اعتادت الأسر الجزائرية تبادل الدعوات للفطور الجماعي خلال شهر رمضان المبارك، وعلاوة على ما تكتسيه هذه السنة الحميدة من فضائل شرعية فإن لها أثرا كبيرا في توثيق صلة الأرحام التي دعا إليها الإسلام وأكدت عليها الكثير من نصوصه وآثاره.
 فحول مائدة الفطور الجماعي يجتمع الكثير من الأقارب سواء في فترة واحدة او على فترات، فيجتمع الابن مع والديه والشقيق مع شقيقه ويجتمع المرء مع سائر الأرحام من أخوال وخالات وأعمام وعمات وغيرهم من الأقارب ذوي الارحام، فتتشكل الأسرة الكبيرة وتلتئم فروعها وحواشيها في ألفة ومودة و وئام، وفي ثنايا فرحة الإفطار وما يسبقها أو يعقبها من أحاديث ونصائح وحوارات ستزول الكثير من الضغائن وتتلاشى الكثير من الخلافات وتنقشع سحب وغيوم طالما لبدت صفو علاقات الأقرباء، وزاد بعدهم شقة الخلاف اتساعا، لتأتي هذه اللقاءات الرمضانية لتجسير الهوة من جديد فتقرب البعيد وتسد منافذ الفرقة التي كثيرا ما تسلل منها شياطين الإنس والجن من الذين ألفوا تغذية الخلافات الأسرية وتهويلها، وصد أبواب كل إصلاح أو تسامح يزيل الشقاق ويرمم الصدع ويعيد الاستقرار والامن الأسري.
وقد أمر الإسلام من خلال نصوص الكتاب والسنة بصلة الرحم ونهى عن قطعها؛ فقال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1]؛ وقال الله تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد: 22، 23]، وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن سرَّه أن يُبسَط له في رزقه، أو يُنسَأ له في أثره فليَصِلْ رحِمه).
وعن عبد الله بن سلَام رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعِموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيامٌ؛ تدخلوا الجنة بسلام) رواه ابن ماجه بسند حسن، وفي صحيحي البخاري ومسلم عن جُبير بن مُطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل الجنةَ قاطعُ رحمٍ)،  وفيهما أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامتِ الرَّحِم، فقالت: هذا مقام العائذِ مِن القطيعة، قال: نعم، أما ترضَين أن أصِلَ مَن وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا إن شئتم:  فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
ولصلة الرحم صور ومظاهر ووسائل كثيرة منها الزيارة والكلمة الطيبة والهدية والنفقة لمن وجبت لهم والصدقة والمساعدة وإصلاح ذات البين عند أي شقاق بينهم وكل بر وإحسان ومعروف تعارف عليه الناس وتلقوه بالقبول، والأقارب أولى بالمعروف من غيرهم عند الحاجة؛ لقول الله تعالى: وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ [الأنفال: 75]وحول مائدة رمضان قد تجتمع كل هذه الصور والمظاهر أو جلها؛ لأنها صلة ممزوجة بآثار عبادة الصيام ومظللة بشجرة رمضان وما تغص به من رحمة ويسر وهدى وشكر.
ع/خ 

أوقاف غزة تدعو  طلبة العلوم الشرعية لنصرة الأقصى ومواجهة التطبيع
وجهّت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، نداءً للعلماء والدعاة وطلبة العلم في العالم الإسلامي للنفير نصرة للمسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف، واستثمار شهر رمضان لمضاعفة الجهود، واستنهاض الأمة. واستنادا للمركز الفلسطيني للإعلام فقد قالت الوزارة في بيان لها، أمس الأول: “إخوانكم في غزة الذين يشاركونكم التخصص والمؤهل والعلم الشرعي قد قاموا بواجبهم على الثغور الجهادية المختلفة فوق الأرض وتحتها”.كما دعت لمخاطبة الأنظمة والحكومات بالواجبات الشرعية المنوطة بهم في نصرة فلسطين وغزة بكل الوسائل المتوفرة، ومواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني والدعوة إلى مقاطعته اقتصاديًا وثقافيًا وإعلاميًا وبكل الأشكال المتاحة، وحثت على إطلاق المبادرات الشبابية والمجتمعية للتعريف بالحق الفلسطيني والدفاع عنه، وإبراز حجم الدمار الذي خلفه العدوان في الأنفس والمساجد والمساكن والمنشآت العامة والخاصة. وطالبت بتجنيد العقول والأموال والطاقات لتسيير القوافل الطبية والإغاثية والإعلامية إلى قطاع غزة،ومساندة جهود الإعمار، والسعي لتوفير الاحتياجات المختلفة، وتعويض ما دمره العدوان.
ودعت إلى تحقيق الموالاة الشرعية للمسلمين وتبني الرواية الفلسطينية في المبررات الحقيقة لاندلاع معركة طوفان الأقصى، وأنها استجابة للأقصى والأسرى، وقطعٌ للطريق على مشاريع العدو في التهجير والتطبيع والإبادة، وتفعيل البراء الكامل من الأعداء، ورفض رواية التضليل الصهيونية التي تحاول تحميل المسؤولية للمقاومة المشروعة لعدو اغتصب أرض فلسطين منذ ما يزيد عن سبعين عاماً.
وأضافت: “نناديكم من قلب غزة المكلومة، نداءً يكتبه دم الشهداء من العلماء والدعاة والأئمة والمؤذنين في قطاع غزة، الذين يُستأصلون مع أهليهم في قطاعنا الصامد على يد آلة الإجرام والإبادة، ويبثه صوت الحرائر مدرِسات القرآن الكريم من تحت الركام الذي غطى أجسادهن الطاهرة لكنه لن يخمد رسالتهن السامية التي استمرت في مئات مخيمات النزوح رغم الجوع والبرد والقصف والخذلان”.
وقالت: “هذا النداء والذي قد يكون الأخير؛ ينطلق من قوله تعالى: انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ”.

في مدرسة رمضان (10): الصيـام فرصة للتخـلص من الصفات الذميمة
يرى علماء السلوك والأخلاق أن بعض الصفات السلبية الجبلية أو المكتسبة في الإنسان لا تتبدل إلا بالممارسة العملية ومجاهدة النفس وترويضها للكف عنها و أداء مضاداتها، ولو بالتكلف ابتداء حتى تغذو الصفات الحسنة البديلة له سجية، فالبخيل لا يتخلص من صفة البخل في نفسه إلا إذا وطنها على الجود والكرم، والحسود لا تتخلص نفسه من الحسد إلا إذا دربها على الرضى بالقضاء والقدر وحب الخير للناس كما  يحبه لنفسه، ومن ألم بقلبه كبر فعليه أن يوطن نفسه على التواضع، ومن كان عنيفا في معاملة الناس فعلاجه أن يوطن نفسه على اليلن معهم، ومن كان فضا غليظ القلب فعليه أن يبدي لهم جانب الرحمة وهكذا دواليك، فكل علاج من صفة ذميمة يتطلب اكتساب صفة حميدة من مضاداتها، ولذلك جاء في الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ رواه الطبراني بسند حسن، فلا يكفي تمني العلم لتخلص من الجهل ولا تمني الحلم لتتخلص من السفه والطيش؛لأن النفس كالجسم ينبغي تخليصها من الأمراض والجراثيم والفيروسات بتطعيمه بمضاداتها، ورمضان يتيح لك فرصا كثيرة للتخلص من صفات ذميمة ربما اقترنت بك طويلا.
ع/خ

فتاوى
ll من هم الأقارب والأهل الذين توجب صلتهم في مجال صلة الرحم؟
الأقارب الذين وجبت صلتهم هم كل من ينتسب إليك من جهة أبيك أو أمك أو جدك أو جدتك وهم درجات، فأولاهم بالصلة والبر الوالدان ثم الاخوة والأخوات ثم الأعمام والعمات ثم الأخوال والخالات وأولاد كل منهم، ثم الأصهار وهم أقارب زوجتك إن كانت لك زوجة. وليس هناك حد للمدة التي يعد من تجاوزها قاطعا للرحم، وإنما يعمل في ذلك بالمعروف المعتـاد، وحسب ظروف كل شخص، على أن الأمر سهل اليوم،فبإمكان الشخص أن يكلم والديه أو أقاربه بالهاتف كل أسبوع إن كان بعيدا، ويشق عليــه زيارتهــم، كما لا يخفى أن الزيارة تتأكـد في المناسبات التي تجتمع فيها العائلة سواء كانت مناسبات عامة كالأعياد أو مناسبات خاصة كفرح أو قرح يمس أحد الأقارب. والله نسأل أن يوفقنا لصلة الأرحام والتمسك بالإسلام.
llهل أبحث عن والدتي بعد أن أهملتني منذ صغري فكفلتني عائلة أخرى؟ وهل عليّ أن أسامحها؟
يقول الله عزّ وجل في كتابه العزيز:» و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن…»، وقال:» وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا» والآيتان وغيرهما من الآيات كثيرة تحثّ كلها على الرفق بالوالدين، وخفض الجناح لهما.فإن ابتُليت والدتك بما جعلها تتخلى عنك وأنت صغيرة، فالأحرى بك أن تتلطفي بها وإن أذنبت، وأن تشفقي عليها، وأن تقدري الأسباب والعوامل التي دفعتها إلى ارتكاب ما ارتكبته من خطأ وزيغ عن الصواب.فالصفح الجميل عن الهفوة والزلّة خلق من أخلاق القرآن الكريم، وفضيلة من فضائل الإسلام العظيم، وجانب من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم…».فما بالك إن كان المخطئ هو والدتك التي أمر الله تعالى أن تخفضي لها جناح الذل من الرحمة، فلا حرج ولا مانع شرعا من البحث عنها وبرّها، فعسى أن تكون قد تابت إلى الله تعالى توبة نصوحا، وندمت على خطئها.
موقع وزارة الشؤون الدينية

رفـع الأذان لأول مرة منذ 8 قرون في باليرمو الإيطالية
وثق مقطع فيديو تداوله نشطاء تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي رفع الآذان في مسجد «الجمهورية التونسية» بمدينة باليرمو الإيطالية للمرة الأولى منذ 8 قرون.
واستنادا لوسائط إعلامية وبعد فحص الفيديو المتداول فقد قال المدونون إنه تم رفع آذان صلاة المغرب بصوت الشيخ التونسي الراحل علي البراق.
وحسب الوسائط ذاتها فقد قال الشيخ بدري المداني إمام مسجد مدينة باليرمو الإيطالية في مداخلة مع إذاعة «جوهرة أف أم»، في وقت سابق إنه سيتم رفع الآذان في المسجد المذكور بعد أكثـر من 800 سنة من التوقف.وأوضح المداني أن رفع الأذان سيتم بصفة تدريجية حيث سيقتصر فقط على صلوات المغرب والعشاء وأيام الجمعة على امتداد العام.وأفاد الشيخ بدري المداني في مداخلته بأن الجامع هو في الأصل كنيسة قديمة عمرها أكثـر من 1000 سنة تم إسنادها إلى الجالية التونسية منذ 1990، مشيرا إلى أنه كان في السابق مسجداكما قرئت الفاتحة والدعاء بالساحة المقابلة للمسجد لحظة رفع الأذان ووجه الشكر لكل من أسهم في تحقيق هذا الحلم وسط حضور للكثير من النشطاء كما أطلقت نسوة زغاريد احتفاء بهذه اللحظة التاريخية.

 

الرجوع إلى الأعلى