل أبو سفيان تسليم مكة، بعد أن تلقى ضمانات من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأمين الناس على أنفسهم وأموالهم، فجاء النداء النبوي لحظة الفتح: (مَن دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمِنٌ، ومَن دخل المسجدَ فهو آمنٌ، ومَن أغلق بابَه فهو آمِنٌ)، وفي هذا تأكيد على حقيقة توق المسلمين للسلم فهم لا يسعون لنشر دينهم عنوة وقطع رقاب  المخالفين؛ بل غرضهم فسح المجال لغيرهم لسماع صوت الحق وتقرير مصيرهم الديني بكل حرية واختيار، وقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلم صوتا انطلق من فم أحد جنده سعد بن عبادة: ‘اليوم يوم الملحمة’فرد بقوله: ‘بل اليوم يوم المرحمة’، اليوم أعز الله قريشا، وأرسل إلى سعد فعزله عن اللواء.
(رابعا) ظهور قيمة العفو عمليا: فقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته مكة المكرمة منتصرين وقد دان لهم العباد والبلاد، وكان يمكنهم أن يرتكبوا ما شاءوا من أفعال الثأر والانتقام ممن آذوهم وأحرجوهم من ديارهم بغير حق وظاهروا على إخراجهم، بل لاحقوهم في دار هجرتهم مقاتلين لهم يبتغون القضاء عليهم وعلى دينهم؛ ولو فعلوا ذلك لأعذرهم التاريخ والمؤرخون، وأعطوا لأفعالهم مشروعية أخلاقية؛ لكن كل ذلك لم يحدث؛ فقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطبا جموع من آذاه وهم في لحظة ضعف غير مسبوقة في تاريخهم: وسأله: ( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تُرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ)؟  قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: ‹اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ›، كما روى ذلك ابن إسحاق، وبغض النظر عن درجة هذا الحديث وضعفه بهذا اللفظ فإن الثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عفا عن أهل قريش إلا نفرا سماهم ولم ينتقم منهم وظل من لم يسلم منهم بمكة حتى العام التاسع أين خيروا بين الإسلام أو الرحيل عن مكة.
والعفو النبوي يكشف عن شخصية قائد عظيم لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، فمن عادة القادة في مثل هكذا موقف أن ينكلوا بمخالفيهم وينتقموا منهم شر انتقام،كما قال القرآن الكريم:  قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ[ النمل: 34]؛ لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكا جبارا ولا قائد مستبدا متشوفا للدماء؛ بل كان صاحب رسالة للعالمين، فظهر بسلوكه يومئذ مثالا للعفو والصفح والتسامح، وهو الذي ظل يأمل أن يخرج الله تعالى من أصلابهم من يوحد الله تعالى، وكذلك ينبغي أن يكون المسلمون عموما وقادتهم خصوصا، فالصفح والعفو من شيم الكبار.                                          ع/خ

السابقون بالجهاد أولى بالفضل والتكريم
أكد القرآن الكريم على أفضلية المؤمنين الذين آمنوا قبل الفتح وأنفقوا أموالهم وقاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال الله تعالى: لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَۚ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[الحديد: 10]، وسواء كان المراد بالفتح هنا صلح الحديبية أو فتح مكة فإن التفضيل القرآني له ما يبرره؛ لأن أوضاع المسلمين قبل الفتح كانت أوضاع محن وابتلاءات وتضحيات جسام، فقد طلب من المسلمين في المرحلة المكية قبل الهجرة الصبر على أذى قريش وتحمل كل ما يتعرضون له من أذى حسي أو معنوي، فقتل بعضهم وعذب آخرون وشردوا وطوردوا وأخرجوا، حتى فروا بدينهم تاركين أرضهم وديارهم، ثم طلب منهم في المدينة بعد الهجرة أن يقاتلوا بأنفسهم وأموالهم بضع سنين، فأنفقوا أموالهم وقاتلوا واستشهد الكثير منهم، قبل يتحقق حلمه بدخول مكة مع الفاتحين، فكانت تضحياتهم بالنفس والمال وقودا لنجاح الثورة وانتصار الإسلام والمسلمين، قبل أن تأتي أجيال بعد الفتح لم تعش ذات المحن والابتلاءات ولم تجُد بالنفس وبالمال كما جاد من سبقها، بل إن محيطها الاجتماعي والسياسي بعد الفتح لم يعد يرهبها إن هي قررت الدخول في هذا الدين، فلم يعد من يسلم عرضة لأي أذى من قريش وغيرها من القبائل، بل إن الغلبة اليوم للمسلمين والتحاقه بهم تأمين لنفسه وماله،
فكان من عدل الله تعالى وحكمته أن لا ينزل هؤلاء منزلة من سبق؛ فشتان بين من عاش زمن الثورات العسكرية والمدنية وشارك فيها واكتوى بلهيبها، ومن عاش في رغدها وثمارها ونصرها، دون أن يشارك فيها بمال أو نفس أو كلمة، فالأول أكثر فضلا وأولى بالتكريم والأجر والاعتزاز، وهؤلاء عادة ما يكونون قلة، بينما يكثر الناس حين المغنم، كما أن الذين كان لهم فضل السبق في بناء دولهم أو إنشاء مؤسسات دينية أو علمية أو صحية أو ثقافية أو صناعية أو إعلامية وغيرها لأوطانهم وضحوا في سبيل تحقيق ذلك أولى بالفضل والتكريم ممن جاء بدهم ليعيش في ظلال ما أنجزوه
ولذلك ينبغي أن يعترف لأولي السبق بفضلهم مهما طال الزمن؛ وقد أكد القرآن الكريم على قاعدة أفضلية من سبق بالإيمان والعمل والجهاد؛ فقال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: 100].
ع/خ

فتاوى
llوجدت مبلغا ماليا يقدر ب 2000 دج أمام مسكني،وسألت بعض جيراني إن فقد أحدهم مبلغا ماليا فلم أجد من فقده، فماذا أفعل بهذا المبلغ؟
إن هذا المبلغ يعتبر لقطة ولكن العلماء فرقوا: إذا كانت اللقطة ذات قيمة « مال معتبر « يجب التعريف بها أما وإذا كانت غير ذات بال أي مال غير معتبر فهي تحت تصرفك، فلك التصدق بها لمن هو أحوج إليها ولك الانتفاع بها بوجه من وجوه الانتفاع .
موقع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف

تواصل مبادرة مصحف لكـــــــــــل مريض
تواصلت مبادرات مديريات الشؤون الدينية والأوقاف عبر الولايات لتوزيع مصاحف على المرضى بالمستشفيات، فبعد أن بادرت لذلك مديرية الشؤون الدينية لولاية سكيكدة مؤخرا قام مجلس سبل الخيرات أحد أذرع مؤسسة المسجد تحت إشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية المغير بزيارة تفقدية للمرضى بمستشفى دباخ السعيد ببلدية المغير، وكذا تفقد الأطفال الصغار الذين تم ختانهم، ومنهم زميل من زملائنا في القطاع، وهو ما سعد به المرضى وأولياء المختونين، وادخل الفرحة إلى قلوبهم وقلوب أهليهم وذويهم. هذا وقد وزعت مصاحف على المرضى مقدمة من مصلحة التعليم القرٱني والتكوين بالمديرية، حيث أمر مدير القطاع بإهداء المرضى نسخا من المصحف الشريف تيمنا وتفاؤلا لهم بالشفاء الذي جعله الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال جل وعلا: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة المومنين)، كما أسهم مجلس سبل الخيرات بتقديم قواربر من ماء زمزم وبعض المياه المعدنية العذبة، باعتبار الماء أهم عناصر الحياة، وماء زمزم لما شرب له حسب ما أعلنت عنه في موقعها.
كما بادرت مديريات بحملات للتبرع بالدم، منها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجلفة بالتنسيق مع مديرية الصحة وكذا بولاية أم البواقي، وولاية معسكر، وولاية جيجل ببلدية الميلية وولاية مستغانم حسبما أعلنت عنه غبر مواقعها.

هتافـات بدعم المقـــاومة
نحو 120 ألفا يؤدون صـلاتي العشاء والتـراويح في المسجد الأقـصى
 أدى نحو 120 ألف مصل فلسطيني، الخميس، صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، رغم القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيوني. حسبما كشف عنه المركز الفلسطيني للإعلام نقلا عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وحسب ذات المصدر فقد أدّى الآلاف من المصلين صلاة الفجر أمس الجمعة وهي الجمعة الثالثة من شهر رمضان برحاب المسجد الأقصى المبارك، رغم قيود وحواجز الاحتلال.
وبعد الصلاة، تظاهر آلاف الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، للتضامن مع قطاع غزة ولتأكيد دعمهم للمقاومة الفلسطينية.
وردد المتظاهرون هتافات، منها: “لن تركع أمة قائدها محمد” و “يا غزتنا الأبية” و “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.وبعد المظاهرة، هاجمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة المصلين والمعتكفين واعتدت عليهم بالضرب وطردتهم من ساحات الأقصى.

 

الرجوع إلى الأعلى