اعتبرت أن الدروس الخصوصية ليست أفضل طريق للنجاح: نقابات التربية تحذر طلبة البكالوريا من مغادرة الأقسام مبكرا

حذرت نقابات التربية الوطنية التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا من النتائج المترتبة عن عدم الالتزام بتنفيذ ما تبقى من المقرر الدراسي على مستوى المؤسسات التعليمية، بتأطير من أساتذة المواد، مؤكدة بأن مغادرة الأقسام من أجل متابعة الدروس الخصوصية لا تعد الطريق الأنسب لتحقيق التفوق.
دعت نقابات في قطاع التربية الوطنية التلاميذ المرشحين لنيل شهادة البكالوريا إلى الالتزام باستكمال المقرر الدراسي على مستوى المؤسسات التعليمية، من خلال الحضور المنتظم إلى الأقسام بعد استئناف الدراسة في الثلاثي الثاني، من أجل الاستفادة من خبرة الأساتذة المدرسين في الإلمام بكافة جوانب البرنامج الدراسي، إلى غاية تنفيذ آخر درس.
وأكدت التنظيمات النقابية بأن وزارة التربية الوطنية حريصة كل سنة على فتح أبواب المؤسسات التعليمية أمام طلبة البكالوريا، من أجل المراجعة مع الأساتذة أو ضمن المجموعات الطلابية، وذلك في إطار توفير كل الظروف المناسبة للإعداد لهذه الامتحانات المصيرية، التي تتوج 12 سنة من المشوار الدراسي.
وحذرت النقابة الوطنية لثانويات الجزائر على لسان أحد أعضائها القياديين فواز مذكور في تصريح «للنصر»، طلبة البكالوريا من تجاهل الدور الهام الذي يقوم به الأساتذة لتحضير الممتحنين لهذا الموعد، من خلال التأطير البيداغوجي والمرافقة اليومية، داعيا المترشحين لنيل الشهادة للاستفادة من خبرة وتجربة الأستاذ المدرس، عوض البحث عن البديل خارج أسوار المؤسسة التعليمية.
وشدد المتدخل على ضرورة تثمين الجهود التي يقوم بها الأساتذة المدرسون من أجل تمكين الطلبة من كافة وسائل النجاح، اعتمادا على مناهج علمية والطرق البيداغوجية الصحيحة، متسائلا عن كيفية استبدال دروس تقدم مجانا وفق الأساليب الصحيحة، بالدروس الخصوصية التي تجري في قاعات مكتظة، وتؤطر من قبل أساتذة أغلبهم ليس لهم صلة بمجال التعليم.
وذكر المتدخل بمقترحات سبق وأن قدمتها النقابة للقضاء التدريجي على ظاهرة مغادرة المؤسسات التعليمية من قبل طلبة البكالوريا بمجرد انقضاء الثلاثي الثاني، والمتمثلة أساسا في اعتماد البطاقة التركيبية لفرض احتساب التقويم المستمر ضمن معدل النجاح، بهدف إلزام التلاميذ باستكمال كافة البرنامج الدراسي.
وأوضح العضو القيادي في نقابة «الكلا»، بأن عديد التلاميذ يتحججون بالتحضير لامتحانات البكالوريا، من أجل التغيب عن الدراسة، في حين أن هذه السلوكات السلبية تؤثر على مستوى أداء المترشح يوم الامتحان، كما تصعب توقع نتائج البكالوريا من قبل إدارات المؤسسات التعليمية، لأن أغلب الطلبة لا يبذلون الجهود الفعلية في الفروض والامتحانات الفصلية، وبعضهم يتعمد التغيب عنها.
وحث المصدر الطلبة على الاستفادة من الدروس التدعيمية التي توفرها الثانويات خلال العطل الفصلية، وكذا من الفضاءات التي تخصصها هذه المؤسسات لفائدة المترشحين من أجل المراجعة الجماعية، محذرا من مغبة الاعتماد الكلي على الدروس الخصوصية في تنفيذ البرنامج الدراسي.
كما دعا الأستاذ مذكور إلى عدم الانسياق وراء الإعلانات التي تروج لدورات حفظ المواد في وقت قياسي، قائلا إن هذه الأساليب تعلم الطالب التكاسل والسطحية في فهم الدروس، مقترحا على الآباء مرافقة الأبناء وشرح الطرق الصحيحة في التحضير للامتحانات الرسمية.
و أكد من جهته الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش في حديث معه، بأنه مع اقتراب موعد امتحانات البكالوريا يشرع كل طالب في البحث عن الوسيلة الأنسب في المراجعة، في ظل اعتقاد سائد بنجاعة وفعالية الدروس الخصوصية في تحقيق الأهداف المرجوة.
وشدد المصدر على أهمية الاستفادة من الأجواء التربوية التي توفرها المؤسسة التعليمية، ومن المرافقة البيداغوجية التي يضمنها الأساتذة دون مقابل، عكس الدروس الخصوصية التي تستنزف جيوب الأسر، وترهق الطلبة بسبب انعدام الظروف الملائمة، لأن أغلبها تجري في قاعات مكتظة، مما قد يؤدي إلى تشتيت فكر المترشح والتأثير على مستوى الأداء يوم الامتحان.                
لطيفة بلحاج