أحيت أمس، السلطات العمومية بقسنطينة اليوم الوطني للإمام حيث أكّد المتدخلون على أنّ إقرار هذه المناسبة اعتراف من الدولة الجزائرية لدور المؤسسة الدينية والإمام في تأطير وتقويم المجتمع وحماية التماسك الاجتماعي، وليبقى الإمام سدا منيعا تنكسر أمامه كل المحاولات و المؤامرات، لكي يبقى الوطن شامخا، كذلك تم تكريم 47 إطارا من مختلف الرتب. واحتضنت دار الثقافة مالك حداد احتفالا بمناسبة اليوم الوطني للإمام حضر فعالياته الوالي، عبد الخالق صيودة، رفقة وفد من السلطات المدنية والأمنية وكذلك جمع من المنتمين لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، وقال رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية بالمديرية الولائية للقطاع، عبد الحكيم خلفاوي، إنّ إقرار رئيس الجمهورية يوم 15 سبتمبر من كل سنة للاحتفاء بالمؤسسة الدينية والإمام هو اعتراف من الدولة الجزائرية لدورها في تأطير، تقويم وقيادة المجتمع، بالإضافة إلى توجيهه وأيضا حماية التماسك الاجتماعي، بحيث تأتي هذه الفعالية تقديرا لهذه المجهودات التي يبذلها هذا القطاع بالموازاة مع قطاعات أخرى في تأطير الحياة المجتمعية.
من جهته ذكر مدير الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة، بلخير بوذراع، في كلمته الافتتاحية أنّ ترسيم هذا التاريخ المخلّد الذي يحمل طبعته الرابعة هو تقدير لهذه الفئة العاملة والمؤثرة في المجتمع الجزائري، مضيفا أنّ الإمام هو الرسالي الذي يحمل رسالتي الدين والوطن فيدافع من خلال درسه وخطبته عن المرجعية الدينية ومقومات هذا المجتمع عبر عصوره وكذلك يدافع عن الوطنية، بحيث يعتبر صمام أمان للبلد والمجتمع أمام مختلف التيارات الجارفة المتربصة داخليا وخارجيا، بحيث جاء هذا الاعتراف به ليبقى سدا منيعا تنكسر أمامه كل المحاولات والمؤامرات لكي يبقى الوطن شامخا وسيدا، مشيدا بجهود رئيس الجمهورية في تكريم الإمام والقوانين التي أصدرت لمرافقته وحمايته من كل محاولات التهديد أو المضايقات، فضلا عن مراجعة القانون الأساسي للمرسوم الرئاسي الذي راعى ظروف الإمام وما رافقه من امتيازات.
وقدّمت خلال المناسبة مداخلتين، جاءت الأولى بعنوان التماسك المجتمعي واللحمة الوطنية في ضوء القيم القرآنية ذكر في جانب منها الإمام، أحمد عبد الكريم، أنّ القرآن تضمّن أحكاما وسنّ تشريعات من شأنها أن توازن بين مطالب الروح والجسد وأن تحفظ للأمة كيانها وللمجتمع تماسكه، كما نوّه إلى أنّ الإسلام أبعد العصبية القبلية ولم يبق منها إلا الدائرة الأولى المتمثلة في الأسرة، كما لفت أنّ القرآن الكريم يوضح ركائز التعايش حتى ينشأ الإنسان سويا له ميزان وتصور في الحياة، وقال الإمام الأستاذ، منصف عون، في المداخلة الثانية إنّ للإمام دورا فاعلا في ترسيخ معاني ودلالات اللحمة الوطنية ومحكم التنزيل يتضمن قصصا يستشفّ بها معاني هذا الترسيخ حيث تطرق إلى بعض هذه القصص. وعرفت الفعالية تكريم 47 إطارا من قطاع الشؤون الدينية والأوقاف ينتمون إلى عدّة فئات ورتب، تتمثل في 5 أئمة متحصلين على شهادة الدكتوراه، 4 موظفين متقاعدين، أيضا 32 موظفا فاعلا و6 أئمة متطوعين.
إسلام. ق
