تدخلت مصالح الحماية المدنية لولاية برج بوعريريج، أمس، لإفراغ بركة مائية عميقة بقرية الدراوزة التابعة لبلدية حسناوة، في المدخل الشمالي للولاية، بعد أن تحولت إلى وجهة خطيرة للأطفال الباحثين عن مكان للسباحة، في عملية استباقية جنبت المنطقة من كارثة محتملة.
وتعود تفاصيل الواقعة، حسب ما أفادت به خلية الإعلام والاتصال للمديرية الولائية للحماية المدنية، إلى تشكل بركة مائية بعمق يناهز المترين، نتيجة لأشغال حفر بئر ارتوازي بالمنطقة المسماة قرية الدراوزة، بعد التساقط الغزير للأمطار خلال الأيام القليلة الأخيرة وقد لوحظ تردد عدد من أطفال القرية على المكان بهدف السباحة، غير مدركين للخطر المحدق الذي يتربص بهم في مياهها الراكدة والغامضة.
وفور تلقي البلاغ عن هذا الخطر الكامن، سارعت عناصر الوحدة الثانوية لمجانة، تحت الإشراف المباشر لقائد الوحدة، إلى عين المكان، حيث باشرت عملية امتصاص واسعة لمياه البركة باستعمال مضختين عائمتين متخصصتين وهي العملية التي تكللت بالنجاح في تجفيف المجمع المائي بشكل كامل وإزالة الخطر نهائيا عن أطفال المنطقة.
وعلى إثر هذه العملية الوقائية الناجحة، جددت مصالح الحماية المدنية نداءها العاجل والمستمر للأولياء، مؤكدة على ضرورة فرض رقابة صارمة على الأطفال وتوعيتهم بخطورة السباحة في المجمعات المائية العشوائية والبرك والسدود، كما شددت على أن هذه الأماكن التي قد تبدو مغرية للهو مع ارتفاع درجات الحرارة، تخفي في طياتها أخطارا مميتة كالأوحال، التيارات المائية المفاجئة، أو الأعماق غير المتوقعة، ما قد يحول لحظة مرح بريئة إلى مأساة حقيقية في ثوان.
ويأتي هذا التدخل ليؤكد على العمليات الاستباقية واليقظة الدائمة، بهدف حماية سلامة المواطنين والحفاظ على أرواحهم، خاصة فئة الأطفال الأكثر عرضة لمثل هذه الأخطار، خاصة وأن الولاية سبق وأن سجلت حوادث لغرق الأطفال وحتى الشبان في المجمعات المائية والسدود وإحصاء عشرات الحالات على مدار السنوات الفارطة، خاصة على مستوى سد عين زادة وكذا بالبرك المائية، حيث مازالت حادثة غرق ووفاة ثلاثة أطفال في بركة مائية كانت تستغل في تخزين المياه، بجوار ورشة أشغال انجاز مشروع سكني ببلدية العناصر عالقة في الأذهان، وكذلك حادثة غرق طفلين شقيقين يبلغان من العمر 14 و16 سنة، قبل حوالي ثلاث سنوات، داخل بركة مائية تشكلت بعد تساقط الأمطار، بمنطقة رأس الكاف ببلدية خليل، بينما حاولا السباحة داخل الحوض المائي العميق، الأمر الذي زاد من وعي المواطنين بالتبليغ عن مثل هذه الحالات خوفا من تكرار نفس الحادثة.
كما تجدر الإشارة، إلى تشكيل سلطات ولاية برج بوعريريج، للجنة خاصة لمتابعة و معاينة الأماكن الخطيرة، على غرار البرك والحفر والخنادق المملوءة بالمياه، التي عادة ما تتحول إلى أماكن يقصدها الأطفال من أجل السباحة والتي كانت سببا في أحزان عائلات فقدت أبناء في عمر الزهور، في حوادث الغرق بالسدود والمجمعات المائية.
وقد سبق وأن تم إطلاق عديد الحملات للتحسيس والتوعية لتفادي المخاطر التي تتزامن مع موسم الحر، من بينها حرائق الغابات واللدغ العقربي ومخاطر السباحة في البرك والمجمعات المائية غير المهيأة، مع تشكيل لجنة لمتابعة الوضع.
ع/بوعبدالله