اعتبر مدرب اتحاد سيدي عمار وحيد عليم، النتائج المسجلة في الجولات الستة الأولى من الموسم الجاري، لبطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة، بمثابة مؤشر ميداني على النوايا الجادة في التنافس على التأشيرة المؤدية إلى قسم ما بين الجهات، والبصم على إنجاز تاريخي، لكنه أكد بالمقابل بأن المهمة ليست سهلة، وأن المنافسة في جهوي عنابة تحتفظ بالكثير من الخصوصيات.
عليم، وفي حوار خص به النصر، أشار إلى أن الاستقرار الذي يعيشه النادي على جميع الأصعدة، ساهم بشكل مباشر في توفير الجو المساعد على العمل، كما أوضح بأن مقومات النجاح متوفرة، إلا أنه ألح على ضرورة الاستثمار العقلاني في هذا الجانب، وتسيير المشوار خطوة بخطوة، سعيا لبلوغ الهدف المنشود.
*في البداية، ما تعليقكم على النتائج الإيجابية التي سجلها الفريق، خاصة وأنه يتربع على صدارة الترتيب؟
مما لا شك فيه، أن النتائج المسجلة تتماشى والهدف الذي سطرته اللجنة المسيرة، لأن اتحاد سيدي عمار، ورغم أنه عاد هذا الموسم إلى الجهوي الأول، إلا أنه يراهن على التنافس على تأشيرة الصعود، وكل المتتبعين لجهوي عنابة يصنفونه في خانة واحد من أبرز المرشحين للصعود، وذلك راجع إلى التركيبة البشرية، لأن تعدادنا يضم لاعبين غالبيتهم من أصحاب خبرة، ممن سبق لهم اللعب في مستويات أعلى، أمثال بوعزيزي، مراح، عماري وغيرهم، كما أن التحضيرات التي قمنا بها فتحت الباب على مصراعيه للحديث عن إمكانيات الفريق، وعليه يمكن القول بأن التواجد في الصدارة بعد مرور 6 جولات ليس بالمفاجأة، لأن تحقيق الفوز في 5 لقاءات، وتسجيل تعادل وحيد في بئر العاتر، يساير الحسابات الأولية التي كنا قد ضبطناها.
*نفهم من هذا الكلام بأنكم متفائلون بالقدرة على تجسيد حلم الصعود إلى قسم ما بين الجهات؟
التفاؤل في مثل هذه الوضعيات أمر حتمي وضروري، غير أننا نبقى مجبرين على التكثيف من العمل الميداني على أمل النجاح في إدراك الغاية المرجوة، لأن الطريق نحو منصة التتويج لن يكون مفروشا بالورود، والمشوار لا يزال طويلا وشاقا، وصاحب النفس الطويل، هو من سيتمكن من اقتطاع التذكرة المؤدية إلى قسم ما بين الجهات، على اعتبار أن الجولات الأولى من المنافسة، كشفت هوية فرق تراهن بدورها على ورقة الصعود، في صورة أمل بئر بوحوش وجيل طاشة، إضافة إلى أولمبي بومهرة وفرفوس بئر العاتر ووفاق تبسة، دون التقليل من قيمة وإمكانيات باقي الأندية، لأن جهوي عنابة له العديد من الخصوصيات، وطابع «الديربي» الذي يطغى على أغلب اللقاءات كفيل بقلب الموازين في أي منعرج، لذا فإننا نلح دوما على ضرورة محافظة المجموعة على تركيزها، وتجنب سقوط اللاعبين في فخ الثقة المفرطة في النفس والإمكانيات، لأن المشوار يكون بأخذ كل المقابلات بالجدية اللازمة.
*وما هي نظرتكم لباقي المشوار، و «السيناريو» الذي تتوقعونه لسباق الصعود؟
الأكيد أن البطولة مازالت لم تبح بعد بأسرارها، والوضعية الراهنة للترتيب ما هي سوى من مخلفات الغربلة الأولية، لأن الموسم لا يزال طويلا، والمعطيات قد تتغير من جولة لأخرى، ولو أن المؤكد أننا سنعمل على البقاء في الصدارة، بالسعي لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، تحسبا لمنعرجات ستكون حاسمة، وقد عايشنا مثل هذا «السيناريو» الموسم الماضي، لما وجدنا أنفسنا مجبرين على انتظار الجولة الختامية لترسيم الصعود إلى الجهوي الأول، لكن السباق لن يكون ثنائيا هذا الموسم، في ظل وجود العديد من الأندية التي تراهن على الارتقاء إلى المستوى الأعلى، ليبقى الاستقرار الذي يشهده اتحاد سيدي عمار من بين أهم الأسلحة التي تكفي للكشف عن النوايا في التنافس على تأشيرة الصعود، لأن المكتب المسير الحالي نجح في تحقيق الصعود مرتين متتاليتين، وعاد بالفريق من الشرفي إلى الجهوي الأول، كما أن المحافظة على النواة الأساسية للتعداد، وتدعيمها بلاعبين أصحاب خبرة زاد في تلاحم المجموعة، وذلك بتغطية النقائص التي كانت مسجلة، وبالمرة توفير الخيارات التي من شأنها أن تكون حاسمة في أهم المنعرجات، وعليه يمكن القول بأننا نتمسك بحظوظنا في الصعود إلى غاية آخر لحظة من الموسم. حاوره: ص/ فرطاس