السبت 6 سبتمبر 2025 الموافق لـ 13 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

احتفالية المولد النبوي الشريف قسنطينة: تظاهرات فنية تنطلق من الموروث وتنفتح على الحداثة


احتضنت قسنطينة الخميس، تظاهرات مميزة احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تحوّلت مؤسسات ثقافية على غرار متحف الحاج أحمد باي، ودار الثقافة مالك حداد إلى فضاءات مفتوحة للفرح والاستعراض التراثي، في إطار برنامج أشرفت عليه مديرية الثقافة والفنون للولاية، بمشاركة واسعة لجمعيات ثقافية والدينية
وشهد قصر أحمد باي، مجموعة من الأنشطة ذات الطابع التراثي عكست عمق الجذور الدينية والحضارية لقسنطينة، حيث عرف المتحف تظاهرة ثقافية جمعت بين الروحانية والفرجة والتاريخ.
استهل النشاط بكلمة لمدير الثقافة فريد زعيتر، عبّر فيها عن أهمية الاحتفال بالمولد النبوي وبعده الروحاني قائلا :»نحن فخورون بأن نشارك أبناء قسنطينة هذه اللحظات النورانية، ونسعى دائماً لإحياء المناسبات الدينية في أجواء ثقافية تعزز الانتماء وتكرّس القيم السامية التي يحملها هذا اليوم العظيم».
مضيفا، أن المولد النبوي الشريف مناسبة تتجاوز الطابع الاحتفالي، فهي محطة لتجديد الروابط مع تراثنا وهويتنا، وهو ما يستوجب الحرص على إشراك الأطفال والعائلات في هذا المسار التربوي الثقافي.
من جهتها، قالت مديرة القصر مريم قبايلية، إن الأجواء الاحتفالية تعبّر عن حبنا لرسول الله، معربة عن امتنانها وسعادتها باحتضان هذه الحدث وموضحة أن هذا القصر التاريخي ليس مجرد بناء حجري، بل فضاء يحتضن الذاكرة الحية لمدينة قسنطينة. وعبرت، عن سعادتها بأن ترى المتحف ينبض بالأناشيد والتقاليد والتكبيرات، احتفالاً بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، كما وجّهت تهنئة خاصة إلى الأمة الإسلامية، معتبرة « أن هذا اليوم يذكرنا بقيم التسامح والمحبة التي جاء بها رسول الرحمة.أما رئيسة جمعية «كن إيجابيا» التي شاركت في تنظيم الفعاليات الاحتفالية بالتنسيق مع مصالح مديرية الثقافة، فأكدت أن التظاهرة تساهم في إبراز الموروث الثقافي القسنطيني، وتكريس الاهتمام به بين الأطفال والشباب. وعبرت قائلة :» من خلال هذه المبادرات، نعيد الحياة إلى عادات وتقاليد نكاد ننساها، ونمنح الأجيال القادمة فرصة لاكتشاف جمال ثقافتنا وأصالتها في أجواء تربوية ترفيهية راقية».
أطفال قسنطينة…نواة الاحتفال
وكان الأطفال بمثابة نجوم حقيقية أضاءت التظاهرة، حيث افتتحوا الفعالية بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، ليشاركوا بعدها في ورشات للرسم، والحلويات التقليدية، إلى جانب ركن للأزياء، حيث ارتدوا الزي القسنطيني الأصيل، مجسدين بذلك التراث الثقافي للمدينة في صور حيّة ملؤها البهجة.
وعبر مشاركون صغار، عن فرحتهم الغامرة بالحدث، وأكدوا على شعورهم بالانتماء إلى هذا التراث العريق، قائلين إنهم استمتعوا بتجربة فريدة من نوعها جمعت بين اللعب والتعلّم، والفرح والمعرفة.
وبدار الثقافة مالك حداد، نظمت أمسية روحانية مميزة، أحيتها أبرز فرق الإنشاد الديني في الولاية، وقد شهدت حضوراً لافتا للعائلات إلى جانب وجوه ثقافية وفنية بارزة، حيث صدحت القاعة بالأناشيد والمدائح النبوية التي بعثت في النفوس طمأنينة.
وكانت فرقة العيساوة «تراث حيّ» بقيادة عبد الجليل بن سمار، من أبرز المشاركين، حيث قدّمت عروضاً إنشادية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير. وقال بن سمار للنصر : «أنا جدّ سعيد برسم البسمة على وجوه الأطفال، وبأن أشارك في هذا الموعد الديني الذي نحاول من خلاله تمرير رسالة حب وسلام وارتباط بالهوية».
كما شاركت فرقة «صوت الهزار»، بقيادة المنشد «قلب»، بمجموعة من الأناشيد الراقية التي لاقت تجاوباً كبيراً من الحاضرين الذين تزين بعضهم باللباس التقليدي القسنطيني، ما أضفى على الأمسية سحراً خاصاً.
وقال رئيس الفرقة الإنشادية للنصر :» في كل عام نحرص على أن نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف بلمسة فنية وروحانية، وهذه السنة كانت مميزة للغاية بفضل الحضور الكبير والأجواء العائلية التي سادت المكان».
أكثر من احتفال تظاهرة لبناء الوعي الثقافي والديني
جسدت التظاهرة حسب المشاركين فيها والقائمين عليها، وعياً ثقافياً وتربوياً عميقاً، حيث سعت إلى ربط الأجيال الصاعدة بالتراث الديني، من خلال العروض، والورشات، والزي التقليدي للأطفال، إذ تزين جل الصغار «بقندورة القطيفة» و مختلف تصاميم اللباس التقليدي لعديد مناطق الوطن.
ولخّص فريد زعيتر مدير الثقافة بقسنطينة الأجواء بقوله: «نريد أن نُحيي المناسبات الدينية الكبرى برؤية جديدة، تُعزز القيم وتُحفز الإبداع. ما شهدناه اليوم ليس مجرد احتفال، بل تجربة جماعية لبناء الذاكرة الثقافية المشتركة». مضيفا، أن قسنطينة مدينة تتنفس التاريخ وتحتفل بالروح مرة أخرى، وتثبت أنها قلب ثقافي نابض بالحب والإبداع، و وفي ذكرى المولد النبوي الشريف، تجسّدت تظاهراتها جانباً مضيئاً من هوية الجزائر، التي لا تزال وفية لرسالتها الروحية والثقافية عبر الأجيال. ومع خفوت آخر نغمة إنشاد، وانطفاء آخر شمعة أضيئت حباً في رسول الله، غادرت العائلات المكان وعلى وجوه أطفالها الابتسامة.
عبد الغاني بوالودنين

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com