أحصت ولاية قسنطينة في نهاية موسم الحصاد لسنة 2025 تجميع ما يزيد عن مليون و800 ألف قنطار من الحبوب الشتوية رسميا، حيث تم تحقيق الأهداف المسطرة كما أن المنتوج المسجل يعد الأعلى منذ 5 مواسم.
وأفاد رئيس لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي عبد القادر مزياني في اتصال بالنصر، بأن موسم الحصاد المنقضي قبل أسابيع قليلة يعد ناجحا بامتياز، حيث تم إحصاء تجميع على مستوى ديوان الحبوب والبقول الجافة أزيد من مليون و800 ألف قنطار من الحبوب الشتوية، وهو رقم يعد الأعلى منذ خمس سنوات الأخيرة إذ تم تحقيق الأهداف المسطرة من طرف السلطات الولائية في هذا الموسم لاسيما بعد التساقطات المطرية المنتظمة، التي عرفتها الولاية خلافا للسنوات الماضية.
ولفت المتحدث، إلى استجابة عدد معتبر من الفلاحين لقرارات الدولة القاضية بدفع كل المحصول من الحبوب، غير أنه يحتمل وجود فئة لم تلتزم بالإقرارات وهو ما سيكون محل تحقيق من طرف لجنة ولائية ستقف على مختلف الوضعيات، لاسيما تلك التي لم تقدم محاصيلها في العام الماضي ومنحت لها فرص من طرف الوالي في هذا الموسم إذ سيتم تطبيق إجراءات قانونية في حقهم من طرف السلطات.
وأضاف رئيس لجنة الفلاحة، أن الكميات التي لم يتم دفعها قد تكون معتبرة في حال تم توجيه محاصيل إلى ما يعرف محليا «بالعولة» أو تخزينها كبذور وغيرها، مشيرا إلى أن اللجنة سيدة وهي من ستتخذ القرارات المناسبة، وأشار أيضا إلى تسجيل ارتفاع في المساحات المحترقة هذا الموسم من 162 هكتارا في العام الماضي إلى 207 العام الجاري وذلك بسبب الانتشار الكثيف للحشائش بمحيط الأراضي الزراعية نتيجة التساقطات المطرية التي ظلت مسجلة إلى غاية نهاية ماي وبداية جوان.
وتابع المصدر، أن مديرية الأشغال العمومية والبلديات قد بذلت مجهودات كبيرة لإزالتها لكن كثافتها حالت دون إنهاء هذه المشكلة نهائيا مقترحا أن تتم العملية مبكرا العام المقبل على أن تستمر حتى نهاية موسم الحصاد، كما نوه المتحدث، بإجراءات الوالي المتخذة في الوقاية من الحرائق والتوزيع الجيد لأعوان الحماية المدنية وإنجاز المراكز المتقدمة للتدخل السريع، فضلا عن توفير مختلف الإمكانيات المناسبة طيلة حملة الحصاد. ويعود نجاح الحصاد بالولاية حسب رئيس لجنة الفلاحة، إلى التساقطات المطرية المنتظمة بالولاية وتحسن الظروف المناخية الملائمة، فضلا عن احترافية المزارعين واستخدامهم لطرق حديثة في الحرث والبذر واستخدام الأدوية ومتابعة الدورة الزراعية وهو أمر أصبح بالولاية من العلامات المميزة لفلاحيها بما جعل الإنتاج في مجال الحبوب رائدا على المستوى الوطني رغم الصعوبات الميدانية التي تواجههم من حين لآخر.
و أبرز، السيد مزياني، أن مديرية الفلاحة وفرت كل الظروف المناسبة في حين تكفل بنك الفلاحة والتنمية الريفية بتسديد مستحقات المزارعين طيلة فترة الحصاد بشكل منتظم ودون أي احتجاجات تذكر، وفيما يتعلق بحملة الحرث والبذر، فقد ذكر المتحدث بأنها انطلقت مؤخرا بعد تساقط الأمطار في حين شرع الشباك الموحد في استقبال ملفات القرض الرفيق لتدعيم المزارعين في حين أن الهدف المسطر سيكون زراعة أزيد من 91 ألف هكتار من الحبوب على غرار السنوات الماضية على أمل أن تصل الولاية إلى مليوني قنطار من المحاصيل لاسيما بعد توفير وفتح صوامع تخزين وسيطة جديدة عبر مختلف البلديات والتي ساهمت بشكل كبير في التخفيف من مشكل الاكتظاظ والانتظار أمام صوامع ديوان الحبوب والبقول الجافة.وقد سجلت ولاية قسنطينة في السنوات الماضية، تراجعا في إنتاج الحبوب نتيجة تقلبات مناخية وتراجع التساقطات ما أثر في الكميات الموردة إلى الديوان، قبل أن يسجل تحسن ملحوظ في موسم 2024 ثم تقدم أكبر في موسم 2025 بعد انتظام سقوط الأمطار وتحسن الظروف المناخية وتحسين برامج المسار التقني من طرف المزارعين استجابة لتوجيهات الدولة من خلال الاعتماد على طرق حديثة في الحرث والبذر ومتابعة الدورة الزراعية، كما كان لفتح صوامع وسيطة وتدخلات المديرية والمجلس الشعبي الولائي وبنك الفلاحة والحماية المدنية دور محوري في تسيير عملية التجميع، فانعكس ذلك بارتفاع ملموس في الكميات المجمعة إلى أكثر من مليون و800 ألف قنطار وإعادة الولاية إلى موقع ريادي على المستوى الوطني.
لقمان/ق