منسوب سد بوحمدان بقالمة يقترب من 20 مليون متر مكعب
عاد منسوب سد بوحمدان الكبير بقالمة إلى الارتفاع من جديد بدعم من الأمطار المتساقطة على المنطقة مؤخرا، و اقترب منسوبه من 20 مليون متر مكعب، بعد موجة جفاف حادة كادت أن تأتي عليه بالكامل، بعد أن اقترب من أدنى منسوب له منذ 30 سنة تقريبا، و لم يبق فيه سوى 12 مليون متر مكعب من الحجم الإجمالي المقدر بنحو 200 مليون متر مكعب من المياه.
و قال المتتبعون لتطور أحد أهم السدود بالمنطقة، بأن الاحتياطي الحالي ربما يكفي لسد حاجيات الشرب حتى أواخر ديسمبر القادم، و إذا تواصل سقوط الأمطار خلال الأشهر القادمة فإن أزمة مياه الشرب التي كانت متوقعة قبل عدة أشهر لن تحدث.
و مر سد بوحمدان الذي يزود نصف سكان الولاية تقريبا، بمرحلة جفاف صعبة على مدى السنتين الماضيتين، و أدى الاستهلاك المكثف، بقطاعات الشرب و السقي، إلى حدوث نزيف حاد للمخزون، حتى وصل الأمر إلى حد العجز عن مواصلة برنامج سقي المحاصيل الزراعية الصيف الماضي، و لجأت ولاية قالمة إلى طلب المساعدة من سد الشارف الواقع بالمثلث الحدودي بين قالمة، أم البواقي و سوق أهراس.
و مازال الغموض يكتنف موسم السقي الجديد، حيث تشير التوقعات الراهنة إلى استحالة تسريح المخزون الضعيف لسد بوحمدان، لتغذية محيط السقي الشهير قالمة - بوشقوف المتربع على مساحة 10 آلاف هكتار، تعد من أجود الأراضي الزراعية المسقية بشرق البلاد.
و يبلغ حجم الاستهلاك السنوي من السد نحو 40 مليون متر مكعب من المياه، منها نحو 15 مليون متر مكعب للشرب و البقية للسقي، و الحجم الحالي قد لا يغطي حاجيات الشرب سنة أخرى، بسبب عامل التبخر الناجم عن الحرارة القوية التي تجتاح المنطقة كل صيف.
و مازال مشروع سد كدية حريشة، على وادي الشارف، يراوح مكانه منذ عدة سنوات، و كان قطاع الزراعة يعول عليه كثيرا لتخفيف الضغط عن سد بوحمدان.
و يعود تأخر المشروع إلى مشاكل تقنية و جيولوجية، حالت دون إيجاد الموقع المناسب لبناء حاجز السد، و قالت مصادر مهتمة بالمشروع، بأنه لا يستعبد تقليص حجم السد من 100 مليون متر مكعب إلى نحو 50 مليون متر مكعب، للوصول إلى الموقع المناسب لبناء الحاجز الأخير لتجميع المياه.
و يبقى مشكل التمويل أيضا يعيق المشروع، الذي أصبح ضروريا لتوفير احتياطي استراتيجي من مياه الشرب و السقي، لمواجهة موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة.
فريد.غ
