فصلت، أمس، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، في قضية مقتل الشاب (ج.حمادة) بضربات خطيرة بساطور وطعنات خنجر، بإدانة متهمين اثنين بالسجن النافذ، وسلّطت هيئة المحكمة عقوبة 18 سنة سجنا نافذا في حق الطالب الجامعي المسمى (ي.ن) البالغ من العمر 29 سنة، بعد أن تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، مع إدانة قريبه المتهم الثاني المسمى (ي.س.د) 39 سنة بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا لتورطه في جنحة الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهم الأول، وعقوبة 10 سنوات سجنا في حق المتهم الثاني.
القضية تعود لتاريخ السابع عشرة من شهر نوفمبر من سنة 2015، وسببها خلافات نشبت بين متهم ثالث تمت محاكمته في وقت سابق، وهو المسمى (ي.ن) وبين صاحب سيارة نفعية من نوع «R25» على طريق جبل سيدي أرغيس، أين كان المتهم يحتسي مشروبات كحولية وكان صاحب السيارة في الجهة المقابلة رفقة 3 من أصدقائه في جلسة سمر، وتوجه المتهم مباشرة صوب منزل ابن أخته المتهم الثالث (ي.س.د) أين طلب منه التوجه معه لطريق الجبل، لرد ما أسماه بمحاولة الاعتداء التي تعرض لها بسيارته «أوكتافيا»، ليحمل ساطورا من مطبخ منزل أخته بالمدينة الجديدة، في حين استل أحد المتهمين خنجرا كبير الحجم، وتبين كذلك بأن أحد المتهمين الذي كان في قبضة رجال الشرطة لمحاولة تجاوزه الحاجز الثابت من دون توقف، ليفرج عنه منتصف الليلة نفسها، ليجد نفسه مشاركا في شجار عنيف، انتهى بقتل الشاب «حمادة» الذي كان جالسا في المقعد الخلفي للسيارة التي تمت مهاجمتها.
وكشف تقرير الطبيب الشرعي الذي أعد على جثة الضحية، بأن الأخير تلقى ضربة في فروة رأسه بآلة حادة وتلقى كذلك عدة طعنات بوسيلة حادة كذلك إضافة إلى وجود رضوض وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، إضافة إلى وجود جروح على مستوى الفخذ الأيسر والبطن، ناتجة عن آلة حادة وثاقبة، وهي التي نتجت عن سكين مقبضه أخضر، في حين منح الطبيب الشرعي صديق الضحية الذي كان بجوار سائق السيارة وهو المسمى (ف.ي) المكنى «بوحة» 8 أيام عجز عن العمل بسبب الجروح التي لحقت به نتيجة طعنه من طرف المتهم الثاني.
وخلصت تحقيقات الشرطة إلى ثبوت تورط المتهمين في جريمة القتل، كون الضحية الذي لفظ أنفاسه كشف عن هوية قتلته قبل لحظات من وفاته، كما أن صديقيه اللذان كانا معه داخل السيارة سردا ما حصل لهما خلال جميع مراحل التحقيق، وبينا بأن المتهمين كانا حاضرين في مسرح الجريمة، وتضاربت خلال جلسة المحاكمة تصريحاتهما، أين حاولا التهرب من الضربات التي تلقاها الضحية والتي أثبت تقرير الطبيب الشرعي تواجدها على جثة الضحية، فالمتهم الأول أكد بأن الساطور لم يكن بحوزته نافيا اعتداءه على رأس الضحية، معترفا بأن المتهم الثاني هو من قام لغسل الساطور والخنجر الأخضر بعد أن استعملا في الجريمة، وأكد المتهم بأنه طارد الضحية الثاني في القضية، دون أن يتورط في طعن الأول والاعتداء عليه، مبينا بأنه توجه رفقة قريبيه لمسرح الجريمة لأنه كان في خلاف مع الضحية الأول وتشاجرا قبل 13 يوما من الجريمة، بسبب فتاة مشيرا بأن هذه الخلافات لا ترقى لتؤدي لجريمة قتل، نافيا بأن يكون قد سل الخنجر وطعن الضحية بحسب رواية أحد المتهمين في ملف القضية، في الوقت الذي أشار الثاني بأنه طارد الضحية الثاني ولم يكن حاملا للخنجر، كما لم يقم بغسل الساطور والخنجر بحسب ما أكده المتهم الأول.
أحمد ذيب
