لمعاينة الثـروة الحيوانية و التحسيس: بيطريّات يتحدّين كورونا بالخروج للعمل الميداني

يتواصل نشاط الطبيبات البيطريات لولاية تبسة، هذه الأيام، بتحدي وباء كورونا و الاستجابة لنداء الواجب، في زيارات ميدانية لمختلف مناطق الولاية، لمعاينة الثروة الحيوانية، زيادة على حملات تحسيسية للموالين و الفلاحين.
نشاطهن لم يتوقف للحظة، رغم الظروف الصحية الصعبة التي تمر بها البلاد، فمنذ ظهور أولى حالات كورونا على مستوى  الوطن و رغم اتخاذ الإجراءات الاحترازية من قبل السلطات العليا للبلاد، واصل الأطباء البياطرة بتبسة، الذين يشكل العنصر النسوي منهم أكثر من 60 بالمائة من عدد البياطرة على مستوى الولاية عملهم.
و رغم الأمراض المزمنة و المسؤولية العائلية، فإن البيطريات رفضن المكوث في البيت و التخلّي عن أداء واجبهن النبيل في الميدان خلال هذا الوضع الاستثنائي و ألححن على مواصلة عملهن بكل شجاعة، حيث يمارسن نشاطهن في الميدان مع عالم الماشية، من خلال مراقبة حملات التلقيح و تشخيص الأمراض الحيوانية و حماية الثروة الوطنية على مستوى مذابح اللحوم و الدواجن و المسمكات و القصابات، للحفاظ على الصحة العمومية.
و أكدت الطبيبات البيطريات للنصر، على أن عملهن يفرض عليهن الخروج إلى الميدان و ترك الخوف وراء ظهورهن لتلقيح رؤوس الماشية المنتشرة عبر تراب الولاية و التي يزيد عددها عن مليون رأس، سيما عمليات تلقيح المجترات الصغيرة التي لازالت متواصلة، لإنقاذها من الهلاك، فضلا على مشاركتهن مع زملائهن في العديد من حملات التطهير التطوعية على مستوى الولاية، على غرار باقي القطاعات.
كما تنتهز المعنيات فرصة تواجدهن بصفة دائمة في الميدان، من أجل تحذير المواطنين، خاصة على مستوى المناطق الريفية من خطورة داء كورونا و كيفية الوقاية منه، مستعملات وسائلهن الخاصة في كثير من الأحيان، خاصة و أن سكان الأرياف أغلبهم يجهلون خطورة هذا الوباء، مما يستدعي التحسيس و التوعية، في جو عائلي يملؤه الإصرار و التفاؤل لتجاوز الأزمة و زوال المرض قريبا.
و لم تستطع البيطريات إخفاء الصعوبات التي تعترض رسالتهن، سيما التوفيق بين العمل في هذه الظروف و رعاية الأبناء و الخوف عليهم من نقل العدوى و كذلك الصعوبة في التنقل إلى أرياف الولاية و المذابح في ظل توقف وسائل النقل و قلة حركة المرأة العاملة في هذه الظروف الاستثنائية، بحكم أن نشاط الطبيبة البيطرية لا يتوقف، فهو عمل دائم و مستمر.
ع.نصيب