الأحد 7 سبتمبر 2025 الموافق لـ 14 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

تطبيقات تضمن الحماية وتسهل تقييد المحتوى الخطير: الرقابة الرقمية للأطفال... ركن إلزامي في التربية الحديثة

فعل العديد من أولياء الأمور أدوارهم التربوية في العالم الرقمي من خلال متابعة ومراقبة استخدام أبنائهم للأجهزة الإلكترونية، حيث أصبح تحميل تطبيقات الرقابة الأبوية أحد الحلول الفعالة التي تساعدهم على ممارسة هذا الدور، و تتيح لهم إمكانية متابعة أنشطة الأبناء الرقمية، ومعرفة المحتوى الذي يتعرضون له، والتطبيقات التي يستخدمونها وحتى المواقع التي يزورونها وتنقلاتهم بين الصفحات الإلكترونية.

تولد هذا الاهتمام لدى الأولياء، بعد ظهور العديد من المخاطر الرقمية المحتملة التي تحيط بأبنائهم، كالتعرض للمحتويات غير المناسبة، أو التنمر الإلكتروني، أو قضاء وقت مفرط أمام الشاشات.
وفي هذا السياق، طور مبرمجون العديد من التطبيقات الرقابية التي توفر للأهل إمكانية تتبع نشاط أبنائهم على الإنترنت، مع إمكانية وضع حدود زمنية لاستخدام الأجهزة، وتصفية المحتوى غير المناسب، والتنبيه لأي سلوك مشبوه أو خطر محتمل.
الخبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سمير بن عسكر
الرقابة الأبوية الرقمية ضرورة لحماية الأطفال

أكد الخبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، سمير بن عسكر، أن تطبيقات الرقابة الأبوية للأطفال باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، ففي ظل الاستخدام اليومي والواسع للإنترنت من قبل جميع الفئات العمرية وبخاصة الأطفال، أصبح من المهم توفير حماية لهم.
وأوضح الخبير، أن رحلة الإبحار على الشبكة تبدأ من عمر مبكر جدا، وهذا العالم يمزج بين الخير والشر، ولأن الأطفال لا يستطيعون التمييز بين المحتوى المفيد والمحتوى الضار، فإنهم بحاجة إلى رقابة أبوية توجههم وتساعدهم على التمييز، وهذا يقع في إطار المسؤولية التربوية للأولياء.
وأكد بن عسكر، أن الخطر لا يقتصر فقط على المواقع المشبوهة، بل هناك محتويات أخرى تشكل تهديدا مثل المحتوى الذي يشجع على التنمر الإلكتروني، والمحتوى العنيف غير اللائق، والرسائل المجهولة التي قد تؤدي إلى اختراق الأجهزة، وحتى الإعلانات التي تعرض محتوى غير مناسب للفئات العمرية التي تشاهدها، خصوصا عند استخدام جهاز واحد من قبل عدة أشخاص.
ومع التطور التكنولوجي، أصبح الاستهداف يتم بحسب مدى استخدام التطبيقات والمواضيع التي يتم البحث عنها عبر محركات البحث ومواقع مثل يوتيوب.وأضاف الخبير، أن أهمية هذه التطبيقات تتمثل في حماية أبنائنا من الأخطار المحتملة، وتمنح الأهل شعورا بالاطمئنان على أطفالهم عندما يبحرون في عالم الإنترنت.
التطبيقات لم تصمم من أجل التضييق
وأكد المختص، أن تطبيقات الرقابة الأبوية لم تصمم من أجل التضييق على الأطفال بل لحمايتهم من الأخطار التي تحدق بهم، وتجعل الأهل مطمئنين أثناء استكشاف أبنائهم للعالم الرقمي.
وأوضح، أن الهدف ليس التجسس بل حماية الطفل، وعلى الوالدين أن يشرحوا لأطفالهم بطريقة بسيطة وواضحة سبب المراقبة بما يتماشى مع فئتهم العمرية، حتى يصبح الطفل شريكا في حماية نفسه من مخاطر الإنترنت.
وينصح الخبير، باستخدام الرقابة الأبوية منذ أول عمر يبدأ فيه الطفل باستخدام الإنترنت والأجهزة الذكية، ونوه بعدم تقديم الأجهزة الإلكترونية للأطفال في سن مبكرة لتجنب الإدمان الخطير على الأجهزة والمحتوى الرقمي، مما قد يسبب لهم أمراضا نفسية.
وأوضح، أن الكثير من الوالدين في المجتمع أصبحوا يرون أن الجهاز الذكي شريك في تربية الأبناء أو إلهائهم، مما قد يعرض الطفل لمحتوى موجه للكبار لا يناسب فئته العمرية.
وأكد بن عسكر، أن الطفل قبل سن الخامسة يحتاج إلى حماية كاملة ومطلقة من الهاتف ويمنع تماما من الأجهزة الإلكترونية، ومع مرور الوقت يجب على الوالدين تقليل الرقابة شيئا فشيئا، حتى يحس الأطفال بالأمان و تتعزز ثقتهم بأنفسهم.
وأوضح الخبير، أن الرقابة تختلف حسب الفئات العمرية من حيث نوعية البرامج، ومدة الاستخدام، والمواقع المسموحة والممنوعة.
هذه أشهر تطبيقات الرقابة الأبوية
وشرح الخبير، أن أبرز التطبيقات المتوفرة حاليا للرقابة الأبوية هي غوغل فاميلي لينك، وهو تطبيق مجاني ممتاز للأهل خصوصا الذين يستعملون أجهزة أندرويد المنتشرة بكثرة. حيث يسمح بالتحكم في أجهزة الطفل، ومدة الاستخدام اليومي، والتطبيقات التي يلج إليها، كما يسمح بالتحكم في تنزيل التطبيقات ومعرفة مكان الطفل.
وهناك أيضا كاسبرسكي كيدز، الذي يعد من أفضل التطبيقات المدفوعة حيث يوفر حماية شاملة للطفل ويتحكم في تصفح الويب ويحدد مدة الاستخدام وموقع الطفل، كما يوجد بحسبه مايكروسوفت فاميلي سيفتي، المناسب للأهل الذين لديهم أجهزة كمبيوتر بنظام ويندوز، ويتحكم في وقت الشاشة ويحظر المحتوى غير اللائق.
وأشار المتحدث، إلى أن المعايير التي يجب على الأهل الاعتماد عليها عند تحميل تطبيقات الرقابة الأبوية تشمل التفكير في الميزات الأساسية المهمة، وهل يسمح بالتحكم في مدة الاستخدام، وحظر المحتوى، وتحديد موقع الطفل.
أما النقطة الثانية فهي سهولة الاستخدام، لأن الأولياء ليسوا جميعا على دراية كافية باستخدام التطبيقات المعقدة، كما يجب عليهم معرفة مدى توافق التطبيق مع نظام معين مثل أندرويد أو iOS، ومعرفة ما إذا كان مجانيا أم مدفوعا وحدود استعماله، وقراءة المراجعات والتقييمات قبل تحميل أي تطبيق.
وأوضح الخبير، أن الفرق بين الرقابة على النظامين يكمن في طريقة التكامل فنظام أندرويد مفتوح يتيح للتطبيقات الأبوية أن تكون أقوى وأكثر مرونة، مثل تطبيق فاميلي لينك المتكامل مع شركة أندرويد، مما يعطي تحكما واسعا على مستوى النظام.
أما نظام iOS فهو أكثر انغلاقا، مما يقلل من قدرة التطبيقات الخارجية على التحكم، لذلك تقدم «آبل» نظام رقابة أبوية مدمجا في نظام التشغيل مثل سكرين تايم.
وأكد المتحدث، أن أطفال الجيل الجديد أذكياء جدا ويمكنهم التحايل على التطبيقات، لأنهم يستعملون الأجهزة منذ عمر صغير ويتفوقون على آبائهم في استخدامها، وبالتالي يحاولون إيجاد طرق للتحايل كاستعمال VPN، أو مسح بيانات التطبيق، أو إعادة ضبط مصنع الجهاز لهذا فالتطبيقات وحدها لا تكفي وفعاليتها تعتمد على الطريقة التي يتم استخدامها بها وعلى النصح والتوجيه.
مراقبة الأبناء يجب أن تبنى على الاحترام

وأكد المتحدث، في ذات السياق، أن مراقبة الأولياء لأطفالهم يجب أن تبنى على الثقة والاحترام المتبادل، من خلال احترام الرسائل الخاصة بين الطفل وأصدقائه، ومشاركة الوالدين تجاربهم الخاصة، وتوعيتهم بكيفية استخدام المعلومات على الإنترنت، وهذا أفضل من المراقبة المباشرة حسبه.
وأضاف، أنه على الأولياء تحقيق التوازن بين المراقبة وتثقيف الطفل في العالم الرقمي، وتعليمه التفكير النقدي وتمحيص المعلومات حتى لا يتقبل أي شيء يعرض عليه، وكيف يتجنب المحتوى السيئ والتافه.
وأوضح، أن المراقبة الزائدة تؤثر على العلاقة بين الوالد والطفل، وأن البدائل التربوية للرقابة الرقمية هي استعمال الحوار، والتربية الإعلامية وشرح الأسباب للطفل بهدوء عند رفضه للمراقبة، مع شرح الأخطار المحيطة به في هذا العالم الرقمي.
توصيات لتعزيز الحماية
وللنهوض بمسؤولية حماية الأطفال في الفضاء الرقمي، يقترح المتحدث على وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في الجزائر أن تعمل بشكل وثيق مع اتصالات الجزائر، باعتبارها أكبر مزود لخدمات الإنترنت في البلاد، وكذلك شركات الهاتف النقال، وذلك من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات المنهجية والمبتكرة التي تتجاوز مجرد الحظر لتشمل التوعية والتمكين، بهدف خلق بيئة رقمية آمنة وموثوقة للأطفال.
ويتحدث الخبير في هذا الجانب، عن إمكانية كتطوير وتفعيل آليات لفلترة المحتوى على مستوى الشبكة، لأنها أول خطوة وأكثرها فعالية، موضحا أن تطوير نظام فلترة مركزي على مستوى الشبكة الوطنية سيكون حلا استراتيجيا.
وهذا النظام بحسب المتحدث، يجب أن يعمل على حجب المواقع والتطبيقات التي تحمل محتوى ضارا أو غير لائق بشكل تلقاني على مستوى المزود اتصالات الجزائر قبل أن يصل إلى المستخدم، ويجب أن يكون هذا النظام متطورا وذكيا بحيث يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد المحتوى الضار بسرعة وفعالية.

وقال، إنه يجب أن يكون قابلا للتخصيص، بحيث يتيح للأهل التحكم في مستوى الفلترة، ويمكنهم من اختيار درجة الحماية المناسبة لأبنائهم، وشفافا من خلال توفير صفحة إلكترونية أو تطبيق للهاتف يسمح للأهل بمراجعة المواقع المحجوبة، وتقديم طلبات الإلغاء حظر مواقع معينة إذا كانت مفيدة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المتحدث، بأنه يمكن لاتصالات الجزائر أن توفر خدمة «إنترنت عائلي» أو «إنترنت للأطفال» كخيار إضافي عند الاشتراك. ويأتي هذا الخيار مع إعدادات حماية مسبقة لا يمكن تجاوزها بسهولة مع إمكانية تحويلها إلى باقة عادية في أي وقت.
إطلاق حملات توعوية وطنية شاملة
وأوضح بن عسكر، أن الجانب التوعوي لا يقل أهمية عن الجانب التقني ويمكن للوصاية بالتعاون مع اتصالات الجزائر، إطلاق حملات توعوية واسعة النطاق تستهدف الأم الجزائرية. هذه الحملات حسبه، يجب أن تكون متعددة الوسائط من خلال استخدام التلفزيون، والإذاعة، وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى ورشات العمل في المدارس والمراكز الثقافية..
ويقترح الخبير، أن تكون ورشات عملية ومبسطة ولا يجب أن تركز فقط على المخاطر، بل على الخطوات العملية التي يمكن للأهل اتخاذها، مثل كيفية تفعيل ميزات الرقابة الأبوية على الأجهزة المختلفة، وكيفية التحدث مع الأطفال عن مخاطر الإنترنت.
وأن تكون باللهجات المحلية لضمان وصول الرسالة إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، ويجب أن تكون المواد التوعوية باللغة العربية والدارجة الجزائرية، مع توفير أدوات الرقابة الأبوية مجانا أو بأسعار رمزية.
وأشار المتحدث في ذات السياق، أنه يمكن لاتصالات الجزائر أن توفر تطبيقا خاصا بالرقابة الأبوية لعملائها، بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة في هذا المجال.
هذا التطبيق يمكن أن يقدم، مجانا لجميع المشتركين مع ميزات أساسية مثل التحكم في وقت الاستخدام، وحجب المواقع، وميزات متقدمة مثل تحديد الموقع أو تقارير الاستخدام قد تقدم باشتراك رمزي.
وسيشجع هذا الإجراء في رأي بن عسكر، المزيد من الأسر على استخدام هذه الأدوات، ويوفر عليها عناء البحث عن تطبيقات مدفوعة أو معقدة.
التعاون مع المؤسسات التربوية ضروري
وحسبما أوضحه المتحدث، فإنه يجب أن يكون هناك تعاون وثيق بين وزارة الاتصالات ووزارة التربية الوطنية، و شركات الاتصالات لإعداد برامج تدريبية للمعلمين والأولياء لتعليمهم كيفية استخدام أدوات الحماية الرقمية وتوعية الأطفال. وكذا دمج التربية الرقمية في المناهج الدراسية لجعل موضوع الأمان على الإنترنت جزءا أساسيا من تعليم الأطفال منذ الصغر.
ونوه المتحدث، بضرورة إنشاء خط ساخن للإبلاغ عن المحتوى الضار رقم أخضر أو منصة إلكترونية، يسمحان للمواطنين بالإبلاغ عن أي محتوى ضار أو غير لائق يواجهونه، وخصوصا المحتوى الذي يستهدف الأطفال. وهذا الخط سيضمن كما قال، الاستجابة السريعة لحجب هذا المحتوى وسيكون بمثابة قناة مباشرة للتواصل بين الشركة والمجتمع. مؤكدا، أن حماية الأطفال في الفضاء الرقمي تتطلب جهدا مشتركا بين الحكومة، والشركات، والأسر، لتفعيل الإجراءات الاحترازية والوقائية والرقابية التي يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في جعل الإنترنت في الجزائر فضاء أكثر أمانا لأطفالنا. لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com