الأحد 3 أوت 2025 الموافق لـ 8 صفر 1447
Accueil Top Pub

الحارس الدولي السابق بغلول محمد لمين للنصر: الصدفـة حوّلتنـي لحـارس مرمى ومكّنتنـي من حمـل قميـص المنتخـب لمـدة 11 سنـة

 

بابتسامته المعهودة وشخصيته البسيطة، استقبلنا نجم الجيل الذهبي لفريق وفاق القل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بغلول محمد لمين، بمدينة القل، ليروي لنا تفاصيل مسيرته الكروية منذ أن كان طفلا صغيرا يمارس هوايته في ملعب القل الصغير وصولا إلى صفوف المنتخب الوطني ومساهمته في تأهل المنتخب لمونديال 1982، مشوار ثري لم تمكنه الظروف من ترصيعه بالألقاب، بعد أن اختار الحارس العملاق مبدأ الوفاء على المال والشهرة، وتفاصيل مثيرة يرويها لنا أسطورة القل في هذا الحوار الذي شاءت الصدف أن ينجز في ملعب صغير مقابل «شاطئ عين دولة» وسط مدينة القل، أين بدأ نجمنا مسيرته الكروية.

حاوره: حاتم بن كحول

*بداية ما هو سبب غيابك عن الأضواء، خلال المدة الأخيرة؟
أنا شخص يفضل الهدوء ولا أحبذ الظهور في البلاطوهات والإعلام عموما، حاليا أعيش في مسقط رأسي بمدينة القل.
*وماذا تفعل في حياتك اليومية؟
مازلت في مجال الرياضة، وأقوم بممارسة مهنة التدريب منذ سنوات، كما أنني أحوز على شهادات تدريب منذ سنة 1995 مكنتني من تدريب فريق وفاق القل، وتحصلت فيما بعد على شهادتين الأولى من الدرجة الثالثة والثانية «كاف أ».
الموك و"السي آس سي" والوفاق أحب الأندية إلى قلبي
* حدّثنا عن بداياتك في كرة القدم؟
شاءت الأقدار أن أدلي بهذا الحوار بمحاذاة الملعب الصغير «صولي بشير»، الذي بدأت فيه مسيرتي، سأعود بالزمن للوراء رغم أن ذاكرتي أصبحت ضعيفة، هنا انطلقت في الأقسام الدنيا وصولا إلى القسم الأول أين استقبلنا ضيوفنا في ملعب القل الكبير، أما عن بداياتي فكانت شبيهة بأي لاعب كرة قدم في جيلي، كانت ممارسة الكرة في الشارع، وأتذكر أن الكثير من درجات الأصناف الصغرى كانت غير موجودة في فترتنا وبالتالي مارست كرة القدم، وعمري في حدود 14 سنة، وكنت حينها ألعب كمهاجم.
*لعبت في صنف الأكابر في هذا السن الصغير جدا، وكنت تنشط في منصب مهاجم !، هل لك أن توضّح أكثـر؟
نعم أذكر أن المدرب اعتمد علي كحارس أساسي في فريق وفاق القل وأنا أبلغ 14 سنة فقط، وكنا ننشط في الأقسام الدنيا، نظرا لأني تميّزت ببنية قوية أهّلتني لمنافسة الكبار، وأتذكر أن الإدارة نقلتني إلى مقر الرابطة بقسنطينة من أجل الخضوع للفحوص الطبيّة اللازمة، أما عن منصبي فقد كنت مهاجما ولكن في إحدى المباريات غاب حارسنا، وتطوّعت لأكون الحارس ومنذ تلك المباراة أصبحت أنشط في هذا المنصب، ولم أكن أتوقع أن هذه الصدفة، ستجعلني حارسا في صفوف المنتخب الوطني لمدة 11 سنة، زاملت خلالها خيرة اللاعبين الجزائريين على مر التاريخ.
*كنت حارس عرين ضمن تشكيلة الخضر لسنوات، رغم أنك من منطقة لم تُعرف بكرة القدم ولم تُنجب الكثير من النجوم، كيف كان مشوارك للوصول إلى هذا المستوى؟
كما سبق وأن قلت، بعد تألقي مع فريقي وفاق القل، تلقيت استدعاء من الفريق الولائي بقسنطينة، سنتي 72 و73، ثم نلت شرف الانضمام لفريق الشرق، وحينها واجهت المنتخب الوطني بمدينة باتنة، ليتم استدعائي بعد هذه المواجهة للمنتخب الوطني وعمري حينها لم يتجاوز 19 سنة، وأتذكر أنني قضيت فترات لا تنسى مع فريق الشرق المكوّن بقسنطينة، ويلعب مبارياته هناك، كما شاركنا في دورات كثيرة منها دورة وهران وفزنا حينها باللقب، لألعب بعد هذه لدورة أول مباراة لي بملعب 5 جويلية.
مستوى كرة القدم في انخفاض لأن أساسه حاليا مادي
*وكيف كانت مسيرتك في تلك الفترة مع وفاق القل؟
كما أكدت من قبل، منذ أن سن الـ 14 سنة وأنا أدافع عن ألوان فريق مسقط رأسي في صنف الأكابر، وقمنا خلال تلك السنوات بتحقيق الصعود عدة مرات وصولا إلى القسم الأول، أظن أن مسيرتي مع «الدلافين» تواصلت لمدة 26 سنة دون انقطاع.
*كيف تمكنت من البروز وأنت في مثل هذه السن، سواء مع المنتخب أو وفاق القل ؟
لم أكن أهتم بأني صغير السن، وما منحني الثقة هو أن الرياضيين القدماء كانوا جميعا يشجّعون المواهب الشّابة، وكانت لديّ إرادة كبيرة، رغم الإمكانيات المنعدمة تماما، وأتذكر أننا كنا نتدرب في أرضيات رملية وأفضل الفرق كانت تتوفر على 3 كرات فقط، وخاصة فريقي وفاق القل، ورغم كل هذه الظروف غير المواتية، تمكنا من تحقيق الصعود.
*واجهت عدة نجوم في تلك الفترة مع أندية مختلفة، كما زاملت أغلبهم في المنتخب، من تراه الأفضل في ذلك الجيل؟
نعم كنت أواجه باستمرار لاعبين كبار، أمثال بن الشيخ مع مولودية الجزائر وأتذكر أننا فزنا عليهم في ملعب القل وعصاد مع رائد القبة وبلومي مع عدة أندية بالغرب وكويسي وغيرهم، أظن أن كل تلك الأسماء وأخرى لها مستوى عال في كرة القدم والدليل تأديتهم لمشوار كروي محترم، وبالتالي لا يمكن تفضيل اسم على آخر، ولكن أظن أن أقرب لاعب إلي هو الظهير كويسي، الذي قاسمني الغرفة لمدة 11 سنة في المنتخب الوطني.
كرة القدم أصبحت مادية وهي سبب ابتعاد أندية عريقة عن الأضواء
*ذكرت أن تلك الأسماء كانت تزاملك لمدة 11 سنة وكانت تحمل ألوان أندية كبيرة، لماذا لم نر بغلول الحارس العملاق في تلك الفترة، يحمل ألوان أندية كبيرة؟
وجب التأكيد أولا أن اللاعبين في تلك الفترة يتمتعون بأخلاق عالية وانضباط كبير بعيد عن مستواهم في كرة القدم، وفي جيلنا كان كل لاعب يعتبر رمزا وقدوة في فريق معيّن، وبالتالي فضّلت أن أمثّل فريق وفاق القل أفضل تمثيل في المنتخب، رغم أنني تلقيت عدة عروض مغرية من أندية كبيرة في القسم الأول، حتى أنني لما كنت أنشط مع الوفاق في القسم الثاني كنت قريبا من الانضمام إلى نصر حسين داي وهو الفريق الوحيد الذي قبلت بالانتقال له، ولكن في تلك الفترة كان سيطير للتربص في انجلترا تحضيرا للموسم الكروي، وأتذكر أن الفترة كانت في شهر رمضان من سنة 1979، تأخرت في التوقيع وضيّعت الفرصة، ولكن في نفس الموسم حققت الصعود مع وفاق القل للقسم الأول.
*إذا تلقيت العديد من العروض ولكنك فضلت البقاء في الوفاق ..
باستثناء فريق نصر حسين داي، كنت أفضل فريقي وفاق القل على الفرق الأخرى، وحمل ألوانه منذ البداية رغم اختلاف التسميات من وداد ثم فلين الخشب و»أوام جي بي» ثم وفاق القل، وأتذكر أن فرقا كبيرة تقرّبت مني على شاكلة مولودية وشباب قسنطينة للانضمام إليها، ولكن رفضت رغم أن الفريقين القسنطينيين يعتبران من الأفضل ومن أحب الأندية إلى قلبي رفقة وفاق سطيف، خاصة وأني أعرف جيدا ملعب بن عبد المالك رمضان الذي خضت فيه عدة مباريات، كما أني كنت أخوض تربصات مع منتخب الشرق والفريق الولائي في غابة جبل الوحش.
لعبت دورا كبيرا في تأهيل الخضر لمونديال 82 لأجد نفسي خارج القائمة !
*وهل ندمت فيما بعد عن تضييع فرصة اللعب لأكبر أندية الشرق والوطن؟
لا لم أندم، فقد تفوقت على الموك و»السي آس سي» مع فريقي وفاق القل وصعدنا على حسابهما للقسم الأول.
*هل توقّعت أن تكون حارسا في صفوف المنتخب الوطني؟، وكيف كانت المنافسة مع أكبر الحراس في الخضر؟
لم أكن أتوقع ذلك إطلاقا، لأنه لم يسبق وأن حمل لاعبا من وفاق القل قميص الخضر، كما أنّي كنت وحيد جيلي في هذا الإنجاز، رغم ما يتوفّر عليه فريقنا من لاعبين مميّزين، وأتذكر أني كنت أتنافس مع الحارس القسنطيني حنشي ثم دريد، الذي التحق بنا متأخرا في تلك الفترة.
*رغم أنك من أبرز الحراس في تلك الفترة إلا أنك لم تشارك في المونديال، فما هو السبب؟
الكثير من متابعي كرة القدم الوطنية، ربما يجهلون أنني حملت ألوان الخضر من سنة 75 إلى غاية 86، وساهمت في تأهيل الخضر في مباراة فاصلة مؤهلة لمونديال 82 ولكن كنت أجد نفسي خارج قائمة المونديال في كل مرة، وهو ما لم أكن أتوقعه صراحة، ولا أريد العودة للتفاصيل، خاصة وأن تغيير الطاقم الفني في تلك الفترة كان سببا مباشرا في غيابي عن المونديال رفقة لاعبين آخرين.
ذ

فضّلت البقاء مع فريق مسقط رأسي رغم إغراءات الأندية الأخرى
*إذا تعتبر استبعادك من المشاركة في المونديال لمرتين أسوأ ذكرى لك في مسيرتك الرياضية..
أعتبرها من بين الأسوأ، لأن الأسوأ هي خسارتنا لنهائي كأس الجمهورية 86 أمام شبيبة القبائل، ووقتها كانت تسمى «جامبو جات» وكان لنا أمل كبير في التتويج حينها بعد مشوار مشرف جدا في كل الأدوار، كما كان كل الشرق الوطني يعقد علينا آمالا كبيرة، ما جعل الحسرة مضاعفة بعد الخسارة في مباراة كانت متوازنة في اللحظات الأخيرة، ولكن على الأقل مكننا ذلك الإنجاز من المشاركة في منافسة افريقية، عرّفت أكثر بمدينتنا القل.
*فريقك وفاق القل يعاني منذ فترة في الأقسام السفلى، بعد كل ذلك المشوار المشرف قبل أزيد من 30 سنة، ما هي الأسباب؟
السبب هو ضعف التسيير وانعدام الإمكانيات المادية، القل مدرسة ولا زالت تنجب لاعبين مميزين، ولكنهم يحملون ألوان فرق أخرى، ولو يتم توفير الإمكانات اللازمة وتتم إعادة أبناء القل، سيصعد الفريق ويعود للواجهة مرة أخرى.
*بما أنك حارس مرمى دولي، ما رأيك في حراس الخضر الحاليين؟
أولا أتمنى التوفيق للمنتخب وأن يحسن المسؤول تسيير الخضر، ليكون المنتخب في المستوى، أما بخصوص حراسة المرمى، فأظن أنها تعاني منذ ابتعاد مبولحي وتقدمه في السن، لم نجد البديل المناسب، لقد ترك فراغا رهيبا يصعب سده بالحراس الحاليين، رأيي أن الحراس المحليين لو يثقون أكثر في أنفسهم فإنهم أفضل من الحاليين.
عمورة متعدد المزايا وحسّه التهديفي يجعله الأفضل حاليا
*من هو أفضل لاعب بالنسبة لك في صفوف المنتخب الحالي؟
منتخبنا يعج باللاعبين الموهوبين والمميزين ولكل واحد خاصيته وجودته التي تميزه عن غيره، ولكن أظن أن عمورة لاعب متعدد المزايا وله حس تهديفي وهو سريع سواء على الجناحين أو كقلب هجوم وهو لاعب جيد وله إمكانات بدنية وذكي.
*يلاحظ كل متتبعي البطولة الوطنية، أن المستوى في انحدار حاد من سنة إلى أخرى، كيف تقارن بين المستوى في فترتكم وفي القترة الحالية؟
مستوى البطولة قديما كان جيدا والمحيط كان مناسبا، بوجود أشخاص متخلّقين سواء كانوا مسرين أو مدربين أو لاعبين، أما حاليا يحدث العكس والجميع يبحثون عن الأمور المادية حتى وان كانوا جيدين في المستوى، كما أن أغلب الرؤساء مجرد واجهة فقط وليس هم من يسيّرون بل خلفهم أشخاص آخرين.
*إذا تظن أنها أسباب اختفاء عدة مدارس كروية وأندية عريقة؟
نعم، المادة طغت على حساب الرياضة، والمدارس جلها أندية محدودة ماديا، وبالتالي طبيعي أن تبتعد عن قسم الأضواء، كما يجب محاسبة الرؤساء أكثر.
*لاحظنا أنك محبوب في مدينتك القل، ربما كرة القدم لم تمنحك المال ولكنها منحتك الاحترام ..
الحمد لله، حالتي المادية جيدة بعيدا عن كرة القدم، وصحيح أن الرياضة لم تجعلنا أثرياء ولكنها منحتنا أغلى من ذلك، وهو الحب والاحترام من الأشخاص في كل الولايات، شرف أن أقابل بالترحيب أينما حللت.
بعد مبولحي، نعاني في حراسة المرمى وعلى المحليين أن يثقوا في أنفسهم
*ما هي أبرز ذكرياتك؟
أظن أنها مواجهة باريس سان جيرمان سنة 1975 بفرنسا، إضافة إلى مباريات الألعاب المتوسطية، والتي استدعاني للمشاركة بها المدرب الراحل رشيد مخلوفي، ومباريات «الكان» التي لا أتذكر تفاصيلها كثيرا.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com