تكشف الدراسة الخاصة ببرنامج تزويد سكان ولاية قسنطينة بمياه الشرب من محطات تحلية مياه البحر أن بلديات الخروب وعين سمارة وابن زياد ومسعود بوجريو ستربط بمحطة التحلية في جيجل، بينما ستربط 8 بلديات أخرى من محطة التحلية بسكيكدة، حيث تتوقع السلطات المحلية أن تصل احتياجات قسنطينة إلى 435 ألف متر مكعب مستقبلا، في حين تأتي هذه العملية في إطار رفع قدرات التوزيع العادل وتوجيه مياه السدود لاستغلالها في دعم الإنتاج الفلاحي، كما تعمل مديرية الموارد المائية على اختيار الأرضيات لبناء أربعة خزانات مخصصة لشبكة مياه التحلية.
وعقد مساء أول أمس الخميس، والي قسنطينة، عبد الخالق صيّودة، اجتماعا تقنيا مع ممثلي الوكالة الوطنية لتحلية مياه البحر ومسؤولين بالوكالة الوطنية للتسيير المدمج للمياه ومسيري محطات تحلية مياه البحر لولايتي جيجل وسكيكدة، إلى جانب مديري الموارد المائية في ولايات جيجل وميلة وسكيكدة. وخصص الاجتماع لعرض دراسة تزويد ولاية قسنطينة بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من محطتي تحلية مياه البحر في ولايتي سكيكدة وجيجل لدعم قدرات التزويد بالمياه الشروب مستقبلا. وجاء في بيان نشرته مصالح الولاية على صفحتها الرسمية في شبكة «فيسبوك» أن والي قسنطينة اعتبر المشروع ذا بعد إستراتيجي، حيث أقره رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لفائدة سكان المناطق الواقعة على بعد 150 كيلومترا من عمق الساحل لرفع قدرات التوزيع العادل للمياه، مع توجيه مياه السدود لاستغلالها في دعم الإنتاج الفلاحي.
وقدم مكتب الدراسات المكلف بمتابعة العملية في الاجتماع عرضا يتضمن المرحلة الأولى من الدراسة من أجل ربط ولاية قسنطينة بمحطة تحلية مياه البحر لولاية جيجل بنسبة 40 بالمئة لفائدة بلديات الخروب وعين سمارة وابن زياد ومسعود بوجريو التي يتجاوز عدد سكانها مجتمعة 707 آلاف نسمة، بينما ستربط البلديات الثماني الأخرى بنسبة 60 بالمئة من محطة سكيكدة، وتتمثل في قسنطينة وحامة بوزيان وزيغود يوسف وديدوش مراد وعين عبيد وابن باديس وبني حميدان وأولاد رحمون التي يقترب عدد سكانها مجتمعة من 650 ألف نسمة مثلما جاء في العرض البصري المقدم خلال الاجتماع.
واستعرض ممثلو مكتب الدراسات مسارات الربط، حيث أكد الوالي بعد العرض على ضرورة مراعاة الولايات التي تشهد شحا في موارد المياه، على غرار السدود لتغطية احتياجاتها بالكميات المناسبة انطلاقا من محطات التحلية، بينما تقدر احتياجات ولاية قسنطينة في الوقت الحالي بحوالي 244 ألف متر مكعب، ويتوقع أن تصل إلى 435 مترا مكعبا في آفاق 2050، مثلما أورده البيان نفسه.
وأكد الوالي على ضرورة تكييف الدراسة بما يتوافق مع احتياجات الولاية الحقيقية من المياه، بينما أفاد مدير الموارد المائية أن العمل جارٍ في الوقت الحالي من أجل اختيار أرضية لتثبيت إنجاز خزاني مياه بحجم 25 ألف متر مكعب في التجمع السكني «الضريح» بماسينيسا وعلي منجلي، إذ يندرجان ضمن مخطط الربط بمحطة التحلية في جيجل، فضلا عن مشروعي خزانين بحجم 25 ألف متر مكعب و20 ألف متر مكعب في بلديتي زيغود يوسف وحامة بوزيان للربط بمحطة سكيكدة. وتضمن البيان أن وزارة الموارد المائية والأمن المائي ستوجه الميزانيات المخصصة للعملية للولايات السباقة من أجل استكمال الدراسة وتثبيت الأرضيات. وحضر الاجتماع ممثل رئيس المجلس الشعبي الولائي والأمين العام للولاية والوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية علي منجلي، إلى جانب رؤساء الدوائر ورؤساء البلديات ومدير الموارد المائية ومدير شركة المياه والتطهير لولاية قسنطينة «سياكو» وإطارات في الولاية.
ويأتي اجتماع والي قسنطينة حول برنامج التزويد من محطات تحلية مياه البحر بعد اجتماع سابق في المجلس الشعبي الولائي أواخر شهر أوت المنصرم، حيث ترأسه رئيس لجنة البيئة وحماية المحيط، نبيل بوطمينة، إلى جانب منتخبين من المجلس، والتقوا فيه بمسؤولي شركة المياه والتطهير لولاية قسنطينة «سياكو». وتطرق الحاضرون حينها إلى برنامج تزويد الولاية من محطتي تحلية مياه البحر في سكيكدة وجيجل، كما تحدثوا عن الدراسة التقنية لمعالجة مشكلة التكلس في شبكات توزيع المياه، خصوصا في بلديات حامة بوزيان وديدوش مراد وزيغود يوسف وغيرها من النقاط المتعلقة بالتسربات المائية والنقاط السوداء في الشبكة.
سامي .ح