وضعت مصالح ولاية برج بوعريريج، أمس الأول، ملف القطب الحضري الجديد المزمع إنجازه بمنطقة بومرقد، على طاولة النقاش، في اجتماع خصص للمصادقة على دراسة التهيئة لهذا القطب الذي يمتد على مساحة 276 هكتارا ويرتقب أن يكون موقعا لتوطين 20 ألف وحدة سكنية ومستشفى جديد بسعة 250 سريرا وقطب جامعي جديد، بالإضافة إلى مرافق رياضية وترفيهية وخدماتية في مختلف القطاعات.
وقالت مصالح الولاية في تقرير لها بعد الاجتماع، بأن هذا المشروع الطموح يمثل نقطة تحول محورية في مسار التنمية الشاملة التي تتبناها الولاية، تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى إرساء مدن ذكية ومتكاملة، تساهم في تحقيق نهضة عمرانية وتحسين الإطار المعيشي اليومي للمواطن.
ويمتد قطب بومرقد الحضري الجديد، حسب ما كشف عنه مدير التعمير والهندسة المعمارية والبناء خلال عرضه للمشروع، على مساحة شاسعة تبلغ 276 هكتارا ويتمتع بقدرة استيعابية هائلة تصل إلى 20 ألف وحدة سكنية على المدى المتوسط، حيث يجري توطين حوالي 6 آلاف مسكن في المرحلة الأولى ومن المنتظر أن تنطلق أشغال إنجازها في القريب العاجل، تتوزع بين مختلف الصيغ لتلبية احتياجات الشرائح الاجتماعية المتنوعة، حيث خصصت 4 آلاف سكن منها لصيغة «عدل 3»، إضافة إلى 700 مسكن بصيغة الإيجاري العمومي الاجتماعي.
وزيادة على هذا كشفت السلطات الولائية في تقريرها، أن التخطيط لهذا القطب لا يشمل المشاريع السكنية لوحدها، بل يمتد إلى رؤية متكاملة لتوفير كافة المرافق الضرورية التي تضمن جودة الحياة للساكنة، فهو يتوفر على منشآت تربوية من مختلف الأطوار ومرافق صحية حديثة وفضاءات رياضية وترفيهية، بالإضافة إلى هياكل أمنية لضمان سلامة المواطنين.
ولتعزيز مكانته كمركز تنموي شامل، تم اختيار الأرضيات اللازمة لإنجاز مشاريع مهيكلة ذات أولوية قصوى، من أبرزها، كلية الحقوق التي ستشكل قطبا جامعيا جديدا، يساهم في تعزيز مكانة الولاية كمركز إشعاع علمي وثقافي وتوفير فرص التعليم العالي لأبناء المنطقة، بالإضافة إلى اختيار الأرضية لإنجاز مستشفى بسعة 240 سريرا، الذي بقي معطلا لسنوات بسبب مشكل العقار، مشيرة إلى أن هذا المشروع بالذات سيعزز المنشآت الصحية بالولاية ويخفف الضغط على المؤسسات الاستشفائية القائمة ويقدم خدمات صحية متطورة للمواطنين.
وتأتي، مبادرة إنشاء الأقطاب الحضرية الجديدة في صلب الرؤية الوطنية الهادفة إلى فك الخناق عن المراكز الحضرية القائمة، واستيعاب التوسع الديموغرافي وتوفير إطار معيشي عصري ومستدام وهي مصممة حسب الدراسة المقدمة، لاستيعاب برامج سكنية ضخمة ومتنوعة، إلى جانب تجهيزات عمومية متكاملة تلبي احتياجات السكان في مختلف القطاعات، كما يتميز قطب بومرقد بوجود فضاء غابي طبيعي، تم تثمينه والحفاظ عليه بعناية فائقة، فهذا الفضاء الأخضر سيمثل متنفسا طبيعيا ورئة خضراء للساكنة على وجه الخصوص ولعاصمة الولاية بصفة عامة، ناهيك عما سيتدعم به من مناطق مخصصة للنزهة والترفيه والراحة.
وتم خلال الاجتماع المصادقة على التهيئة المقترحة لهذا القطب، وتوفير الحلول التقنية لتجسيده على أرض الواقع، بالإضافة إلى ضمان ربطه بمختلف الشبكات الضرورية من مياه، وكهرباء، وغاز واتصالات، مع الدعوة إلى التنسيق بين مختلف القطاعات لضمان التكامل والتناغم في إنجاز المشروع وتذليل كافة العقبات المحتملة، بما يضمن تسليم مدينة جديدة متكاملة وعصرية، إذ يعد هذا القطب الحضري، حسب ما تضمنه التقرير أكثر من مجرد مشروع سكني، بل رؤية مستقبلية لمدينة متكاملة، تضع رفاهية المواطن في صلب اهتماماتها، للمساهمة في النهضة العمرانية التي تشهدها الجزائر.
ع/بوعبدالله
