تعمل مديرية الري لولاية عنابة، على إعادة إطلاق مناقصة إنجاز محطة تصفية المياه الملوّثة، بالمدينة الجديدة ذراع الريش والمناطق المجاورة لها، بعد سنوات من الانتظار، حيث تعثرت إجراءات إسناد المشروع بسبب إعادة التقييم.
وحسب تصريح مديرة الري لولاية عنابة، بريكي جميلة، للنصر، فإن المشروع مسجل لدى اللجنة الوطنية للصفقات العمومية والمصالح الأخرى، تعذر إسناده لشركة الإنجاز وإتمام المناقصة، لعدم كفاية المبلغ المرصود، إذا وبعد إجراء المناقصة مرتين، خلصت النتيجة إلى عدم جدوتها، حيث يجري حاليا إعداد دفتر شروط جديد بعد إعادة التقييم، في حين بلغت القيمة المالية المرصودة للمشروع 5.5 ملايير دينار.
ووفقا للمصدر، فقد تم إعداد الدراسة وتعيين مكتب الدراسات الذي سيتابع عملية الإنجاز، حيث ستتربع المحطة على مساحة 10 هكتارات وتم اختيار أرضية إنجازها لتتوسط التجمعات السكنية الخمسة التابعة لدائرة برحال، من أجل جمع المياه القذرة لكل من بلدية برحال مركز، الكاليتوسة، ذراع الريش، واد العنب مركز والتريعات وكذا التقليل من نسبة التلوث على مستوى المحمية الطبيعية فزارة المصنفة عالميا ضمن اتفاقية رمسار.
واستنادا لمصادرنا، فقد تم الحصول على الترخيص من قبل اللجنة القطاعية، لإنجاز المشروع في أرضية ذات طابع فلاحي، حيث سبق لوزارة الفلاحة تقديم رأيها في الموضوع وإحالة الملف على اللجنة الوطنية.
ووفقا لذات المصادر، فإن مشروع محطة التصفية رصد له غلاف مالي من قبل الحكومة، في إطار البرنامج الاستعجالي، لإنهاء أزمة صرف المياه القذرة بذراع الريش التي تستقبل سنويا آلاف العائلات المستفيدة من السكنات في مختلف الصيغ، ما طرح إشكالية التحكم في نظام جمع مصبات مياه الصرف الصحي، لعدم تواجد المشاريع السكنية في موقع واحد، حيث وزعت على مساحة شاسعة وفقا لمخططات التهيئة والتعمير.
وفي سياق متصل، تجري حاليا أشغال إنجاز النظام الأولي لجمع مصبات مياه الصرف الصحي للمدينة الجديدة ذراع الريش، لحماية النظام البيئي بالمنطقة وكذا الأراضي الفلاحية الواقعة على ضفاف واد العنب من التلوث، حيث ما زال التدفق العشوائي للمياه القذرة نحو المصبات يشكل خطرا على البيئة بالمدينة.
ويشير المصدر، إلى تقسيم مشروع نظام جمع مياه الصرف الصحي بذراع الريش إلى 3 أجزاء، الأول يتعلق بإنجاز النظام الأولي لجمع المصبات والثاني يتمثل في تمديد نظام جمع مصبات الصحي لتوصيل ذراع الريش بمحطة الرفع الرئيسية والشطر الثالث للمشروع يتعلق بربط نظام الجمع بذراع الريش.
وعلى إثر المخاطر التي رفعها فلاحو وسكان المنطقة، تدخلت كل من وزارتي الموارد المائية وكذا البيئة وتم طرح الموضوع في جلسات الحكومة المخصصة لدراسة مشاكل المدن الجديدة للإفراج عن المشروع. وستكون محطة ذراع الريش الثانية بالولاية، بعد محطة لعلاليق التي تعمل على معالجة المياه القذرة وطرحها نقية في البحر، حيث أنجزت تنفيذا لاتفاقية برشلونة للحفاظ على البيئة، بهدف الحد من تلوث مياه البحر والحفاظ على الثروة السمكية ومحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه.
وحسب مصادرنا، فإن محطة لعلاليق استفادت من برنامج جديد لإعادة تأهيلها للرفع من قدراتها الإنتاجية وتحويل المياه التي كانت تطرح في البحر، لاستغلالها في المجال الصناعي والفلاحي، مع تواصل مشروع ربطها بمركب الحجار للحديد والصلب، لضمان تزويده بالمياه، بدل استغلال المياه الصالحة للشرب القادمة من سد الشافية.
من جهتها قامت وزارة الري، بوضع نظام تشخيصي لمحطات معالجة المياه القذرة على المستوى الوطني، تطبيقا لتوجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية. سين دريدح