أكد مجمع سوناطراك، في بيان صحفي صدر، عشية أمس الأول، تحقيق تقدم كبير في تشغيل محطة تحلية مياه البحر بتيغرمت في ولاية بجاية، حيث بلغ المصنع مرحلة إنتاج متقدمة، في إطار البرنامج الوطني التكميلي لتعزيز الأمن المائي في البلاد ويأتي هذا التطور، بعد أسابيع قليلة من بدء تشغيله التدريجي.
وأشار ذات المجمع، إلى أن وتيرة الإنتاج بدأت في التصاعد بشكل مدروس منذ دخول المحطة حيز الخدمة في 18 جوان الماضي بوحدة أولى بطاقة 30 ألف متر مكعب يوميا، وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية 90 ألفا، مع توقعات ببلوغ 120 ألف متر مكعب خلال الأيام القادمة وهو ما يعكس التزاما بالبروتوكول المتفق عليه بين الشركة الجزائرية للطاقة، فرع سوناطراك، والمؤسسة الجزائرية للمياه.
وكحصيلة أولية للأثر الملموس للمشروع، كشفت سوناطراك عن ضخ ما يزيد عن 215 ألفا و730 مترا مكعبا من المياه المحلاة، المطابقة لكافة المعايير الصحية والجودة المعتمدة، في شبكة التوزيع الوطنية حتى تاريخ 5 جويلية الجاري، ما بدأ يساهم فعليا في تلبية احتياجات الساكنة من هذه المادة الحيوية.
ويُصنف مصنع تيغرمت ضمن المشاريع الاستراتيجية التي تراهن عليها الدولة لضمان الأمن المائي على المدى الطويل، حسب ما ورد في ذات البيان، فبمجرد وصوله إلى طاقته الإنتاجية الكاملة والمقدرة بـ 300 ألف متر مكعب يوميا، سيتمكن من تزويد ما يقارب 3 ملايين مواطن بالمياه الصالحة للشرب، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في تأمين التزويد بالمياه في المنطقة والمناطق المجاورة لها.
ويأتي تشغيل المحطة ودخولها حيز الخدمة بعد الانتهاء من جميع الأشغال وإنجازجميع مباني المصنع، فضلا عن أشغال التهيئة، ما سمح ببداية الاستغلال لتموين ساكنة ولاية بجاية، مع توقعات بالرفع من طاقة الإنتاج تدريجيا خلال الأسابيع والأشهر القادمة، لتحقيق الأهداف المرجوة الرامية إلى تموين ساكنة أربع ولايات وهي بجاية سطيف البويرةوبرج بوعريريج.
وكان المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، قد قام قبل أسابيع بزيارة تفقدية إلى المحطة المذكورة، أين أكد على أنه كان من المفروض استلامها قبل هذه الأجال، لكن ما حدث بعد التقلبات الجوية شهر مارس الفارط حال دون ذلك بالنظر إلى تضرر بعض المنشأت على مستوى البحر خلال فترة الإنجاز، ما استدعى إعادة التهيئة من جديد وهو ما استهلك بعض الوقت على حساب الآجال المحددة لاستلام المحطة، رغم اعتماد نظام التناوب على مدار 24 ساعة، لاتمام الأشغال واستلامها، طبقا لتعليمات السلطات العليا للبلاد، منبها أن المحطة قد تعرضت إلى ظروف استثنائية أثرت بشدة على الأشغال الجارية بعرض البحر حيث تأثر مشروع إنجازها تأثرا بالغا بالظروف الجوية سابقا، والتي صنفت كعاصفة وفق سلم (بوفورت)، مما يدرجها كحالة قوة قاهرة.
كما شهدت تلك الفترة، حسب ما أكدته مصالح الشركة، هبوب رياحٍ شمالية غربية شديدة، تجاوزت سرعتها الحدود المعتادة، ورافقها ارتفاع غير معتاد للأمواج بلغ ما بين 6 و7 أمتار، ما خلف تأثيرات ميكانيكية عنيفة طالت المنشآت القائمة والهياكل المؤقتة الخاصة بعمليات التركيب في موقع الورشة البحرية.
وعقب هذه الاضطرابات الجوية الاستثنائية، تم تنسيق وتوحيد جهود جميع الشركات الفرعية التابعة لسوناطراك المكلفة بالمشروع، التي تمكنت من استئناف الأشغال بوتيرة متسارعة، واتمامها في وقت قياسي، حيث شملت العمليات الأخيرة تهيئة المساحات الخارجية، وتنظيف القنوات، وفحص مختلف التجهيزات التقنية للمحطة .
وللتذكير فإنّ هذه المنشأة الهامة، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 300 ألف متر مكعب يوميا، ستغطي فور دخولها حيز الخدمة، احتياجات سكان ولاية بجاية، إلى جانب الولايات المجاورة سطيف، والبويرة، وبرج بوعريريج، كما ستمكن من تحويل مياه سد تيشي حاف وسد لكحل، لفائدة الأراضي الزراعية بوادي الصومام وسهل الأصنام.
وتعد محطة تيغرمت واحدة من المشاريع الاستراتيجية التي أقرها رئيس الجمهورية، في إطار البرنامج التكميلي لتعزيز الأمن المائي في الجزائر، إذ يأتي إنجازها ضمن برنامج وطني طموح يشمل خمس محطات كبرى لتحلية مياه البحر أصبحت جاهزة، يليه تحد آخر لإنجاز ست محطات كبرى إضافية مدرجة ضمن المخطط التكميلي، حيث يهدف هذا التوجه الاستراتيجي إلى تعزيز قدرات الجزائر في مواجهة تحديات شح المياه وتأمين احتياجات المواطنين من هذه المادة الأساسية.
ع/بوعبدالله