تم الاحتفاء أمس الأول بيوم الأم، في مبادرة سنوية للتذكير بأهمية الأم ودورها المركزي في الحياة النفسية والأسرية والاجتماعية للأفراد والأمم، وهو الدور الذي أجمعت على أهيمته كل الشرائع السماوية والشرائع البشرية الموافقة لمخرجات العقل الصحيح والفطرة السليمة، ولم تقلل من أهميته التطورات التكنولوجية والتحولات الاجتماعية التي حدثت خلال العقود السابقة، رغم أنها حاولت تحجيم الدور الوظيفي للأبوين في حياة الأفراد لتحل محلها مؤسسات التنشئة الاجتماعية، فما يزال للأم حضور كبير وتأثير نفسي مميز تتكشف قيمته أكثر في المواقف والمحطات الاستثنائية للأفراد، بل إنهامدرسة بحق ومؤسسة اجتماعية تقوم لوحدها ما تقوم به الكثير من المؤسسات مجتمعة.
وقد حرص الإسلام من خلال نصوصه الشرعية وأحكامه الفقهية على إبراز أهمية الأم في الحياة والدعوة إلى احترام حقوقها بعد أن بين دورها المنوط بها بيولوجيا وأسريا واجتماعيا، سواء عن طريق الأوامر المباشرة أو من خلال القصص القرآنية.
فجاء الأمر المباشر في كتاب الله تعالى بالإحسان إلى الوالدين وتحريم كل أذى حسيا كان أو معنويا تجاهها؛ قال الله تعالى:﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا [الإسراء: 23]؛ ثم بين القرآن الكريم دور الأم الأهم الذي استوجب هذا الإحسان؛ فقال الله تعالى: ((وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ)) [لقمان 14]، فهذا الدور البيولوجي تكفلت به الأم وهي تحمل ابنها في رحمها متحملة آلام الحمل وتبعاته، وآلام المخاض والوضع، لا لشيء إلا لكون من في بطنها جزءا منها، فتحمله وتشعر بحركته وهو جنين تطعمه مما تطعم، ثم تضعه فتسرع إلى إرضاعه حولين كاملين حتى يكتمل نموه وتغدو أعضاؤه وأجهزته قابلة لأن تتغذى بشكل عادي كما يتغذى سائر البشر، وكل هذا الدور الذي تصاحبه آلام تؤديه الأم بصبر تغمره الرحمة والشفقة والمحبة، فهو دور ضروري مؤلم لكنه ممتزج برغبة أمومة جامحة تتجاوز بها ألم هذه المرحلة إلى مرحلة ترى فيها هذا الابن قد ظهر للوجود وبدأ يشق طريقه في النمو على مرأى منها، فتزيدها خطواته ابتهاجا وابتساماته سرورا وهي تغمره بحظ وافر من الحنان بين أحضانها، وهذا الدور لا يمكن أن يؤديه بمحبة وصدق وإخلاص إلا الأم؛ لأن سائر من عوضها في دور من أدوارها السالفة الذكر، على غرار الأرحام المستأجرة أو الرضاعة المؤجرة أو الرضاعة الاصطناعية، ما هي إلا أدوار وظيفية آلية لا حنان فيها ولا رأفة. فكل هذا كان مبررا لما فرضه الله تعالى على الأبناء من واجبات تجاه الآباء عموما والامهات خصوصا؛ من بر وما حرمه من عقوق.
وقد أورد القرآن الكريم بعض القصص عن علاقة الأم بابنها وقوة الرابط بينهما؛ فقال الله تعالى عن معاناة أم موسى بعد أن خافت على ابنها من بطش فرعون ووضعته في اليم، فقال الله تعالى: ((وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين)) [القصص 10]، قبل أن يعود إليها موسى رضيعا؛ فقال الله تعالى: ((فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن)) [طه 40]، وعند مولد عيسى عليه السلام ونطقه وهو في المهد رضيعا قال وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا[مريم 32]. وهو ما يؤكد على مركزية الأم ووجوب برها؛ سواء من قبل الأنبياء أو من عموم الناس.
وقد أكدت أحاديث نبوية كثيرة على أهمية الأمم ووجوب برها؛ منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم أي؟ قال: أمك، قال ثم أي؟ قال: أمك، قال: ثم أي؟ قال: أبوك))، ولم تكتسب هذه المكانة إلا بما تؤديه من دور في حياة الفرد.
وقد أوردت الشريعة الإسلامية الكثير من الأحكام المتعلقة بالأم، منها انه جعلها من المحرمات، وأوجب الإنفاق عليها من قبل الابن في حالة عدم وجود من ينفق عليها، وحقها في الميراث من مال ولدها، وحقها في أن يستأذنها ابنها في حالة الخروج للجهاد كما يستأذن أباه، كما يجب على الابن دوام التواضع لوالديه والحرص على الدعاء لهم؛ حيين أو ميتين؛ لقوله تعالى: ((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)، وغيرها من الأحكام الشرعية التي تعزز حضور الأم في حياة ابنها أسريا واجتماعيا كماكانت حاضرة بيولوجيا وطبيعيا، لتعيش آمنة مطمئنة دون أن يلحقها أذى ممن تحملت آلامه جنينا فرضيعا فصغيرا؛ لأن أي عقوق من قبله أو أذى يكون جرحه غائرا وتأثيره أشد مرارة.
ع/خ

وزيـر الشؤون الدينية في افتتاح الدروس المحمدية بالزاوية البلقايدية بوهران
مجالس الذكر  منابر للعلم والخير تجمع الشباب بالعلماء
أكد السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، مساء أمس  الخميس بوهران أن مجالس الذكر المنتشرة في مختلف ربوع الوطن تعد «منابرا للعلم والخير والطاعات تجمع الشباب بالمفكرين والعلماء».
وأبرز الوزير خلال زيارته لخيمة مجالس الذكر والتذكير بمسجد «الوفاء» بوهران، أن «هذه المجالس فرصة سنوية تتكرر كل شهر رمضان وتجمع الشباب والمفكرين والعلماء حول مائدة علمية متنوعة وتسعى لنشر العلم والتعليم والخير والطاعات».ودعا السيد الوزير في ذات السياق الشباب بهذه المناسبة إلى «التحلي بأخلاق القرآن والابتعاد عن الآفات الاجتماعية المختلفة وعن المخدرات والمهلوسات وعن الأخلاق السيئة».
وأكد الوزير، من جهة أخرى لدى معاينته لأحد مطاعم الرحمة بحي «العقيد لطفي» بذات المدينة، أن هذا المطعم هو واحد من بين 23 مطعما للرحمة يسيرها مجلس سبل الخيرات التابع لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران وتقدم حوالي 9300 وجبة إفطار يومي للمعوزين وعابري السبيل.
ومن جهة أخرى، أشرف السيد الوزير في إطار زيارته إلى ولاية وهران على تدشين مسجد «عثمان بن عفان» بحي «ابن سينا» وآخر بحي إيسطو يحمل اسم الشهيد طالب عبد الرحمان.
كما أشرف السيد الوزير على افتتاح الطبعة (16) للدروس المحمدية بالزاوية البلقايدية الهبرية بسيدي معروف (وهران) وهو الملتقى الذي يتناول هذه السنة موضوع «العقيدة الأشعرية مرجعية الأمة الإسلامية «وقد قدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف محاضرة افتتاحية بعنوان: إسهامات السادة الأشاعرة في علم أصول الفقه».

فتاوى
llما حكم الفطر في السفر في رمضان؟
من المعلوم شرعا أن الفطر في السفر في شهر رمضان مباح، نص عليه الكتاب في قوله تعالى من سورة البقرة: «فمن كان منكم مريـضا أو على سفر فعدة من أيام أخر»، فقد ذكر الشافعي وعلماء الأندلس أن الفطر أفضل من الصوم في السفر في رمضان، وقد صح أنه آخر الأمرين له صلى الله عليه وسلم قال ابن شهاب: وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من فعله صلى الله عليه وسلم. كما صح أنه صلى الله عليه وسلم آثر الفطر في سفر الغزو على الصوم في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم مصبحو عدوّكم والفطر أقوى لكم فأفطروا»، وذلك للمشقة التي تصيب الغازي غالبا، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أن الناس شق عليهم الصيام وهم مسافرون معه صلى الله عليه وسلم «فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، دعا بقدح فشرب فأفطر الناس»، كما نطق القرآن الكريم فقال: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»، وقد كان خُلُقُه صلى الله عليه وسلم القرآن. وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فمنا الصائم ومنا المفطر، من وجد قوة فصام فذلك حسن، ومن وجد ضعفا فأفطر فذلك حسن». قال ابن حبيب وابن العربي: فأما عند القرب من العدو فلا ينبغي أن يكون في استحباب الفطر اختلاف. فهذه الأخبار تدل على أن الصوم في السفر غير واجب، ويبقى الأمر بين الاستحباب والإباحة، وقد سبق الأثر أن آخر الأمرين من فعله صلى الله عليه وسلم هو الفطر.
موقع وزارة الشؤون الدينية

في مدرسة رمضان (8)
الصيام يدربك على حفظ اللسان
يتطلب الحصول على الأجر المضاعف في رمضان أن يصوم المسلم بكل جوارحه، عن كل ما فيه إساءة إلى غيره؛ من أذى حسي أو معنوي؛ وهو ما يحتم عليه ضبط حركات لسانه وما يصدر عنه خلال نهار رمضان؛ لأن كل رفث وسوء كلام واعتداء قد يؤثر على صومه؛ ليس بالانتهاك والبطلان بل من حيث الأجر؛ لأنه بصيامه يكون حرصا على كسب الأجر المضاعف، ولذلك يحذر كل ما يقلل من هذا الأجر، ولهذا روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه:أَنَّ النَّبِيَّ  قَالَ: إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ..) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وفي رواية للبخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: «الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين)ـ
فلئن  اعتاد البعض خارج شهر رمضان أن يطلق العنان للسانه فيقول به ما يشاء دون قيد، فإنه في رمضان مطالب بمراقبته وكبح جماحه؛ وهذا ما يدربه يوما بعد يوم على التحم في زمامه حتى يغدو ذلك عادة حسنة مكتسبة يبقى أثرها في سلوكه بعد انقضاء شهر الصيام؛ فيكون منهجه في مختلف المجالس ما ورد في الحديث النبوي: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) [رواه البخاري ومسلم]، لأن لسان المسلم يعكس شخصيته ومدى التزامه ووقوفه عند حدود الله تعالى، فكل ما يصدر عنه يعكس الطهر والعفا والصد والبر والمعروف والخير والإحسان، لأنه بحكم التزامه لن يكون المسلم سبابا ولا لعانا ولا فاجرا ولا مغتابا ولا ساخرا، ولا مقترفا ما يجرح غيره، بل إنه يلتزم الصمت إن تعرض لأذى غيره كما ورد في الحديث مادام صائما، وإن رد في سائر أيامه فلا يكون رده إلا انتصارا من بغي تعرض له أو ظلم طاله.                                       ع/خ

حوالي50 ألف فلسطيني يؤدون التراويح في المسجد الأقصى
أدى نحو 50 ألف فلسطيني، الخميس، صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، رغم القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
واستنادا للمركز الفلسطيني للإعلام فقد قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن “نحو 50 ألف فلسطيني أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى، رغم إجراءات الاحتلال”.ومنعت قوات الاحتلال عددا من الشبان من الدخول للصلاة في المسجد الأقصى، بالتزامن مع تشديد الإجراءات في الأقصى ومحيطه.

الرجوع إلى الأعلى