عثـر، نهاية الأسبوع، على حزام لذخائر حربية متآكلة، تعود للحقبة الاستدمارية، بمدينة بئر العاتر في ولاية تبسة، حيث تم العثور على هذه الذخيرة، بعد القيام بأشغال حفر أساسات لإنجاز مشروع مطعم بالمدرسة الابتدائية، مبارك الميلي. وأشار رئيس بلدية بئر العاتر بالنيابة، بوبكر فارس، في تصريح للنصر، إلى أنه وفور العثور على هذه الذخيرة، سارع عمال المقاولة المكلفة بالأشغال، لإبلاغ الجهات المعنية، الذين تنقلوا إلى عين المكان وعاينوا الموقع وقاموا بفتح تحقيق في الموضوع، مؤكدا أن تكون هذه الذخيرة الحربية تعود للجيش الاستعماري الفرنسي الذي كان له مقر عسكري بالمنطقة، حيث حول البلدة كلها إلى سجن كبير لتعذيب وتقتيل المواطنين، في انتظار ما ستسفر عنه الخبرة.
وقد سبق وأن تم العثور على قنابل تقليدية وألغام وهياكل عظمية ورفات، خلال العديد من عمليات الحفر في عدة أماكن من تراب الولاية، كان آخرها العثور على مقبرة جماعية بمدينة الشريعة أثناء أشغال حفر، تضم قرابة 650 شهيدا، أثبتت تقارير الطب الشرعي بعد معاينة الهياكل العظمية المستخرجة، أنها تعود إلى أيام الثورة التحريرية، كما أن الأغراض المكتشفة في المقبرة كزجاجات الخمر وبطاريات توليد الطاقة الكهربائية والسلاسل الحديدية وآلاف قطع الرصاص وبعض الصحف التي تحمل تواريخ تعود إلى الثورة، تثبت ذلك وتعتبر هذه المقبرة مثالا حيا عن حالات الإبادة الجماعية التي طبقتها القوات الفرنسية عبر كامل التراب الوطني.
ومن خلال المعاينة الميدانية للهياكل العظمية منذ بداية عملية التنقيب لاستخراج الضحايا، تظهر عمليات التعذيب بكل أنواعه والقتل المتعمد لهم، حيث عثر على أطراف الهياكل العظمية لبعض الضحايا مكبلة بالأسلاك الحديدية وهو ما يؤكد تعرض الضحايا للربط المتعمد ثم القتل، لكون حالات الدفن العادية لا تستدعي الربط بالأسلاك للأطراف السفلية والعلوية واكتشاف الحلي الفضية على رقاب بعض الضحايا، يثبت أن عملية الإقبار كانت بدوافع إجرامية ويؤكد ذلك أنه حتى النساء لم تسلم من عملية القتل.
ع.نصيب