من المنتظر أن يتم استلام غالبية صوامع الحبوب الجديدة بقسنطينة قبل موسم الحصاد المقبل، حيث بلغت نسبة الإنجاز مراحل متقدمة جدا، وهو ما من شأنه أن يدعم الطاقة الاستعابية لتخزين الحبوب بالولاية.
وأفاد مصدر مسؤول بمديرية التجهيزات العمومية بأن مشاريع إنجاز الصوامع الخاصة بتخزين الحبوب بالولاية، تعرف تقدما كبيرا في الأشغال ، حيث أن مشاريع إنجاز مخازن أحادية بكل من عين عبيد وبن باديس وعين سمارة قد قاربت بها الأشغال على الانتهاء وتجاوزت 90 بالمئة من نسبة الإنجاز، حيث من المنتظر استلامها في الأسابيع المقبلة كأقصى تقدير.
أما المخازن المزدوجة ذات الطاقة الاستيعابية بـ 100 ألف قنطار ويتعلق الأمر بمشاريع بلديات عين عبيد ابن زياد وزيغود يوسف، فتجري الأشغال بها على قدم وساق لاستلامها قبل موسم الحصاد المقبل ، باستثناء المخزن الخاص ببلدية زيغود يوسف الذي تعثر مقارنة بسابقيه بعد تم اختيار أرضية أخرى للمشروع، لكن المصدر، أكد بأن الأشغال تسير به بوتيرة عالية جدا، كما لفت محدثنا بأن المشروع سيسلم قبل الصيف.
وتابع محدثنا بأن الصومعة الواحدة تتسع لـ 50 ألف قنطار من الحبوب حيث يصل العدد الإجمالي إلى 450 ألف قنطار وهي طاقة جد معتبرة لاسيما وأنها تعد مخازن انتقالية لتحسين ظروف استقبال المحاصيل الفلاحية في ظروف ملائمة إذ ستختفي مشاهد الطوابير والانتظار أمام الديوان الوطني للحبوب، بما سيحفز الفلاحين على بذل مجهودات أكبر لمضاعفة الإنتاج والمردودية.
وأبرز محدثنا، أن مديرية التجهيزات العمومية رفعت التحدي من أجل تسليم المشاريع قبل انطلاق موسم الحصاد وهو ما سيتم، كما لفت إلى أن الوالي وكذا الأمين العام يعقدان اجتماعات دورية لمتابعة تقدم الأشغال، علما أن هذا المشروع يدخل ضمن مرحلة أولى تهدف إلى تعزيز قدرات التخزين استعدادا لموسم الحصاد.
وقد حددت آجال الأشغال بـ10 أشهر، باستثناء صومعة بلدية عين اسمارة التي خصص لها أجل أقصر بمدة ستة أشهر، فيما طالبت السلطات بتقليص الآجال إلى خمسة أشهر فقط، تماشيا مع الأولوية القصوى التي توليها الدولة لهذا النوع من المشاريع الحيوية، علما أن ولاية قسنطينة بجهتيها الشمالية والجنوبية تعد من بين أكبر الولايات على المستوى الوطني في إنتاج الحبوب الشتوية إذ تجاوز الإنتاج الموسم الماضي أزيد من مليون و500 ألف قنطار وقد وصل في مواسم ماضية إلى قرابة المليوني قنطار.
وسيمكن إنجاز الصوامع الجديدة من رفع الطاقة التخزينية للولاية من 1.75 مليون قنطار موزعة على 15 نقطة تخزين إلى 2.2 مليون قنطار، بما سيجنب الفلاحين عناء التنقل لمسافات طويلة أو الانتظار في طوابير طويلة مثلما كان يحدث في سنوات سابقة لاسيما في بلدية زيغود يوسف التي يضطر فيها المزارعون إلى قطع أكثر من 50 كيلومترا لتسليم محاصيلهم، حتى صار هذا المطلب أمرا ملحا بالنسبة للفلاحين وكذا المنتخبين لاسيما في المجلس الشعبي الولائي.
ويأتي تجسيد هذه المشاريع تطبيقا لقرارات رئيس الجمهورية الرامية لتعزيز الأمن الغذائي، حيث وجه تعليمات بالإسراع في إنهاء أشغال ما تبقى منها قبل موسم الحصاد لتعزز قدرات التخزين ضمن استراتيجية الأمن الغذائي الوطنية مع توسيع بنائها إلى بلديات أخرى معروفة بإنتاج الحبوب بشكل منتظم ووفير.
ويندرج هذا المسعى في إطار تجسيد البرنامج الوطني لتعزيز قدرات تخزين الحبوب الذي يهدف إلى إنجاز 350 مركزا جواريا للتخزين بسعة 50 ألف قنطار أي بسعة تخزين كلية تصل إلى 17.5 مليون قنطار وكذا إنجاز30 صومعة لتخزين الحبوب طويل المدى بطاقة استيعاب 250 ألف قنطار لكل وحدة تخزين، إضافة إلى رفع التجميد عن 16 صومعة كانت مجمدة منذ 2016.
لقمان/ق
