يجد المرضى من متابعي الحميات الغذائية، صعوبة في السيطرة على ما تشتهيه الأنفس من أطباق تقليدية وعصرية حلوة ومالحة ومشروبات متنوعة تزين في غالب الأحيان موائد الإفطار الرمضانية، وأمام اللهفة و الاشتهاء، يفقد البعض السيطرة على أنفسهم، وينتهي الشهر و قد اكتسبوا كيلوغرامات إضافية سعوا في السابق للتخلص منها، مع الإخلال بمستوى السكر في الدم و رفع ضغطهم الدموي وغيرها من الأعراض الأخرى.
ويؤكد أخصائي التغذية الصحية، محمد عبد القادر لزرق، أن غالبية الأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية يزيد وزنهم خلال رمضان، وهذا راجع إلى فقدانهم للسيطرة على أنفسهم في هذه الفترة، فيأكلون ما لذ وطاب من المأكولات الغنية بالسعرات الحرارية خصوصا عند انعدام الأنشطة البدنية، غير مدركين بأن هذا سيؤثر بشكل سلبي على صحة الكبد والكلى.
فالأطعمة غير الصحية التي يتناولها الصائم ويستهلكها بكثرة في رمضان، من مشروبات غازية وعصائر مصنعة ومعلبات كالذرة واللحوم المصبرة على غرار التونة، تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان لاحتوائها على مواد حافظة مسرطنة مثل « النيتريت».
وتعين حسبه، على الأشخاص الذين يتبعون حمية طبية التوجه إلى طبيبهم قبل شهر رمضان، ليعدل برنامجهم الغذائي الخاص، كل حسب ما تستوجبه حالته الصحية موضحا، أن الحمية التي يتبعها مرضى السكري مثلا تختلف تماما عن الحمية التي يتبعها مرضى الضغط الدموي.
وينصح المتحدث، أصحاب الحميات بتناول وجبتين خلال اليوم الواحد طيلة شهر رمضان، لكن بتقسيم وجبة الإفطار المعتادة على مرحلتين، فيأكل الإنسان لأول مرة مع آذان المغرب، ويكون ذلك بتناول الحساء وقليل من السلطة، ثم يعود إلى الطعام ثانية بعد صلاة التراويح مباشرة، أين يواصل إفطاره ويأكل من طبق واحد أو من طبقين مختلفين شريطة أن يكونا صحيين ثم يتناول الوجبة الثانية عند السحور، لأنها أساسية ومن غير الجيد التخلي عنها خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بمجهودات وأنشطة تتطلب طاقة طيلة اليوم.
كما حذر المتحدث، من المشروبات غير الصحية لما لها من أضرار جمة على الصحة، داعيا إلى تفاديها والاكتفاء بشرب الماء والعصائر الطبيعية المصنوعة من الفواكه والخالية من المضافات كالسكر و المنكهات مع إمكانية إضافة كمية قليلة من الماء أو الحليب إليها لكن شرط أن لا يستهلك المشروب باستمرار وبشكل متواصل، فالإدمان على شربه يوميا وفي كل الوجبات يسبب مشاكل صحية لا محالة، و يمكن شرح هذا الأمر حسبه، من خلال معادلة بسيطة فالحصول على كوب من عصير الموز يتطلب طحن موزتين أو أكثر وهذا يفوق حاجة الجسد الطبيعية.
إلى جانب ذلك، ينصح الأخصائي، بضرورة تفادي المقليات التي تميز موائد إفطار الكثيرين على غرار البوراك و البطاطا و اللحم، و يدعو إلى التوقف عن قلي الأطعمة و طهيها في الفرن، مع التقليل من استعمال اللحوم وإبدالها بالنباتات البرية والأعشاب العطرية.
رميساء جبيل