إضراب اللاعبين.. حق أم مساس بأخلاق الرياضة ؟
صنعت الإضرابات التي قام بها مؤخرا، لاعبو عدة أندية محترفة الحدث، خاصة وأن حدة هذه الطريقة في الاحتجاج على عدم تلقي  المستحقات المالية لم تعهدها البطولة الجزائرية خلال السنوات الفارطة. وأصبحت الإضرابات ومقاطعة التدريبات وأحيانا حتى المباريات الرسمية شبيهة بالموضة، ومسّت عدة فرق ولو بدرجات متفاوتة ومعطيات مختلفة، على غرار جمعية عين مليلة ومولودية وهران واتحاد بلعباس وبدرجة أقل إتحاد بسكرة ووفاق سطيف واتحاد الجزائر ونصر حسين داي وأولمبي الشلف.
كما لم يكن حال أندية الرابطة المحترفة الثانية أفضل، حيث تعاني جلها من أزمات مادية خانقة، ووصل الأمر في بعضها إلى العجز عن توفير السيولة المادية لتأمين مصاريف التنقل لخوض مباراة رسمية على غرار ما حدث في سكيكدة أمس، أمام أمل بوسعادة حين وجه الرئيس قيطاري نداء استغاثة!
و وصف الكثير من المتتبعين، ما يحدث بالفضيحة الجديدة التي تضرب الاحتراف في الجزائر، متسائلين هل أصبحت طريقة النقابات والإدارات ناجعة لدرجة تقليدها من طرف لاعبي كرة القدم ؟ أما أنها جاءت لأغراض خفية تعود بالفائدة على أطراف معينة؟ فيما ذهب متابعون آخرين لحد وصف ممتهني رياضة كرة القدم بالجشع لأنهم يحصلون على أجور كبيرة وفق عقود عمل موثقة لدى الهيئات، التي استحدثت أجهزة وآليات للحفاظ على حقوق ذات الفئة، غير أن بعضهم يلجأ للتوقف عن العمل بحجة أن حقه مهضوم.وابتكر لاعبو كرة القدم في بطولتنا، طريقة جديدة للتهديد من أجل الحصول على مستحقاتهم المالية، وتشبه إلى حد بعيد إن لم تكن صورة طبق الأصل، ما يحدث في مختلف إدارات المؤسسات العمومية والخاصة، حيث عادة ما يطالب الموظفون والعمال بأموالهم عن طريق الإضراب عن العمل يدوم في العادة أياما، يأتي هذا في وقت لا يملك العامل في مؤسسة أي  طريقة أخرى، سوى الاحتجاج والإضراب لتهديد الإدارة بتلبية مطالبه المالية، فيما يختلف وضع اللاعبين، كونهم يحوزون عقود عمل احترافية، تمكنهم من الحصول على أموالهم في ظرف أشهر، ويكفي أن يضعوا ملف شكوى مرفوقا بوثائق تثبت عدم تلقيهم لأجورهم، على مكتب لجنة فض النزاعات على مستوى الرابطة المحترفة لكرة القدم من أجل استرداد حقهم.
ويبدو أن ممارسي الرياضة الأكثر شعبية في بلادنا، قد تأثروا بالعمال والموظفين، والذين بدورهم عادوا بقوة للقيام بإضرابات منذ بداية الحراك الشعبي، حيث ارتفع عدد المضربين في الآونة الأخيرة، حتى مست "الحمى"، الرياضيين وخاصة لاعبي كرة القدم.
وتفاجأ متتبعو البطولة من ظهور عناوين بالبنط العريض بمختلف الصحف أو عبر أشرطة بمختلف القنوات التلفزيونية، تشير إلى دخول لاعبي فريق ما في إضراب، فيما قاطع لاعبو فريق آخر إحدى المباريات، ليستنجد المدرب بلاعبي الأواسط.
 كثرة الحديث عن الإضرابات أصبح يشعر المتلقي، أنه يطلع على يوميات عمال مصنع أو مركب أو مؤسسة اقتصادية أو نظيرتها ذات الطابع التجارية، ولكنها للأسف أخبار رياضيةتخص لاعبي كرة القدم، وهو ما يؤكد الحالة التي وصلت إليها الكرة الجزائرية بعد عقد من ولوج عالم الاحتراف، بعيدا عن انجاز المنتخب الوطني المتوج بكأس أمم إفريقيا.
حاتم بن كحول

المقاطعة أثرت بشكل ضمني على نتائج مباريات
"أخلاقيات" الرياضة في خطر
كان إضراب لاعبي كرة القدم يشكل صداعا وكابوسا في السابق لكل رؤساء الأندية، حيث كان كل رئيس يتخوف من شن لاعبيه لإضراب، ما قد يتسبب في خسارة نقاط مهمة عند نهاية كل أسبوع، ولكن تغير الوضع حاليا، وأصبح بعض المسؤولين يعجبون بهذه الخرجات، بل يصرحون بأنهم لا يملكون حلولا، وبأن اللاعبين عمال ووجب أن يحصلوا على أجورهم، في رسالة توحي أن المسؤول يعلم بشأن الإضراب إن لم يكن سببا في قيامه، وذلك كوسيلة للضغط على نظرائه في المجالس المنتخبة أو الجهاز التنفيذي، من أجل الاستفادة من الأموال في شكل مساعدات أو تغذية مطالب إسناد فرقهم لشركات وطنية ترعاهم، على غرار بعض النوادي، التي تعيش اليوم بحبوحة بفضل أموال تلك المؤسسات.
وفي ردهم على مطالبة لاعبيهم بمستحقاتهم المالية العالقة وإضرابهم عن التدريبات، أصبح جل الرؤساء يردون بأنهم سيستقيلون من مناصبهم، وهي طريقة لدفع السلطات لمساعدة النادي المعني، حيث تحضرنا في هذا الشأن، خرجة رئيس جمعية عين مليلة، حين هدد بالاستقالة شأنه شأن رئيس أهلي البرج وكذا رؤساء فرق أخرى، لم تجد السيولة المالية الكافية من أجل ضخ الأموال في حسابات لاعبيها.
والغريب في هذه الظاهرة الدخيلة على الرياضة الجزائرية، هي أنها أصبحت أمرا عاديا بالنسبة للرؤساء والمدربين واللاعبين وحتى الأنصار، على غرار مساندة جماهير جمعية عين مليلة للاعبيهم، الذين يدخلون في إضراب بين الحين والآخر، كما حدث أيضا مع أنصار مولودية وهران، وهو ما يؤكد أن هذه الطريقة أصبحت تثير تعاطف كل المحيطين باللاعبين، حتى وإن كانت على حساب مصلحة الفريق، خاصة وأن بعض الأندية التي دخل لاعبوها في إضراب طيلة أيام الأسبوع، تلعب مواجهات حاسمة بعد ذلك.
هذا الوضع، أجبر متتبعين على دق ناقوس الخطر، خاصة بعد الانتشار اللافت لظاهرة إضراب اللاعبين، وتعويضهم بشبان الفريق الرديف في المباريات الرسمية، على غرار ما حدث في بعض مباريات الرابطة المحترفة الثانية، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام، خاصة وأن بعض الأندية تشارك في مباريات بالأساسيين على حساب مباريات أخرى، ما جعل البعض يشكك في النوايا الحقيقية للاعبين، ويذهب لحد اتهامهم باستلام أموال من طرف أندية، لأجل عدم مشاركتهم في مباريات مهمة.
حاتم - ب

حصيلة المشاركات الخارجية خير دليل
أموال كبيرة تصرف والأندية بعيدة عن التألق
كشفت مديرية مراقبة التسيير المالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أن ديون الأندية المحترفة بقسميها الأول والثاني قاربت ألف مليار منذ بداية الاحتراف سنة 2010، وقال قبل أسابيع، رضا عبدوش المسؤول الأول بذات الهيئة، إن جزءا من الديون، ترتب عن عدم دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي، مشيرا إلى أن كل الأندية المحترفة لا تدفع مستحقات الضرائب، معترفا بأنها تقدر بمبالغ خيالية، كما كشف أن رواتب لاعبي الأندية المحترفة تفوق 90 مليار سنتيم شهريا.
وقابل تلك الأجور الكبيرة والديون العالقة، إخفاق للأندية في مختلف المنافسات القارية التي نافست فيها هذا الموسم، بعد أن أقصيت أندية شباب قسنطينة ومولودية الجزائر وشبيبة الساورة في منافسة كأس العرب للأندية، ثم أندية اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل في منافسة رابطة أبطال إفريقيا ونادي بارادو في منافسة كأس الإتحاد الإفريقي، وهو ما يؤكد ضعف وتواضع بطولتنا.
حاتم - ب

الفاف ترد بقوة وتحذر
أصدرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قبل أيام، بيانا رسميا شديد اللهجة موجها لرؤساء ولاعبي أندية المحترف الأول والثاني، أكدت من خلاله هيئة زطشي، أن اللجوء للإضراب يجب أن يستند على الإجراءات الموجودة في قانون العمل 90/11، كما اعتبرت "الفاف" لجوء اللاعبين إلى الإضراب، فعلا غير قانوني، سيعرضهم مستقبلا  إلى عقوبات قاسية حسب البيان.
 وختم بيان الإتحاد الجزائري لكرة القدم، بأن اللاعب الذي يُريد الحصول على حقوقه المالية، عليه اللجوء للجنة المنازعات.
وارتأت الفاف الرد على المضربين ببيان، بعد استفحال ظاهرة الإضرابات بمختلف الأندية المحترفة ، كما كان الرد واضحا بعد مقاطعة أندية تنافس في الرابطة المحترفة الثانية، لبعض المباريات الرسمية وهو ما جعل الهيئة الأولى في كرة القدم ببلادنا، تدق ناقوس الخطر وتهدد بالضرب بيد من حديد، في حالة تكررت مقاطعة لاعبي أي نادي محترف للمباريات البطولة.
حاتم - ب

وعود برناوي سلاح ذو حدين
رعاية مؤسسات عمومية لأندية خلق «فتنة»
تسببت رعاية شركات وطنية لفرق معينة، في خلق "فتنة" وسط الأندية المحترفة، حيث أصبح كل نادي يطالب بشركة عمومية، تخرجه من أزمته المالية، حيث وبقراءة بسيطة في التصريحات، التي يطلقها اللاعبون والرؤساء والمشجعون، بشأن الصعوبات المادية التي يواجهونها، يتجلى لكل مدقق في معاني الكلمات أن السبب أو الغرض أو المغزى من وراء شن الإضراب، هو رغبة تلك الأطراف في الظفر بعقد رعاية شركة عمومية، حيث يتحدث مسؤولو جل الفرق، على ضرورة التوزيع العادل فيما يخص رعاية الشركات الوطنية، واصفين ظفر أندية دون غيرها بصفقات رعاية "بغير العادل"، كما أن سلسلة الإضرابات أصبحت تتكرر كثيرا منذ تولي شركات عمومية، مسؤولية تسيير بعض النوادي على غرار شباب بلوزداد وإتحاد العاصمة مؤخرا.
وما زاد من احتجاج بعض الرؤساء والجماهير وحتى اللاعبين، للظفر بعقد رعاية من طرف شركات عمومية، هو البحبوحة المالية التي تسير بها بعض الأندية على غرار شباب قسنطينة ومولودية الجزائر وشبيبة الساورة، حيث لم تعرف هذه النوادي أزمات مالية، ما جعل نتائجها مستقرة، حتى أنها تنهي كل موسم في ضمن كوكبة المقدمة.
ويعتبر رئيس الرابطة المحترفة الحالي عبد الكريم مدوار، من بين أول المطالبين بتطبيق "العدالة"، فيما يخص استفادة الأندية من عقود رعاية، وذلك منذ أن كان الناطق الرسمي لفريق جمعية الشلف، قبل أن يواصل ذات المسؤول مرافعته  لصالح الأندية، التي لم تستفد من رعاية شركات عمومية خلال تصريحاته، التي يطلقها إلى رجال الإعلام في كل مناسبة بصفته رئيسا للرابطة.
هذا، ووعد وزير الشباب والرياضة السابق رؤوف سليم برناوي، الأندية المحترفة الغاضبة بعقود سبونسور، تنال من خلالها أندية المحترف الثاني 10 مليار، فيما تحدث عن 15 مليار لأندية المحترف الأول، غير ان رحيله وعدم  تجسيد ما قاله ميدانيا، كاد يتسبب في مقاطعة جماعية للجولة 21 من المحترف الثاني قبل أيام فقط.
حاتم - ب

فرق سوناطراك في أريحية
شركات النوادي مفلسة وبارادو الاستثناء
تعيش جل الأندية الجزائرية أزمة مالية خانقة تهدد استقرارها وحتى وجودها على اعتبار أن غالبية الشركات التجارية للنوادي مفلسة، فيما تبقى الفرق التي ترعاها شركات وطنية أو بالأحرى فروع مجمع "سوناطراك" في أريحية، على غرار أندية شباب قسنطينة ومولودية الجزائر وشبيبة الساورة ، فيما كان نادي بارادو الاستثناء، حيث تمكنت إدارته من تسيير الجانب المادي خلال السنوات الأخيرة بحكمة، وتحقيق "الاكتفاء الذاتي"، بفضل سياسته في تكوين اللاعبين، وإعادة بيعهم لأندية خارج الجزائر، ما عاد بفائدة مالية كبيرة على "الباك".
وتتفاوت وضعية الأندية المحترفة بقسميها الأول والثاني، حيث عانى ناديا نصر حسين داي واتحاد العاصمة ماديا، واضطر لاعبيهما إلى المشاركة في المباريات دون تلقي رواتب عدة أشهر، لتنفرج أزمة أبناء سوسطارة، بعد ترسيم عقد رعاية مع شركة عمومية، فيما تبقى النصرية تعيش وضعية مالية ورياضية صعبة، قد تودي بها إلى السقوط للدرجة الثانية.
كما سبق للاعبي مولودية الجزائر الدخول في إضراب رفقة مدربهم السابق بيرنارد كازوني بسبب عدم استلام مستحقاتهم لعدة أشهر، لتتحسن الوضعية ويعود الاستقرار للنادي رغم تعاقب عدة إدارات على تسييره، أما فريق شباب بلوزداد، فقد تخلص من شبح الأزمات المالية وطوى صفحة الإضرابات، بعد ظفره بعقد رعاية من شركة "مدار"، وأصبح ينافس من أجل التتويج باللقب، بعد أن نافس السنة الماضية على ضمان البقاء.
وترتسم بشرق البلاد صورة قاتمة، حين يفتح المتتبع ملفات أزمات الأندية المادية، والتي كانت سببا في شن لاعبي فرق لإضرابات على غرار جمعية عين مليلة واتحاد بسكرة، في وقت يعاني الصاعد الجديد نجم مقرة ماليا وبدرجة أقل أهلي البرج ووفاق سطيف، الذي أعاد ترتيب بيته، فيما يبقى وضع فريق شباب قسنطينة الأفضل، رغم بعض التأخرات في صب الأجور بين الحين والآخر.
ولم يكن حال أندية الغرب أفضل من نظيرتيها في الشرق والوسط، حيث يعاني لاعبو اتحاد بلعباس من عدم تلقي مستحقاتهم لعدة أشهر، ما جعلهم يدخلون في إضرابات عدة مرات، يأتي هذا في وقت يقدم شبان هذا النادي عروضا قوية، مكنت الفريق من احتلال مراكز متقدمة، كما شن قبل أيام لاعبو اتحاد الشلف إضرابا من أجل المطالبة بمستحقاتهم، كما هو الحال مع فريق مولودية وهران، الذي يعيش ضائقة مالية منذ بداية الموسم، فيما يبدو وضع شبيبة الساورة المادي أفضل، كما أن هذا الفريق كان الوحيد الذي نال إشادة أعضاء مديرية مراقبة التسيير المالي للأندية، من حيث هيكله الإداري.
حاتم - ب

بعد تجاوز إشكالية تطبيق النصوص القانونية
تفعيل دور لجنة فض النزاعات اصطدم بـ«جهل» اللاعبين
لم تكن الإجراءات الإدارية التي اتخذتها الفاف، كافية لاحتواء المشاكل التي ما فتئت تطفو على السطح بين اللاعبين والأندية، لأن مشكل عدم تلقي الرواتب، مازال يلقي بظلاله على أجواء البطولة الوطنية، رغم مرور عشرية من الزمن على تجربة الاحتراف، والهيئات التي تم تنصيبها لم تقدر على إيجاد مخرج جدي لهذه القضية، إلى درجة أنها تحوّلت إلى «مخابر» للتجارب، بحثا عن دواء فعّال، مادامت القوانين التي تم سنّها تبقى في غالبيتها مجرد حبر على الورق، وتطبيقها على أرض الواقع يكون بمراعاة وضعية النوادي، على حساب الصرامة.
هذا الإشكال، بلغ الذروة بتفاقم ظاهرة دخول اللاعبين في إضراب للتعبير عن غضبهم، جراء عدم تلقي مستحقاتهم العالقة، والبيان الذي كان المكتب الفيدرالي قد أصدره مؤخرا، جاء ليؤكد وجود نصوص قانونية، لكنها تبقى خارج دائرة التطبيق، لأن الفاف كانت قد عمدت إلى تنصيب غرفة المنازعات، كخطوة أولى، لتحمل هذه الهيئة على كاهلها مسؤولية النظر في الشكاوى المطروحة، سواء من طرف اللاعبين أو الأندية، بشأن النزاعات المقترنة بالجانب المالي، لكن هذا الإطار القانوني، ظلت قراراته بعيدة عن التطبيق إلى غاية الموسم الماضي، سيما اجراءت المنع من الاستقدامات، والتي كان المكتب الفيدرالي يتعامل معها بليونة كبيرة تجاه الفرق، ولو أن انتخاب مدوار على رأس الرابطة المحترفة في جوان 2019، كان بمثابة المنعرج الحاسم في هذه القضية، لأنه لعب دورا كبيرا في «تفعيل» غرفة المنازعات، وتنفيذ قراراتها، لكن بتحديد عتبة من الديون الناتجة عن مستحقات اللاعبين، وربط ذلك بوضعية كل فريق لدى الغرفة الفيدرالية.
والملفت للانتباه في هذا الصدد، أن السواد الأعظم من اللاعبين الحائزين على عقود «الاحتراف»، يجهلون الدور الحقيقي لغرفة المنازعات، لأن إيداع نسخة من العقد المبرم مع النادي لدى الرابطة، يكفي لضمان حقوق وواجبات كل طرف، وهذا الاجراء عمدت الفاف إلى اتخاذه، في محاولة لوضع حد لظاهرة مقاطعة اللاعبين للمباريات الرسمية، والدخول في إضراب بسبب عدم تلقي المستحقات، رغم أن حقوق اللاعبين مضمونة قانونا، بوجود العقد على مستوى الرابطة المحترفة، وعليه فإن التشريح الفعلي للوضعية الراهنة، يكشف عن عدم بلوغ اللاعب «المحلي» درجة «الاحتراف»، في التفكير وتسيير مشواره الكروي.
وإذا كانت غرفة المنازعات، قد أصبحت بمثابة «العلبة السوداء» في تسيير المنظومة الكروية الوطنية، بقراراتها االتي تطفو على السطح بحدة في فترة انتقالات اللاعبين، مع تسجيل الكثير من الشكاوى المطروحة من طرف اللاعبين ضد الأندية، جراء عدم تلقي الرواتب الشهرية، فإن هذه الهيئة تسير وفق قوانين مضبوطة، عمدت الفاف إلى سنّها، من أبرزها نموذج «العقد الموحد» للاعب المحترف، والذي يضمن لكل طرف حقوقه وواجباته، مع وضع حد لحالة الفوضى التي كانت سائدة، بخصوص تسديد الرواتب والمستحقات، إضافة إلى النسخة الموحدة للقانون الداخلي الموحد بين اللاعب والنادي، والذي يتضمن 24 مادة، ويحدد جملة من المعايير والمقاييس المقترنة بمردود اللاعب، وانعكاساتها على الوضعية المادية وفق علاقة العمل التي تربطه بالنادي، مع ضبط سلم تقييم الاخطاء والهفوات المرتكبة في مشواره مع الفريق.
ص / فرطـــاس

لاعب مولودية العلمة عمار مباركي للنصر
الإضراب ليس حلا وقلما جلب منافع للاعبين
• تأسيس نقابة بعيد عن تفكير اللاعبين الحاليين
يرى المدافع مباركي عمار أن مقاطعة اللاعبين للتدريبات، في أندية الرابطتين الأولى والثانية، هي حركات احتجاجية يلجؤون إليها، من أجل الضغط على إدارات الفرق، لتسوية مستحقاتهم المالية المتأخرة، سواء المتعلقة بالأجور الشهرية أو منح المباريات.
واعترف قائد مولودية العلمة حوار للنصر، أنه لا يرى «الإضراب» خطوة ناجعة، بل بالعكس بسبب التأثير السلبي في التحضيرات، ينجر عنها في النهاية، تراجع النتائج في المباريات.
• ما رأيك في «الظاهرة» المتجددة في الإضراب عن التدريبات بسبب المستحقات؟
نعم، عرفت الكثير من الأندية في الموسم الجاري مقاطعة اللاعبين التدريبات وحتى المباريات الرسمية، احتجاجا منهم على التأخر في صرف المستحقات، وهي الظاهرة التي قلما كنا نشاهدها في السابق، لكنها تطورت بشكل ملحوظ هذا الموسم، بدليل أن بعض الفرق اعتمدت على صنف الآمال، في لعب المباريات الرسمية.
وأرى أن تصرف المقاطعة سلبي أكثر مما هو إيجابي، لكن اللاعبين يضطرون إلى هذه الخطوة، حتى يبلغوا المسؤولين عن الأندية بحقيقة المشاكل، والمصاعب التي يمرون بها.
• هل ترى أن خطوة الإضراب «ناجعة»، وتأتي بالحلول بالنسبة للاعبين؟
الإجابة ليست بالضرورة نعم، لأن بعض الفرق دخل لاعبوها في إضرابات عن التدريبات وحتى المباريات الرسمية، لكن من دون النجاح في تحقيق المطالب، وبالتالي فإن أرى الحل الأنسب لمثل هذه المشاكل وجود الثقة بين الإدارة واللاعبين، من خلال التواصل المستمر بين الطرفين طيلة الموسم.
• البعض يستغرب إضراب اللاعبين، رغم أن القوانين تحفظ مستحقاتهم وحقوقهم المالية، ما قولك؟
نعم، لكل لاعب الحق في تقديم شكوى ضد النادي في لجنة المنازعات، في حال عدم تلقي مستحقاته المالية كاملة، لكن المشكلة تكمن في رغبة اللاعبين تسوية الأجور عند نهاية كل شهر، لأن كل واحد فينا يعيل أكثر من عائلة واحدة، ومصدر رزقنا الوحيد ممارسة كرة القدم، وبالتالي فإن الإضراب، هو الضغط من أجل نيل المستحقات في الموعد المحدد.
• ما رأيك في القوانين الجديدة التي استحدثتها «الفاف» بمنع اللاعبين من الإضراب، وتهديد في نفس الوقت الأندية التي تعتمد على صنف الآمال في المباريات الرسمية؟
الاتحادية والرابطة مهمتهما إنجاح سير المنافسة، ولهما كامل الحق في استحداث القوانين واللوائح المناسبة، لكن من الضروري جدا، النظر في التأخر الكبير في تسوية المستحقات، لأنه توجد فرق لم تصرف الرواتب لمدة تفوق خمسة أشهر كاملة، ما يضطر اللاعبين اللجوء باستمرار إلى الخطوات الاحتجاجية.
• ألم تفكروا في استحداث نقابة للاعبين، تدافع عنكم اتجاه الأندية والهيئات الكروية؟
رغم أن جميع اللاعبين الناشطين في مختلف الفرق، يعتبرون أصدقاء فيما بينهم، لكن لم يفكر ولا واحد فيهم تشكيل نقابة معترف بها، وربما يعود ذلك لكون الفترة المهنية للاعب قصيرة جدا، مقارنة بالمهن والنشاطات الأخرى.
حاوره: أحمد خليل

مدرب اتحاد الحراش سليماني للنصر
الظاهرة خطر على أخلاقيات اللعبة ورافعت لسن قوانين ردعية
• إضرابات اللاعبين حددت نتائج بعض المباريات
اعتبر مدرب اتحاد الحراش سيد أحمد سليماني، الخرجات التي يقوم بها لاعبو بعض الفرق، خاصة في الرابطة المحترفة الثانية بشنهم للإضراب في عديد المناسبات بغير المقبولة، منوها في تصريحه للنصر بخرجة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، الذي استجاب لندائه السابق، والمتمثل في محاولة إيجاد حل للقضاء على هذه الظاهرة، التي حسبه قد تؤثر على أخلاقيات اللعبة، عندما قال:» كنت من أول المنددين بتفشي ظاهرة إضرابات اللاعبين، لأنني رأيت بأنها تؤثر بشكل أو بآخر على نتائج بعض المباريات، وقد تكون محددة لهوية الفرق الصاعدة أو التي تنافس من أجل ضمان البقاء، وهو ما جعلني أوجه رسالة لرئيس الفاف، وأشكره بالمناسبة على تدخله».
وأضاف سليماني:» فريقي اتحاد الحراش أكبر المتضررين من هذه الظاهرة، حيث عانينا كثيرا، وهل يعقل أن نواجه فرقا قوية تنافس على الصعود بالتشكيلة الأولى، سواء داخل أو خارج قواعدنا، في الوقت الذي نفس الأندية تشارك بالرديف، في مواجهات مع فرق تحتل معنا نفس الترتيب، وهنا أشيد كثيرا بلاعبي، الذين لم يشنوا أي حركة احتجاجية، رغم المشاكل التي يعانون منها من الناحية المادية».
وواصل مدرب الحراش كلامه، بالقول:» أعتقد بأن اللاعبين يتقاضون رواتب جيدة، فهناك من يحصل على 60 إلى 70 مليون سنتيم شهريا دون الحديث عن أجور «نجوم» الرابطة الأولى، وبعملية حسابية بسيطة فقط، تجد بأن راتب واحد يعادل عشر مرات أفضل من إطار في الدولة، وعليه يتوجب على اللاعبين تفادي مثل هذه الخرجات، إضافة لكونهم يملكون عقودا تحميهم، ويستطيعون الاستفادة من أموالهم عاجلا أم آجلا، وهو ما يجعل اللاعبين أمام حتمية التضحية نوعا ما».
وختم سليماني حديثه بالقول:» تطوير كرة القدم الجزائرية، لا يتم بهذه الطريقة، بل يجب علينا سن قوانين ردعية، في حق اللاعبين الذين يقومون بمثل هذه التصرفات، التي لها انعكاسات كبيرة وفي غالب الأحيان تكون مؤثرة على نتائج المباريات، وتفسد عملا نقوم به، حيث نحضر طيلة الأسبوع ونبذل مجهودات كبيرة، لكن كل ذلك يذهب في مهب الريح».
بورصاص.ر

رئيس جمعية عين مليلة شداد بن صيد للنصر
فريقنا أكبر ضحايا الإضرابات
اعترف رئيس جمعية عين مليلة شداد بن صيد، بوجود خلل على مستوى المنظومة الكروية، في ظل عدم تساوي موازين القوى لدى الأندية، مقرا في حديثه مع النصر، إلى أنه لم يجد رفقة بقية مسؤولي النادي من وسيلة من أجل مجابهة المشاكل المادية، التي تعاني منها لاصام، عندما قال:» أعتقد بأنه لا يوجد رئيس فريق في العالم، يتمنى أن يكون في نفس الموضع الذي نتواجد عليه، لأنه مثلما يقال « يحرجك من يطالب بحقه»، وأرى بأن مطالبة اللاعبين في وقت سابق، بأموالهم وشنهم حركة احتجاجية بمقاطعة التدريبات، أجبرنا على الاعتراف بنفاد صبرهم، خاصة وأنهم لم يتلقوا مستحقاتهم لمدة طويلة».
وأضاف محدثنا:» صحيح المطالبة بحقوق اللاعبين حق مشروع، لكن الجميع يعلم بأن كل عنصر لديه عقد يحميه، رغم عدم هروبنا من مسؤولياتنا، لكن صراحة ليس لدينا ما نقوم به، سيما وأننا صرفنا الكثير من أموالنا الخاصة، وأمام شح الإعانات وجدنا أنفسنا أمام حتمية التعامل مع الوضع، وأكثر من ذلك نجد صعوبات كبيرة في ضبط سفريات الفريق».
ولم يتوقف بن صيد عند هذا الحد، عندما قال:»نحن من بين الفرق التي تضررت كثيرا بفعل الإضراب، أين أثر بشكل كبير على تذبذب التحضيرات، أين دفعنا ثمنه غاليا، من خلال تراجع النتائج والإقصاء من منافسة الكأس، بدليل أننا بعد إجراء التربص بالعاصمة تمكنا من الفوز أمام مولودية الجزائر، قبل أن تتكسر الوتيرة بفعل مقاطعة التدريبات، أين تراجع أداء الفريق كثيرا، وهو خير دليل على مدى تأثير مثل هذه الخرجات، التي تجعل الفريق دائما هو الخاسر الأكبر، بعد تضييع الأهداف والنقاط، التي لا يمكننا تعويضها».
وختم رئيس لاصام تصريحاته بالقول:» أتمنى إيجاد حلول لمشكلة الإعانات، من خلال تخصيص قيمة مالية لكل الأندية والعمل على المساواة بين كل الفرق، وعلى الأقل منح إعانات على شكل «سبونسور»، تمكننا من تسيير الموسم بأريحية، لأنه شئنا أم أبينا، نحن أمام حتمية تسديد مستحقات اللاعبين نظير العمل الذي يقومون به».
بورصاص.ر

 

 

الرجوع إلى الأعلى