ضربت عاصفة قوية مدينة وادي الزناتي، الواقعة جنوبي قالمة، مساء الأحد، مخلفة خسائر بالممتلكات، في تغير مباغت للطقس، لم تكن تتوقعه المنطقة بكل هذا التطرف المرعب.
و عملت فرق الطوارئ، و سكان المدينة ساعات طويلة، خلال الليل، و إلى غاية نهار أمس الاثنين، لصد السيول الجارفة، و إنقاذ المنازل و السيارات، التي جرفتها الفيضانات، في واحدة من أسوأ العواصف الصيفية الشديدة القوة، التي تجتاح المنطقة حتى الآن، حيث تعودت المدينة على فيضانات الشتاء، لكنها لم تكن تتوقع عاصفة كهذه، لم تستمر طويلا، لكنها شلت أنظمة الحماية، و شبكات الصرف الصحي و قطعت عدة شوارع.
و قال سكان المدينة للنصر، بأن الجدران الخرسانية العملاقة التي بنيت على طول النهر العابر للمدينة، قد حالت دون دخول السيول الجارفة إلى مجرى النهر، مما زاد من خطورة الوضع بالأحياء السكنية المجاورة للمجرى. و اضطرت فرق التدخل لإحداث ثقوب بالجدران الخرسانية، حتى تتدفق السيول إلى داخل مجرى النهر، لكن العملية كانت خطيرة و شاقة. و لم تسجل خسائر بشرية،و اقتصرت الأضرار على الممتلكات و البنية التحتية للمدينة، التي تعد من بين المناطق العمرانية المعرضة لخطر الفيضان بولاية قالمة، حيث ظل النهر العابر للمدينة بمثابة الخطر النائم، الذي ينذر بعواقب وخيمة، كما حدث شتاء 2011 بحي كعاص. و بالرغم من بناء قناة تعزل الأحياء السكنية عن مجرى النهر، غير أن خطر السيول القادمة من المرتفعات، و الحقول الزراعية المحيطة بالمدينة، مازالت تشكل خطرا حقيقيا، في ظل التغيرات المناخية المفاجئة.
و التقط سكان المنطقة صورا لما يشبه الإعصار، عندما كانت العاصفة تتشكل و تقترب من مدينة وادي الزناتي، التي حبست أنفاسها تنتظر الأسوأ، عندما اشتد الإعصار و ألقى بكميات ضخمة من المياه على المدينة في غضون دقائق قليلة. و قبل وادي الزناتي، بساعات قليلة تعرضت مدينة قالمة أيضا، إلى عاصفة ماطرة، لكنها لم تكن قوية، و تشكلت السيول الجارفة بالشوارع الرئيسية، بينها شارع التطوع و شارع سويداني بوجمعة و طريق قسنطينة. و قد زارت والي قالمة حورية عقون، مدينة وادي الزناتي نهار أمس الاثنين، لمعانية الوضع و متابعة عمليات التدخل بالأحياء السكنية المتضررة. و كانت هيئة رصد المناخ قد حذرت من عواصف ماطرة و مباغتة، بعدة مناطق من الوطن، بينها ولاية قالمة، التي تعمل منذ عدة سنوات على معالجة الاختلالات العمرانية، لمواجهة المخاطر المتزايدة للفيضانات، الناجمة عن التطرف المناخي، الذي تعرفه بلدان منطقة حوض المتوسط، في السنوات الأخيرة. فريد.غ
