أعلنت مديرية الري لولاية عنابة، أمس، عن ضرورة توخي الساكنة للحيطة والحذر عند اقتنائهم المياه الشروب التي توزع عن طريق الشاحنات ذات الصهاريج المتحركة، نظرا لانتشار ظاهرة تجوال شاحنات تنشط دون رخصة وتوزيع مياه مجهولة المصدر، منها شاحنات بترقيم خارج إقليم الولاية، ما قد يعرض صحتهم للخطر، خاصة مع تزايد الطلب على استهلاك الماء خلال الموسم الصيفي.
ودعت مديرية الري في بيانها، المواطنين، لضرورة التحقق من صلاحية ومصدر المياه قبل شرائه، كما يتوجب على صاحب رخصة توزيع المياه، استظهار وصل التعبئة مؤشر عليه من طرف مصالح الجزائرية للمياه (نقطة التعبئة) صالح لمدة 48 ساعة، حيث يستوجب تعليقه بالخزانات ليطلع عليه المواطن، مع إلصاق شعار النشاط بالزجاج الأمامي للشاحنة ونسخة من رخصة النشاط سارية الصلاحية لمدة سنة.
وتؤكد ذات المصالح، أن عدم توفر واحد من هذه الشروط، يدل على أن النشاط غير قانوني ومصدر المياه المعبأ مجهولا، حيث يستوجب مباشرة تفادي استهلاكها باعتبارها ملوثة وتشكل خطر حدوث أمراض متنقلة عبر المياه، منها التهاب الكبد الفيروسي، أو التيفويد.
وفي سياق متصل، طمأنت شركة الجزائرية للمياه بعنابة، أمس، بتحسن نظام توزيع المياه في ولاية عنابة، تدريجيا على مستوى جميع الأحياء، نتيجة للتذبذب والتوقف أحيانا عن توزيع المياه في الأيام الأخيرة، بسبب التوقفات المؤقتة لضخ المياه، نظرا للأعطاب التقنية المفاجئة التي أدت إلى حدوث اضطرابات في التزويد وتغييرات جزئية في برنامج التوزيع، منها توقف ضخ المياه في محطة الضخ الملاحة، نتيجة لتسرب كبير في القناة الرئيسية، ما أثر على برنامج التوزيع في عدة مناطق مثل بلديتي البوني وعنابة والواجهة البحرية والسهل الغربي وحي 8 ماي 45، أحياء السهل الغربي وبلدية سرايدي، ما خلف تذمرا كبيرا لدى الساكنة مع الاستهلاك المعتبر للمياه في فصل الصيف .وأشارت ذات المصالح، إلى قيامها بالموازاة مع ذلك، بإنجاز مشروع إعادة تأهيل وتجديد القناة الرئيسية قطر 500 بشارع بلعيد بلقاسم في إطار تحسين شبكة التوزيع، حيث انتهت أشغال الربط لهذه القناة، حيث شملت الأشغال تحويل ثلاث توصيلات كمرحلة أولى إلى القناة الجديدة، مع إلغاء التوصيلات القديمة.
ووفقا لمديرية الري، فإن هذا المشروع يهدف للقضاء على التسربات المائية وتجديد الشبكات المهترئة وتحسين عملية توزيع المياه نحو المنطقة المستهدفة.
كما تعمل الجزائرية للمياه وحدة عنابة، على تعزيز التوزيع، من خلال تركيب مضختين جديدتين في محطة الضخ بوشارب، لتحسين تدفق المياه وإصلاح التسربات على قنوات مختلفة لتقليل الفاقد المياه وتوفير فرق تدخل متخصصة لمتابعة التوزيع وضمان استمراريته.
ورغم هذه الاضطرابات، تلتزم الجزائرية للمياه وحدة عنابة – حسبها - بضمان استمرارية التزويد بأسرع وقت ممكن، مع العمل على التقليل من الانقطاع وتحسين جودة الخدمة، في المقابل، هناك عدم رضا للساكنة على الخدمات المقدمة في مجال توزيع المياه، رغم المشاريع الضخمة التي تقوم بها الدولة في هذا الجانب.
وتشهد ولاية عنابة، نظام تزود يعتمد على مياه التحلية من محطة الدراوش لولاية الطارف، إضافة إلى قدرات التزود من مياه سدي ماكسة وسد الشافية والآبار الارتوازية، حيث تغطي عملية توزيع المياه جل بلديات الولاية ويتم تموين هذه البلديات بنظام توزيع 1/2 و 1/3، ما يضمن وصول المياه بشكل منتظم حسب الجزائرية للمياه، لكن التحدي المطروح، حسب المتابعين، يكمن في الأعطاب المتكررة المرتبطة بمحطات الضخم واهتراء الشبكات، ما يؤدي إلى انقطاع يدوم أياما متتالية تصل إلى أسبوعين في بعض المناطق، رغم توفر المياه من المصدر والقيام باستثمارات ضخمة، حيث تبقى حلقة التوزيع تشكل تحديا للمؤسسات المعنية. حسين دريدح