يوصي الإسلام بإطعام الطعام؛ سواء بالصدقة أو الهبة أو البر والإحسان، ويؤكد على ما في ذلك من ثواب عظيم وأجر كبير في الدنيا والآخرة، ويكثر الأجر ويتضاعف الثواب في حالات و  أمكنة وأزمنة أكثر من غيرها، على غرار إطعام المساكين واليتامى وابن السبيل والأسرى وإغاثة الملهوف،و إنقاذ الحياة، وإكرام الضيف والوليمة، وفي حالات الجوع أو حالات الحروب والنزاعات والحصار، وكذا في أيام رمضان وبالأماكن المحرمة والمباركة في السفر وفي الحضر؛ ولهذا يقبل الكثير من المسلمين على هذه القربة خاصة في شهر رمضان من خلال إفطار الصائم أو الإسهام في موائد الإفطار أو الإسهام في قفة رمضان؛ والتوزيع الجماعي للحوم، لأن الإطعام وسيلة لحفظ الحياة والمحافظة على استمرارها بصحة وأمن، ناهيك عن تعزيز أواصر المودة بين الناس، وشكر المنعم على إنعامه.

وقد ورد في شأن الترغيب في إطعام الطعام وبيان عظم ثواب فاعله نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، منها قوله تعالى:﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا* إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا* وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا... إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا﴾ [الإنسان: 6 - 22] وقد أوجبت الشريعة الإسلامية الزكاة في النقود كما أوجبتها في الطعام من كل ما يقتات ويدخر، ومن السنة النبوية ما ورد عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم أول مقدمه المدينة مهاجرًا يقول: (أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام).
ولهذا جاء في السنة ما يدل على أن إطعام الطعام من أسباب الفوز بالجنة ودخولها والنجاة من النار وعذابها، في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: «وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام». [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح] وغيره من الآثار.
 وقد ذكر القرآن الكريم أن إطعام الطعام من سنة الرسل والأنبياء فقال في قصة إبراهيم  بعد أن جاءه ضيوف مكرمون كيف أسرع إلى إطعامهم الطاعم؛ فقال الله تعالى: ﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ [الذاريات: 26]، وكذلك كان إطعام الطعام من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة؛ ففي حديث نزل الوحي أول مرة روي أن خديجة رضي الله تعالى عنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلا، أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».ثم ظل هذا الخلق طبعا فيه بعد البعثة؛ وعن عائشة -رضي الله عنها -أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (ما بقي منها؟) قالت: ما بقي منها إلا كتفُها، قال: (بقي كلُّها غير كتفها)وكذلك يقتدي المسلمون في كل عصر برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومقابل هذه الآيات والأحاديث المرغبة في إطعام الطعام وردت آيات وأحاديث أخر تحذر من ترك هذه الفضيلة لاسيما حين وجوبها وتعينها على صاحبها المطالب بها، كما في حالة الزكاة أو إنقاذ حياة الناس من الهلاك، ففي هذا الحال وغيرها من الحالات الضرورية يحرم منع الطعام والبخل به عن الناس؛ لذلك قال الله تعالى متوعدا مانعي الطعام:  ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الماعون: 1- 3]؛ ثم بين عاقبة هؤلاء في الآخرة فقال الله تعالى: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ﴾ [الحاقة: 30- 37]، فهذا مصير من جمع مع منع الطعام الكفر الله تعالى وباليوم الآخر؛ فكان له هذا المصير الأليم حيث يحرم فيه من الطعام الذي تتشهيه الأنفس كما حرم غيره من الطعام في الدنيا بغير حق..
إن إطعام الطعام فضيلة إنسانية وإسلامية عظيمة أكدت عليها كما رأينا نصوص كثيرة من الشريعة الإسلامية وبينت عظم مكانة أصحابها، فحري بالمسلمين أن يظلوا محافظين عليها سواء في أيام الأزمات أو في أيام الأمن والسلم، كما كان الكثير ممن قبلنا من المسلمين يوقفون الدور والبساتين لإطعام المحتاجين من عابري السبيل أو المساكين أو الوافدين عليه طلبا للعلم أو التجارة أو السياحة أو العبادة، فلا يليق أن يجوع مسلم في المجتمع المسلم وللناس فضل طعام، بل كان الجزائريون ولا يزال بعضهم يخرج الطعام للمساجد ليلتئم حول مائدته عابر السبيل والفقير والمسكين بل كل من يرغب في الأكل ولو لم يكن من هؤلاء.
لكن ترغيب الشريعة في إطعام الطعام لا يعني دفع البعض للتكاسل والكف عن العمل وانتظار ما يجود به الآخرون عليه ليعيش عالة عليهم؛ بل إن هذا الإطعام في الأصل للمحتاج له إن كان صدقة وللقريب وللصديق وللجار إن كان هبة وإكراما وفي هذه الحالات يكون مؤقتا؛ لأن سعي الإنسان للكسب واجب عليه والزكاة مثلا لا تجوز لغير الأصناف الثمانية من الفقراء والمساكين وابن السبيل وغيرهم ممن ذكر في الآية، فأحكام الإسلام تأبى تكوين طبقة من الناس يكونون عالة على غيرهم في الدنيا، بل كل مسلم مطالب بالعمل والكسب قبل البحث عما فضل من أموال الناس؛ صحيح أن الإطعام يستفيد منه جميع الناس فقيرهم وغنيهم وفي كل ثواب لمن أطعمهم، وتوثيق لعرى المحبة بين المؤمنين وتعزيزا للجود والسخاء والكرم؛ لكن هذا تحكمه حالات ومواقف لا تفضي إلى تكريس الكسل والتواكل.
ع/خ   

وزارة الشؤون الدينية تطلق خدمة الفتوى الإلكترونية مع بداية شهر رمضان
أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عبر موقعها عن إطلاق خدمة الفتوى الإلكترونية لتمكين عموم المواطنين من طرح تساؤلاتهم وانشغالاتهم مباشرة على أعضاء اللجنة الوزارية، واللجنة الوطنية للفتوى من خلال منصات والرقم الأخضر: 1088، الخط الهاتفي المباشر: 023.48.44.60
وقد كشف موقع الوزارة أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف قام صباح الفاتح من شهر رمضان بزيارة تفقد لمكتب الفتوى بمقر الوزارة، حيث وقف على الحصة التجريبية لمشروع «الفتوى المباشرة» من خلال الاتصال المرئي عبر تطبيق WEBEX، للتحاضر المرئي المباشر مع السادة المفتين.كما وقف الوزير على الترتيبات التي تم ضبطها لتلقي طلبات الفتوى خلال الشهر الفضيل، وذلك من خلال الاتصال الهاتفي أو عبر تطبيق الهواتف الذكية الموسوم بـ:«فتاوى علماء الجزائر»، أو الفتوى الالكترونية عبر الموقع الرسمي للوزارة. وقدم السيد الوزير توجيهاته من أجل التكفل الأمثل بانشغالات المواطنين والرد السريع على أسئلتهم الفقهية من خلال جميع المنصات التي وضعتها الوزارة لهذا الغرض ونشرت رابط الفتوى الالكترونية:
https://marw.dz/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%88%D9%89-%D8...وتطبيق الهواتف الذكية: « فتاوى علماء الجزائر» على الرابط
 https://play.google.com/store/apps/details...

فتاوى
llحكم استعمال مخدّر على مستوى الأضراس للعلاج في نهار رمضان؟
 الحكمة من الصيام هي إظهار العبودية لله تعالى بترك شهوات الجسد طلبا لمرضاته سبحانه كما قال في الحديث القدسي: « كل عمل ابن آدم له إلاَ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» رواه البخاري. واستعمال المخدر لعلاج الضرس لا يعدّ أكلاً ولا شربًا في لغة ولا عرف، ولا ينافي قصد الشارع من الصيام فهو لذلك لا يفطر.
 llوالدي شيخ كبير، أفطر يوما من رمضان لعذر شرعي، وهو يسأل من هو المسكين الذي يطعمه فدية عن ذلك اليوم؟
 فإن كان والدك أيها الأخ الكريم قادرًا على الصيام فالمتعين عليه القضاء لا الإطعام مصداقا لقول الله تعالى: (فمن كان مريضا أو على سفر فعدّة أيام أخر) (البقرة84)، أما إن تعذّر عليه القضاء لعدم القدرة بكبر سنّ، أو مرض مزمن، فحينئذ عليه إطعام مسكين واحد عن ذلك اليوم الذي أفطره لقول الله تعالى: (وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مسكين…)(البقرة81) والمسكين شرعًا هو من لا يملك شيئًا، وكان في حاجة إلى الطعام الذي يقدمه له.
 موقع وزارة الشؤون الدينية

في مدرسة شهر رمضان (1)
رمضان فرصة لتذوق حلاوة القرآن واستخلاص أحكامه
يتيح شهر رمضان الكريم للمسلم فرصة سنوية تمكنه من كثرة الاستماع لتلاوة كتاب الله تعالى، فعلاوة على تلاوته بنفسه في البيت أو في المسجد من خلال ورده اليومي،يجد للقرآن صدى حيثما ولى وجهه داخل المجتمع المسلم ترتيلا أو تجويدا سواء في بيوت الله تعالى عبر مكبرات الصوت أو في صلاة التراويح، أو عبر مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمرئية أو في فضاءات ومواقع التواصل الاجتماعي، في هذا الشهر يكثر حضور القراء من مختلف الطبوع والمقامات وأحسن الأصوات،في السفر والحضر، حلا وترحالا، وفي ثنايا هذه التلاوات يقف المسلم مستمعا ومتدبرا خاشعا متفاعلا ما يمكنه من تذوق حلاوة القرآن الكريم وتأثير آياته في نفسه، والتفاعل مع آياته وموضوعاته التي تجوب بسمعه مثل قصص الأنبياء والرسل والأمم الغابرة ليستخلص منها سنن الله تعالى في الحياة والاجتماع، وتعرض عليه مكارم الاخلاق التي ينبغي عليه أن يتحلى بها، ورذائل الصفات التي يجب عليه تحاشيها، كما تعرض عليه آيات القرآن رسالته في الدنيا عقيدة وعبادة وأخلاقا وما ينتظره في الآخرة، ليكون القرآن له دستورا في سائر أيامه بعد رمضان، ولكن ينبغي عليه مع حسن الاستماع والخشوع أو يتدبر آيات الله تعالى قدر ما يستطيع حتى يكون لها تأثير أكثر في نفسه وتنعكس في سلوكه وإيمانه بالله تعالى؛ ولهذا كان رمضان شهر القرآن الكريم.

الناشط الأمريكي شون كينغ يعتنق الإسلام مع زوجته
أعلن الناشط والمؤلف الأمريكي المعروف شون كينغ وزوجته اعتناقهما الإسلام، مع حلول شهر رمضان المبارك. ونشر كينغ (45 عاما) مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مع زوجته وهما ينطقان الشهادة.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد قال كينغ في منشوره: «عدت أنا وزوجتي للتو إلى المنزل بعد صلاة العشاء في مسجدنا في منطقة دالاس بولاية تكساس حيث نطقنا سويا الشهادة واعتنقنا الإسلام لبدء شهر رمضان، لقد كان يوما جميلا وقويا وذا معنى بالنسبة لنا ولن ننساه أبدا».وأضاف: «سأصلي من أجلكم وأطلب منكم الاستمرار في الصلاة من أجلنا، سنبدأ الصيام هذا الصباح مع أكثر من مليار مسلم حول العالم».
ويحمل كينغ شهادة الماجستير من جامعة ولاية أريزونا ودرّس التربية المدنية في المدرسة الثانوية لفترة وجيزة، قبل أن يصبح قسا ويؤسس كنيسة في أتلانتا عام 2008 سميت الكنيسة الشجاعة، التي قادها لمدة 4 سنوات، حيث استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أعضاء جدد، وكان يعرف باسم «قس فيسبوك».كتب كينغ بصورة منتظمة في صحف «ديلي كوس» و«نيويورك ديلي نيوز» و«ا يونغ توركس»، وأسس عدة منظمات غير ربحية، ويعد حاليا ناشطا بارزا على مواقع التواصل الاجتماعي ومن الأصوات البارزة الداعمة للقضية الفلسطينية.

الرجوع إلى الأعلى