كثفت مديريات الشؤون الدينية والأوقاف منذ بداية شهر رمضان الكريم من أنشطتها الدينية والاجتماعية والثقافية، وتمكنت بفضل أئمة وإطاراتها من تحويل المساجد إلى مراكز استقطاب وإشعاع، بسبب كثرة وتنوع ما يقدم فيها` يوميا من أنشطة، لم تقتصر على الجانب الفقهي الوعظي بل تعدته إلى ندوات توعوية في الصحة و الاستهلاك، ومسابقات ثقافية ومبادرات خيرية ذات طابع أسري اجتماعي، علاوة على المبادرات الفردية للأئمة والمشايخ الذين خرجوا بالخطاب الديني إلى الفضاءات العامة، سواء عبر ما يشاركون به من حصص إذاعية وتلفزيوينة أو ما يؤطرونه من ندوات في المراكز الثقافية أو ما يبثونه يوميا عبر صفحاتهم في الفيسبوك.
ومن خلال رصد ما تنشره مختلف المديريات من أنشطة عبر صفحاتها الرسمية بفضاءات التواصل الاجتماعي، فإن هذه الأنشطة تنوعت بين الندوات والدروس المسجدية اليومية وهي محور كل الأنشطة، حيث يبادر مختلف الأئمة والمشايخ والأساتذة المدعوين قبيل صلاة العشاء أو بعد صلاة العصر، ويوم الجمعة سواء بشكل فردي أو من خلال قوافل علمية حملت عناوين مختلفة من قبيل « رمضان مدرسة الأخلاق والقيم والمثل العليا› تجوب الولاية، لتقديم دروس في مختلف المجلات التعبدية والأسرية و المعاملاتية، تعرض للمستمعين أحكام الصيام وآدابه و مقتضياته، كما ترشدهم للكثير من الفضائل التي ينبغي عليهم التحلي بها وتحذرهم من الكثير من السلوكيات التي تضر بالتزامهم، سواء في المسجد أو في الأسرة أو في الفضاء العام من أسواق وأماكن جلوس وأماكن عمل. ,إلى جانب الدروس المسجدية فإن الأئمة يخاطبون المواطنين عبر مختلف الإذاعات الجهوية من خلال حصص وبرامج تعنى أساسا بتقديم فتاوى للصائمين أو حصص للتوعية حول سلوك الصائم في رمضان، أو منافسات ثقافية دينية على غرار برنامج سباق القراء بإذاعة تندوف. كما بادرت الكثير من المساجد إلى استدعاء أطباء وأخصائيين بالتنسيق مع مديريات الصحة لتقديم دروس توعية بداخلها حول التـأثير الإيجابي للصوم من جهة وأثره على بعض الأمراض المزمنة، وبإشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قالمة، نظمت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقالمة، أياما تحسيسية حول الصحة الإنجابية والتخطيط العائلي، على مستوى المدارس القرآنية عبر الولاية، كما نقلت المديرية أنشطتها عن طريق أئمتها وإطاراتها وقوافلها العلمية للإقامات الجامعية التي استفادت من الندوات والمحاضرات؛ سواء إقامات الذكور أو إقامات الإناث، من جهة أخرى على غرار مرض السكري، و ذلك بالتوازي فتح مساحاتها لحملات التبرع بالدم.
وكعادتها لم تتخلف مختلف المساجد عن الانخراط في المسعى الوطني التضامني؛ حيث تمكنت من توزيع قفف رمضانية للمعوزين وفتحت مطاعم للرحمة في الكثير من فضاءاتها أو   وسط بعض المدن عن طريق نصب خيام لذلك، لاستقبال عابري السبيل، وهي التجربة التي نجحت كثيرا العام الماضي، و بادر مجلس سبل الخيرات هذا العام إلى توزيع وجبات محمولة على المحتاجين وعابري السبيل.
كما عمدت مختلف المديريات إلى برمجة مسابقات ولائية في حفظ القرآن الكريم وترتيله موجهة لمختلف الأعمار لاسيما من تلاميذ المدارس القرآنية، حيث شرعت في التصفيات الأولية عبر مساجد الدوائر والبلديات تحسبا للمسابقة النهائية في مقر الولاية، وهذا تزامنا مع مسابقة تاج القرآن الكريم التي تقدمها إذاعة القرآن الكريم، التي أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي على افتتاح طبعتها الثالثة عشر بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، سهرة الجمعة 15 مارس 2024. كما استغل الأئمة أوقات هذا الشهر لبث دروس ومواعظ وفتاوى وتوجيهات وإرشادات يومية عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أيام الجمعة.
كما قامت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية سكيكدة بالتنسيق مع المنظمة الوطنية لتأهيل الشباب حملة  توعوية و تحسيسية حول تفشي ظاهرة الكلام الفاحش والسب والعنف والمخدرات/ وبرمجت مسابقة تنافسية عامة بمسجد الرحمان بالزرامنة في مختلف الفروع في: حفظ القرآن الكريم و علوم القرآن والحديث النبوي ، والفقه المالكي و اللسان العربي وعظماء الاسلام ، وذلك بمشاركة 07 مساجد « الرحمان» التقوى « « عائشة « « صلاح الدين الايوبي « « الامام مالك « « النصر « « بلال بن رباح».و قام مسجد الفردوس بعنابة بمبادرة لختام 50 طفلا تكفلت بهم مصحة الياسمين.
وغيرها من الأنشطة المتواصلة عبر هذا الشهر دون كلل أو ملل، ناهيك عن صلاة التراويح التي تقام في كل المساجد سواء تلك التي اعتادت إقامتها سنويا أو تلك التي حصلت على رخص استثنائية بشأنها، وظهور هذه الأنشطة بهذه الكثافة والتنوع والزخم يكشف عن جدية التحضيرات التي سبقت هذا الشهر من خلال كل أبناء القطاع.
ع/خ

عرض مصحف مملوكي يعود إلى القرن الرابع عشرة للبيع في مزاد الفنون الإسلامية
أقام دار «أوريينتال» للمزادات العالمية بمناسبة شهر رمضان الكريم، مزادا لبيع «فنون العالم الإسلامي»، يضم عدة قطع أثرية إسلامية بينها «مصاحف ومخطوطات قديمة، وقطع أثرية مزخرفة».
 واستنادا لوسائط إعلامية فقد عرض المزاد مصحفا مملوكيا ضخما يعود إلى القرن الرابع عشرة -الخامس عشرة.
وتُعد هذه المخطوطة الكاملة للقرآن الكريم المثيرة للإعجاب بحجمها الضخم، نادرة جدا
وكان المزاد قد قدم أجزاء من مصحف كوفي يعود إلى شمال إفريقيا أو الشرق الأدنى، يرجع تاريخه إلى القرن التاسع، وقدر ثمنه ما بين 1000 و 1200 يورو.
 جدير بالذكر أن مزاد «سوثبي» سبق وقدم مزادا للفنون الإسلامية، يضم صفحات من القرآن حيث الآيات مفصولة بحلقات دائرية صفراء مع نقاط حمراء، وعناوين السوَر مكتوبة باللون الأحمر، والأقسام النصية الإضافية مميزة بحواف هامشية بالألوان الأصفر والأحمر والأسود، ويقدر ثمن المصحف ما بين 15 و 25 ألف جنيه استرليني.

مسجد باريــس يتلقى هبة من المصاحف المطبوعة بطريقة برايل
أعلن مسجد باريس عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك تلقيه هِبة من وزارة الشؤون الدينيةو الأوقاف الجزائرية حسبما نشرت هذه الأخيرة، تتمثل في نسخ من مصحف برايل،ويدعو المكفوفين والجمعيات ذات الصلة إلى توجيه طلباتهم عبر البريد الإلكتروني للمسجد.
بالتوازي مع هذه الهبة أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن «إيفاد 90 إماما إلى مسجد باريس لإمامة صلاة التراويح و 60 إماما نحو بلدان أخرى»، مشيرا الى وجود «ردود إيجابية تتعلق بأداء الأئمة الجزائريين في الخارج» حسبما أوردت وكالة الأنباء.

في مدرسة رمضان (7)
الصيام يدفعك لتجديد حياتك
إن من ثمرات شهر الصيام أنه يدفع الصائم إلى تجديد حياته، تجديدا كليا أو جزئيا، ذلك أن الصائم يجد نفسه مضطرا لتكسير روتين الحياة ، وإعادة برمجة حياته اليومية، على مستوى نظام العمل والمداومة وعلى مستوى الأسرة وفي المجال العام، بما يتناسب وطبيعة هذا الشهر ومقتضياته التعبدية والاجتماعية زمانا ومكانا، إفطارا وإمساكا، فلم يعد يمتلك مطلق زمام المبادرة لتنظيم حياته ووقته بل إن تنظيمه تتداخل فيها عوامل كثيرة تجبره على التكيف معها.
فمنذ اليوم الأول للصيام يبدأ الصائم يتحسس التحول الذي يحدث في حياته، فلم يعد يأكل ما يشاء وقتما يشاء؛ بل أضحى للأكل والشرب مواعيد دقيقة يجب احترامها، ولم يعد ينام ويستيقظ وفق برمجة ذاتية بل أضحى نومه واستيقاظه تتحكم في مواعيده عوامل أخرى، وفي المجال العام يجد المقاهي العمومية والمطاعم التي اعتاد ارتيادها موصدة أمامه نهار رمضان، فلم يعد ينزوي في ركن منها كل صباح أو مساء منفردا يجريدته أو هاتفه المحمول يحتسي قهوته ويتابع الأخبار والاحداث الوطنية والدولية، أو يجاور أصدقاء يتجاذب معهم أطراف الحديث ووجهات النظر في قضايا اجتماعية وسياسية وطنية ودولية، في انتظار أن يخطف قسطا من سمر معهم بعد الإفطار قبل غشيان المساجد أو بعدها، بعد أن غصت هي الأخرى بالمصلين من كل مكان، وقد يضطر الصائم لتغيير مسجد حيه بحثا عن مسجد آخر حيث قارئ يؤم الناس أحسن صوتا وأكثر إتقانا لأحكام التلاوة وأكثر حفظا لكتاب الله تعالى، وقد يكتشف بعد الابتعاد عن بعض الأصدقاء أنهم بخلاف ما كان يظن فيهم فإما أنهم أكثر وفاء وصدقا مما تصور  فيقوي أواصر الارتباط بهم بعد رمضان أو يجدهم دون ذلك فيقلل مخالطتهم ويزح سطوتهم على حياته، لأن الابتعاد عن المحيط المعتاد يسمح للمرء بأن يتأمل ويمارس النقد الذاتي بأكثر حرية ويقيم الأشخاص والأشياء والعلاقات بأكثر موضوعية، دون طغيان عاطفة وتأثيرها سلبا أو إيجابا. بل إن محيطه الأسري تغير أيضا بتغير مطالبه وأواني منزله، وتراتبية إعداد وتقديم وجباته، والفضائيات لم تعد تعرض عليه ما اعتاد متابعته قبل هذا الشهر فقد لبست حلة أخرى وطغت عليها برامج جديدة أعدت خصيصا لهذا الشهر،
فكل شيء حوله يوحي بتحول كبير في حياته، وقد يبدو له لأول وهلة أنها فترة عابرة وجد نفسه مضطرا لتكيف معها؛ لكنه ما إن يألف هذا التحول ويعيش في ظل برنامجه وتحولاته حتى يدرك أن تجديد الحياة بين الفينة والأخرى سنة اجتماعية، وأن التخوف من مغامرة التجديد لا مبرر له، فقي التجديد حياة ثانية أكثر راحة ومتعة، وإن شابها بعض النصب، ففي مرحلة تجديد يكسب المجدد معارف وثقافات جديدة، وأصدقاء جدد وتجارب وخبرات لم يسبق له أن عاشها، بل قد يجد حلولا لمشاكل صحية أو أسرية أو اجتماعية أو اقتصادية كان يظن أنها مستعصية على الحل فاستسلم لتباعاتها، كما يخرج الصائم من رمضان بنفس أكثر تضامناواجتماعا ,الفة وشفقة بعد أن أسهم مع غيره في مبادرات التضامن والتكافل ودعوة الأقارب لفطور جماعي يقوي به صلة الرحم.  
وفي ثنايا كل هذا سيجد القرآن يتلى في كل زاوية وركن وفضاء حقيقي أو افتراضي بما تحمله آيات من عبر وعظات تكون مرتكزا للثقة بالله تعالى والأمل في الحياة، فكل هذه النفحات والأحداث والمواقف التي يتخذها الصائم والوضعيات التي يجد نفسه فيها تعد مخاضا لحياة جديدة تولد من رحمها وتسير في ضوئها.
ع/خ

أسميدال تتكفل بجوائز المسابقـات الرمضانيـة بعنابة
وقعت مدرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية عنابة مع بداية شهر رمضان اتفاقية مع مجمع أسميدال بعنابة، يتم بموجبها تكفل المجمع بتكريم الفائزين في مختلف المسابقات الرمضانية، وكذا معلمي القرآن الكريم،ونخبة من شيوخ المساجد.، حسبما أعلنت عنه المديرية، وهي مبادرة رائعة وهادفة حيث تمكن مدير الشؤون الدينية من حسن التواصل مع مثل هكذا مؤسسات لدعم أنشطة المديرية الدينية تكريم من يستحقون التكريم سنويا، ونامل أن تعمم التجربة وطنيا حتى اضمن المساجد مؤسسات اقتصادية قارة داعمة لها، سواء في المسابقات أو في الملتقيات الدولية والوطنية، ويتواصل انفتاح المسجد على المحيط الاقتصادي والاجتماعي أكثر، لاسيما وأن العادة جرت أن لا يتأخر المحسنون على بذل المال عندما يطلب منهم حين يتعلق الأمر بدعم القرآن الكريم وحفاظه ومختلف الأنشطة الدينية.

 

الرجوع إلى الأعلى