الاثنين 14 جويلية 2025 الموافق لـ 18 محرم 1447
Accueil Top Pub

حلاقات بقبعات "جراحات تجميل": عمليات تجميل عشوائية خطيرة تقدم في صالونات الحلاقة


تحولت بعض صالونات العناية الجسدية والحلاقة من فضاءات مخصصة للعناية بالشعر والتجميل السطحي، إلى ما يشبه المراكز العلاجية، لما تقدمه من خدمات طبية تجميلية دون مؤهل علمي، كحقنات «البوتوكس»، و»الفيلر»، و»البلازما الغنية بالصفائح الدموية»، وتبييض الأسنان، وتعرضها بأسعار مغرية، تجذب المهتمات بالمظهر، واللواتي منهن من وقعن ضحية «حلاقات» بقبعة «جراحات تجميل»، وأصبن بتشوهات، وشلل نصفي في عضلات الوجه، وغيرها من المشاكل الصحية التي ذكرها مختص للنصر.

وأمام هذه التجاوزات المتزايدة، والمروج لها عبر الفضاء الافتراضي، دقت مديريات التجارة ناقوس الخطر، محذرة من انتشار نشاطات طبية وشبه طبية في فضاءات غير مؤهلة لذلك، حيث جاء في بيان رسمي صدر خلال الأسابيع الأخيرة عن الوزارة المعنية، أن المصالح الرقابية بصدد توسيع نطاق تدخلها ليشمل مثل هذه النشاطات التي تُمارس خارج الأطر القانونية، خاصة داخل معاهد الحلاقة والتجميل والعناية الجسدية، وأن ما ستكتشفه لاحقا قد يكون بمثابة كوارث حقيقية بسبب التلاعب غير المهني بوسائل علاجية تتطلب تكوينا طبيا دقيقا.
و كشفت مصالح التجارة في فيديوهات رسمية بثتها مؤخرا عبر منصاتها الإلكترونية، عن حجم الانفلات الحاصل في بعض صالونات الحلاقة، حيث أظهرت زيارات ميدانية ممارسات صادمة داخل تلك الفضاءات، أبرزها إجراء حقن تجميلية على يد عاملات غير مؤهلات، في غرف صغيرة تفتقر لأدنى شروط النظافة، وباستعمال أدوات غير معقمة، في مشاهد لا تمت بأي صلة للطب ولا حتى لأبسط قواعد الصحة العامة.
كما أبانت التقارير أيضا عن استعمال مستحضرات مجهولة المصدر، بعضها يحمل مواد ممنوعة أو خطرة على البشرة، وتروج على أنها منتجات أصلية أو مستوردة من أوروبا، في حين أنها تدخل السوق بطرق غير شرعية، وتباع على الإنترنت أو تجلب من أسواق موازية دون رقابة مخبرية.
إعلانات مغرية ونتائج كارثية
يلاحظ في الآونة الأخيرة، وبشكل لافت، على صفحات بعض صالونات الحلاقة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك» و»إنستغرام»، الترويج لخدمات تتجاوز تسريحات الشعر والعناية بالأظافر والوجه، وتشمل حقنات «البوتوكس»، و»الفيلر»، و»البلازما الغنية بالصفائح الدموية» ، والميزوثيرابي، والتقشير الكيميائي، والليزر التجميلي، وتبييض الأسنان، اذ تحولت هذه الصفحات إلى واجهات إعلانية لخدمات تجميلية متقدمة وممارسات طبية دقيقة، لا يمكن بأي حال أن تندرج ضمن اختصاص صالونات الحلاقة.
مهنية «مزعومة» توثقها فيديوهات ترويجية

وما يزيد من خطورة الأمر أن هذه الخدمات تعرض بأسعار مغرية، تقل بكثير عن نظيرتها في العيادات الطبية المختصة، ما يجعلها في متناول فئات واسعة من الزبونات، خاصة من الشابات والمراهقات، وتُقدم هذه العروض في قالب تجاري بحث، مع وعود بنتائج سحرية وسريعة، مصحوبة بصور قبل وبعد، وفيديوهات ترويجية معدة بعناية، تظهر «مهنية» مزعومة لا تستند إلى حقائق أي أساس قانوني أو تكوين أكاديمي.
ورغم هذا الإقبال الكبير على مثل هذه الخدمات، لم تسلم الصفحات التي تروج لها من انتقادات لاذعة وموجات هجوم، خاصة تلك التي تنقل شهادات صادمة لفتيات تضررن بشكل بالغ من هذه «العمليات التجميلية» العشوائية، وتتحدث بعضهن، بألم، عن إلتهابات جلدية حادة، تشوهات في الوجه، تكتلات جلدية بعد الحقن، بقع وحروق، فقدان الإحساس ببعض المناطق، بل ووصولا إلى حالات مرضية خطيرة نتيجة استعمال مواد غير مراقبة، أو تقنيات تطبق بطريقة خاطئة ودون أدنى تعقيم أو احترام للشروط الصحية.

* المختص في الصحة العمومية محمد كواش
هناك صالونات حلاقة لا تحترم أدنى المعايير الصحية
كشف المختص في الصحة العمومية، الدكتور محمد كواش، عن خطورة الظاهرة المتنامية والمتمثلة في تحول العديد من صالونات الحلاقة، خلال الآونة الأخيرة، إلى مراكز تجميل تمارس أنشطة طبية وتجميلية خطيرة، دون احترام أدنى المعايير الصحية والقانونية. وأوضح الدكتور، أن هذه المحلات تجاوزت مهامها الأساسية كصالونات حلاقة، لتباشر عمليات تجميلية خطيرة، من بينها استعمال الحقن الطبية، ومواد وأدوية غير مرخصة، بل وصلت في بعض الحالات إلى إجراء تدخلات جراحية تجميلية بسيطة، وكلها ممارسات تعد مخالفة صريحة للقوانين المعمول بها، وتشكل تهديدا حقيقيا على الصحة العامة.
وأشار المتحدث، إلى أن هذه الممارسات أدت إلى مضاعفات صحية خطيرة، مست عددا كبيرا من الحالات في الجزائر، حيث سجلت حالات حساسية جلدية حادة، وتشوهات في الوجه، بل وحتى حالات شلل نصفي في عضلات الوجه، نتيجة الاستعمال غير المهني للحقن والمواد الكيماوية.
وأكد المتحدث، أن العاملات في هذه الصالونات غالبيتهن لا يحزن على تأهيل علمي، مضيفا أن البيئة التي تمارس فيها هذه الأنشطة لا تتوفر على الشروط المناسبة، لا من حيث الوسائل والتقنيات ولا من حيث شروط التعقيم والنظافة، كما أن بعض المواد والأدوات المستعملة تكون منتهية الصلاحية أو مقلدة، وبعضها الآخر موجه أساسا للاستعمال في المستشفيات والعيادات الطبية المتخصصة، وليس في محلات الحلاقة. وفي سياق متصل، نبه الدكتور إلى تصاعد الطلب على ما يسمى «الجمال المطلق» لدى فئة الشباب والفتيات، والذي يدفعهم للجوء إلى مثل هذه الأماكن دون إدراك لحجم المخاطر الصحية التي تترتب عن هذه الإجراءات، والتي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان على المدى المتوسط أو البعيد، نتيجة التعرض المتكرر لمواد كيميائية خطيرة.
مواد مجهولة المصدر تؤدي للعقم
كما أشار، إلى أن الكثير من هذه الصالونات تعتمد على خلطات مجهولة المصدر، وتستخدم تقنيات تجميلية دقيقة، من المفروض أن تمارس في مراكز طبية متخصصة، تحت إشراف أطباء مؤهلين، ومزودين بكل وسائل العناية والتخدير والتجهيزات اللازمة، مع التقيد بإجراءات صارمة، من بينها الفحص الطبي المسبق، وتحاليل الحساسية، مع التأكد من سلامة المواد المستعملة ومدى توافقها مع الحالة الصحية للزبون. واعتبر المختص، أن ما يحدث اليوم في صالونات الحلاقة يعد تجاوزا خطيرا للقانون، وتعديا على مهنة الطب والتجميل المرخص له، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الرقابي الهام الذي تقوم به مديريات التجارة في مداهمة هذه المحلات واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
وتوقف المتحدث عند ظاهرة أخرى لا تقل خطورة، وهي انتشار الشهادات المزورة والوهمية، التي يتم منحها من طرف جمعيات ومنظمات افتراضية لا وجود فعلي لها على أرض الواقع، والتي تمكن أصحاب هذه الصالونات من مزاولة أنشطة تجميلية دون أي تكوين أكاديمي أو تأهيل طبي معترف به.
وحذر كواش، في سياق منفصل من تأثير المواد المستعملة في هذه الصالونات على الصحة الإنجابية، حيث أثبتت بعض الدراسات أن هذه المواد قد تؤدي إلى العقم، وتشوهات خلقية للأجنة، فضلا عن مضاعفات أخرى تمس صحة الأم والجنين معا.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com