يتزايد استهلاك أطفال ومراهقين للمشروبات الطاقوية، رغم توصيات عالمية بحضر بيعها لفئة أقل من 18 سنة، وذلك بعدما أثبتت العديد من الدراسات أن هذه المشروبات تتسبب في مشكلات صحية تضر المخ والكلى، و قد تؤدي إلى الوفاة.
وتقول الدكتورة هدى بوفامة، أخصائية أمراض الغدد والسكري والتغذية العلاجية، إن مكونات مشروبات الطاقة تسبب العديد من المشكلات الصحية، وذلك بسبب حمض الفوسفوريك الموجود في جميع المشروبات الغازية، والذي يؤدي إلى فقدان كالسيوم الجسم عن طريق التبول، إذ ينتج عنه تفتت الأسنان وهشاشة العظام. إضافة إلى تأثير الكافيين الذي يتواجد بتركيز عال جدا، وتتراوح كميته في العبوة الواحدة بين 200 و250 ملل. كما أن مادة «الجوارانا» المضافة في هذه المشروبات تحتوي أيضا على الكافيين، وتضر بالكلى كونها مدرة للبول مما يؤدي إلى جفاف الجسم.
تحتوي أيضا مشروبات الطاقة، على كمية كبيرة من السكر الذي يسبب الكبد الذهنية عند الاستهلاك المستمر، ويجعل المستهلك أكثر عرضة للإصابة بمرضي السكري والسمنة، وتؤكد الدكتورة أن هذين المكونين هما المسؤولين عن إدمان هذه المشروبات.
وتضيف الدكتورة بوفامة، أن دراسة أمريكية حديثة بينت أن المشروبات الطاقوية تؤثر سلبا على القلب، إذ تتسبب في حالة تقلص الشرايين التاجية، وارتفاع الضغط الدموي مع انخفاض كفاءة البطين الأيسر للقلب، وكذا عدم انتظام ضربات القلب ما يؤدي في حالات عديدة إلى الموت، كحالة طفل مكسيكي ذو ست سنوات، تعرض لنوبة قلبية بعد تناوله لمشروب طاقوي.
وتؤكد الطبيبة، أن هذه الأعراض قد تتزايد لدى مستهلكي المشروبات الطاقوية عند ممارسة النشاط البدني وهو ما يزيد من خطورتها على الصحة، أما فيما يخص الجهاز العصبي فتبين أن هذه المشروبات تؤدي إلى ظهور اضطرابات ذهنية وجيزة، ونوبات هلع، وصداع، واضطراب في النوم، وفرط في النشاط وتشتت في التركيز.
وتوضح الأخصائية في أمراض السكري والغدد والتغذية العلاجية، أن الإشكالية ليست في المكونات بصفة فردية، بل في تفاعل جميع مكونات المشروب الطاقوي مع بعضها البعض، حيث أجريت دراسة طبقت على مجموعتين من البشر، تناول أفراد المجموعة الأولى مشروبات طاقة، و آخرون مشروبا يحتوي على الكافيين والسكر بتركيز مماثل لمشروب الطاقة، فبينت نتائج الدراسة أن المجموعة الأولى لوحظ عليها أعراض ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب، وهو ما يسلط الضوء على خطورة تفاعل جميع مكونات المشروب الطاقوي مع بعضها.
وعرجت الدكتورة، إلى الفرق بين المشروبات الطاقوية والمشروبات الرياضية، بقولها إن المشروبات الرياضية تعمل على زيادة رطوبة الجسم، عكس المشروبات الطاقوية التي تعمل كمنشطات وقد تتسبب في تذبذب ضربات القلب والجفاف، وذلك ينصح الرياضيون بعدم استهلاكها.
وتنصح الدكتورة بوفامة، ببدائل تعمل على زيادة النشاط والتركيز دون اللجوء للمشروبات الطاقوية، كأخذ قسط كاف من النوم ليلا، لأن هناك هرمونات معينة بينها هرمون النمو المسؤول عن الطول والقوة والنشاط البدني، يفرز بعد الحادية عشر ليلا وفي مرحلة النوم العميق، وكذا شرب كمية كافية من الماء ومستمرة على مدار اليوم، ما يزيد من رطوبة الجسم، كما تزيد من التركيز وتساعد على بقاء الجسم نشطا، مع ممارسة الرياضة بانتظام دون إفراط ولا تفريط. كما تركز المتحدثة، على أهمية تناول كمية كافية من البروتينات والكربوهيدرات أو السكريات الطبيعية التي تعتبر مصدرا لبناء العضلات وتزود الجسم بالطاقة.
ماجدة بهلول
