استطاع شباب متطوّع أن يخفّف من معاناة أطفال القمر، بفضل مبادرة استثنائية كسّرت الصورة النمطية للعمل الخيري، لارتكازه على نشاط بيئي اقتصادي، له منافع عديدة، يقوم على تخليص البيئة  من التلوث بالبلاستيك،  بجمع  أغطية القارورات تحت شعار «جامعي السعادة»، و بيعها لمؤسسات رسكلة البلاستيك، التي أكد مسيروها للنصر، مساهمة هذه العملية في بعث نشاطهم و إنعاش الاقتصاد الأخضر، و قد استفادت إحدى المؤسسات خلال الخمسة أشهر الفارطة، بفضل جمعية واحدة، من خمسة أطنان من الأغطية، ما وفر مبالغ مالية مكنت من تغطية تكاليف العلاج الباهظة، لعدد من أطفال القمر.

ملــف/ أسماء بوقرن

أكد متطوعون نجاح المبادرة و الاستجابة الواسعة للمواطنين، فيما ثمنها أولياء أطفال مصابين، خلال زيارة النصر لهم، و أكدوا بأنها ساهمت في رفع الغبن عنهم، و إنقاذ أبنائهم من شبح سرطان الجلد، الذي تسبب في موت ابنة أحدهم، و يهدد حالات أخرى، نتيجة عدم توفر المراهم اللازمة و وسائل الوقاية.     

بعد دعوات استغاثة دامت سنوات، من أجل التكفل بأطفال القمر، لبى مجموعة من الشباب النداء، و صنعوا الاستثناء في مختلف ربوع الوطن، حيث رفعوا شعار «ما ترميش البوشون، من أجل أطفال القمر نحافظوا على نظافة بلادنا و نفرحوا أولادنا»، و حقق النداء استجابة واسعة من متطوعين من مختلف الولايات أسسوا جمعيات، فتحت نافدة أمل لهذه الفئة، و رفعت الغبن عن ذويها، حيث أنشئت خصيصا لضمان تكفل أمثل لهم، خاصة و أن الكثير منهم ينتمون إلى عائلات معوزة، من خلال مبادرات استثنائية، ذات بعد إنساني اقتصادي بيئي، لا تركز نشاطها، كما هو معروف، على جمع المساعدات المالية، و إنما وجدت في  جمع أغطية القارورات البلاستيكية، ما يحقق دخلا ماديا.  
جمع الأغطية ..  مبادرة صديقة للبيئة.. منعشة للاقتصاد
لم ينتهج الشباب المتطوع استراتيجية البحث عن الدعم المادي و استمالة المحسنين، و إنما اختاروا مبادرة صديقة للبيئة، و منعشة للاقتصاد، فوضعوا مشروعا متكاملا قبل سنتين و نصف  له منافع كثيرة لا تعود على الأطفال القمر فحسب، و إنما تعود على المحيط بالدرجة الأولى، لمكافحة التلوث البلاستيكي، حيث تسمح بتخليص الطبيعة من الأغطية البلاستيكية، كما تعد مادة مهمة للتدوير و الرسكلة، ما جعل الجمعيات المعنية بهذه الفئة، تركز نشاطها على جمع الأغطية البلاستيكية، نظرا للطلب الكبير عليها من قبل محولي البلاستيك، لجودة، كما أكدوا، المادة المصنوعة منها.
وبخصوص اختيار جمع أغطية القارورات البلاستيكية بالذات، أوضحوا أن المادة المصنوعة منها الأغطية، مطلوبة بكثرة من طرف محولي البلاستيك، حيث يتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد منه بين 50 و 90 دينارا، و قالوا بأن مداخيل البيع يتم نقلها من محول البلاستيك مباشرة، إلى حساب الجمعية.
«دي زاد إكسبلور» تنشط عبر 44 ولاية
من بين هذه الجمعيات المتطوعة الناشطة بقوة ميدانيا، جمعية «دي زاد إكسبلور» لرسكلة الأغطية من أجل أطفال القمر، التي تنشط على مستوى 44 ولاية، و  مكنت من استقطاب عدد معتبر من المتطوعين ميدانيا، مستغلة الفضاء الأزرق في ذلك، حيث يتناقل المتطوعون، على نطاق واسع منشورات للتعريف بالمرض، و لدعوة نشطاء إلى المساهمة في المبادرة، و ذلك من خلال جمع أغطية القارورات البلاستيكية.

فتح نافذة أمل تحت اسم «جامعي السعادة»
 من بين المنشورات الفايسبوكية الأكثر تداولا، الداعية للانضمام إلى هذا النشاط الإنساني التضامني، المنشور التالي « توجد فئة من المرضى مهمشة بيننا، تعاني من حساسية شديدة من أشعة الشمس، و الضوء و الحرارة، و  من التهابات في العين تؤدي إلى  الإصابة بالسرطان، لهذا يحتاج المريض للكريمات الشمسية الواقية من الأشعة فوق البنفسجية، و التي تستعمل عدة مرات في اليوم، غير أن هذه الأخيرة أصبحت خلال السنتين الأخيرتين باهظة الثمن، حيث يتراوح سعر المرهم بين 3 و 6 آلاف دينار، حيث يستهلك المريض علبة واحدة كل أسبوع أو 15 يوما، كما يحتاج المصاب لمستلزمات أخرى، كالنظارات والقفازات و القبعات و الملابس الواقية و الفيتامينات و أجهزة التكييف، بمواصفات خاصة بالمرضى، وكلها غير متوفرة في الجزائر، وليست في متناول الأولياء بسبب غلائها».
و جاء في منشور آخر «هل تعلمون بأن  أغطية القارورات البلاستيكية التي ترمونها، بإمكانكم  التبرع بها للجمعيات الخيرية للمساهمة في شراء ملابس لأطفال القمر، ضعوا كيسا  أو قارورة في زاوية من البيت، أو في مكان العمل أو بالجامعة،  و ما عليكم إلا جمع هذه الأغطية داخلها، فهذا شيء بسيط في نظركم غير أنه قادر على إنقاذ حياة هؤلاء المرضى» ، مثل هذين المنشورين، أكد متطوعون أنهما ساهما بشكل غير متوقع، في استقطاب مشاركين في المبادرة و كذا تجار و موظفين و أصحاب وكالات سياحية.   
و يتم تداول منشورات مماثلة تحت هاشتاغ «جامعي السعادة»، و هو اسم يلقب المتطوعون به أنفسهم،  لأن غايتهم هي رسم الابتسامة على وجه البراءة وفتح نافذة أمل لها، إذ يعملون بجد و كد ، من أجل جمع عدد معتبر من الأغطية البلاستيكية، فحققوا مداخيل معتبرة، و غطوا احتياجات مئات الحالات، كحالة سيف الدين، و الأختين هدى و لينة، أبناء قسنطينة، الذين بعد طول معاناة من هذا المرض، و توقف عن العلاج لسنوات، يحظون اليوم بتكفل دوري من قبل هؤلاء النشطاء، و حتى محسنين من خارج الوطن، كما أكدوا للنصر.

* حسان زرمان
رزقت بثلاث بنات مصابات بهذا المرض و فقدت إحداهن بسببه
شاءت الأقدار أن يرزق السيد حسان زرمان، القاطن بحي سيساوي بقسنطينة، بخمس بنات، ثلاث منهن من شريحة أطفال القمر، معاناة والدهن لا يمكن وصفها، و قد بدأت عند ولادة ابنته الكبرى و بلوغها سنة من عمرها.
قال للنصر بأنها لم تكن تخضع لعلاج صارم و لباس واق، نظرا لغلاء العلاج و عدم توفره، ما تسبب في تعقد وضعها الصحي، و إصابتها بورم سرطاني في الجهة الخلفية لرأسها و هي في سن 11 سنة، لترحل عن  الدنيا بعد  تدهور حالتها، و ظلت كل من أختيها هدى و لينة تعانيان في صمت، لعدم توفر علاج لهذا المرض المستعصي.  
محدثنا  الذي يعاني من ظروف اجتماعية قاهرة، أوضح للنصر، بأنه لم يكن يعرف هذا المرض، قبل إصابة بناته به، و كان يعتقد بأن ظهور علامات النمش و الاحمرار في وجه ابنته البكر، من علامات الجمال كما يشاع في وسطه الاجتماعي، غير أنه لاحظ بأن وضعها تفاقم تدريجيا و بأن النمش أخذ في التوسع، كما كانت تعاني من مشكل في العينين، مضيفا بأنه لم يكن يجيد التعامل مع حالة ابنته البكر، لأنها تعد أول تجربة له مع هذا النوع من المرض، غير أنه بذل قصارى جهده لتوفير العلاج لها، لكن وضعه المادي حال دون ضمان تكفل أمثل، و كذلك عدم توفر وسائل الوقاية الخاصة بهم داخل الوطن، و حتى المتوفرة تباع بأسعار خيالية.
و تابع الأب بأن حالة ابنته تعقدت كثيرا، و أصيبت بالسرطان، فيما ظلت ابنتاه هدى و لينة  تعانيان في صمت، حيث حرمت هدى، 20 سنة، من الدراسة و هي في الرابعة متوسط، بسبب ظروفها الصحية، و دفعها شغفها بالعلم و المعرفة،  إلى متابعة دراستها عن بعد، و هي مقبلة هذه السنة على اجتياز شهادة البكالوريا، فيما تدرس أختها لينة، البالغة 16 عاما من عمرها، في الطور الابتدائي، و يجبرها وضعها الصحي على البقاء طيلة النهار داخل المدرسة، و لا تعود إلى المنزل إلا عند غروب الشمس، و تضطر الأختان إلى استعمال خمارين طويلين لتغطية كامل جسديهما و حماية نفسيهما من أشعة الشمس، عندما تضطران للخروج.
السيد حسان، أكد بأنه يحرص سنويا على تغيير النظارات الطبية لابنتيه ، و تكلف نظارات كل واحدة 9 آلاف دينار، إلى جانب تكاليف المراهم التي أصبحت تتكفل بتوفيرها جمعيات شبانية معروفة بجمع أغطية القارورات، و هي مبادرة يحرص الأب على المشاركة فيها، ليستفيد منها كل أطفال القمر ببلادنا.
* الفتاة هدى
أتمنى أن تصبح كل الفصول شتاء
 قالت ابنته المريضة هدى، ذات 20 سنة، بأنها تعيش حياة صعبة للغاية، لكونها محرومة من أبسط شروط الحياة، حيث لا تستطيع كغيرها من البنات، الخروج و الدراسة و التنزه، و تقضي كل وقتها بالبيت، مضيفة بأنها تسعد كثيرا بقدوم فصل الشتاء، و تهاطل المطر بغزارة، إذ يعتبر الجو المشمس بمثابة شبح ينغص حياتها، و تتمنى أن تكون كل فصول السنة شتاء، لتنعم بحرية التنقل، و لا تتعرض لأي مضاعفات صحية، و لا تحرم من الدراسة، التي أجبرت على تركها بعد أن أصبحت تعاني من مشكل في النظر.
و أضافت هدى بأنها تدرس حاليا بالمراسلة، و هي مقبلة هذه السنة على اجتياز البكالوريا، و تنتظر من «جامعي السعادة» أن يوفروا لها قفازات و نظارات طبية خاصة، لتتمكن من التنقل إلى مركز الامتحان، مثمنة ما تقوم به جمعيات جمع الأغطية البلاستيكية للفائدة أطفال القمر، من مبادرات خيرية، إذ توفر لهم بشكل دائم المراهم الوقائية و غيرها.
و تحلم هدى بالنجاح في دراستها،  و الحصول على معدل مشرف، يؤهلها لاختيار التخصص الذي تحلم به، و تشرف والدها الذي عانى كثيرا من أجل علاجها، بالرغم من وضعه الاجتماعي المزري، حيث تعيش العائلة في غرفة واحدة، لا تتوفر على ظروف العيش الكريم، و تتمنى البنتان، العيش في بيت لائق، لتنعمان بالراحة، إلى جانب أسرتهما، و بالأخص الأم التي تعبت كثيرا لضمان رعاية جيدة لهما. 

* والد الطفل سيف الدين لرنب
العمل الإنساني مكنني من العلاج بعد توقف طويل
استقبلنا السيد ياسين لرنب، بمنزله الكائن ببلدية ديدوش مراد، أين وقفنا على وضعية ابنه سيف الدين،18 عاما ، المصاب ب»مرض القمر» و اسمه الطبي « جفاف الجلد المصطبغ»، وجدنا الطفل يلعب رفقة إخوته بمدخل البيت، و كانت حالته الصحية مستقرة، غير أن آثار المرض بارزة على وجهه، حيث يواجه صعوبة في فتح عينيه، كما أن الاحمرار و الجروح تغطي كامل وجهه و رقبته و يديه، و رغم معاناته، إلا أن الابتسامة لم تفارق وجهه، حدثنا عن مرضه بصعوبة، نتيجة معاناته من مشكل في النطق، و كذا إعاقة ذهنية.
والدة الطفل سيف الدين، بدت متأثرة جدا بمرض ابنها، الذي ظهرت أعراضه عندما بلغ سنة واحدة من عمره ، و لم تكن تعتقد في البداية أن ابنها مصاب بمرض نادر، و كانت تظن بأنه يعاني من حساسية جلدية من الشمس،  باعتباره أبيض البشرة، لكنها لاحظت بأن وضع ابنها الصحي يتأزم، كلما تعرض لأشعة الشمس، مشيرة إلى أن أعراض الداء بدأت تظهر عندما كان في شهره التاسع، حيث ظهر احمرار و حساسية، ثم ظهرت عليه آثار النمش.
و تم تشخيص مرضه و هو في الثالثة من عمره، فلم تتقبل، كما قالت، إصابته في البداية، لصعوبة توفير شروط الوقاية و العلاج، خاصة و أنه يعاني من تأخر ذهني.
يعمل والد سيف الدين كعون أمن، و يتقاضى أجرة شهرية زهيدة، قال للنصر، لا تكفي لاقتناء مراهم وصفها مختصون لابنه، و عندما اشترى أخرى سعرها معقول، لم توفر له الحد الأدنى من الحماية، فاضطر للتوقف عن اقتناء مراهم الوقاية من أشعة الشمس و كذا قطرات لحماية العينين، و ذلك لمدة ثلاث سنوات كاملة، منذ كان في 11 عاما.
عاد الأمل لسيف الدين و أبويه، بفضل محسنين جزائريين مقيمين خارج الوطن، أرسلوا كميات معتبرة من مراهم الحماية «أكتينيكا» ، تكفي لتغطية علاج الطفل لمدة سنة كاملة، كما وفر شباب متطوع، في إطار مبادرة جمع أغطية القارورات البلاستيكية، مستلزمات طبية أخرى، و أعرب الأب عن امتنانه لأصحاب المبادرة، خاصة في ظل ندرة بعض المراهم و غلائها، و ضعف إمكانياته المادية، التي لا تكفي لضمان تكفل أمثل لابنه.
و أوضح السيد ياسين بأنه يخصص جزءا هاما من دخله لاكتراء سيارة أجرة تنقل ابنه يوميا من البيت إلى المدرسة و تعيده في المساء إلى البيت، فهو يدرس بقسم خاص بابتدائية الشيخ بوقال بديدوش مراد، تابع لمركز بيداغوجي خاص بالمعاقين ذهنيا، مؤكدا بأن هذا الموسم الدراسي يعد الأخير بالنسبة لابنه، نظرا  لبلوغه 18 سنة.
و قالت والدته التي تربطها صلة قرابة بزوجها، فهو ابن عمتها، بأن معاناتها تضاعفت عندما كبر ابنها، فقد أصبح يرفض ارتداء اللباس الواقي و وضع المراهم التي تقيه من أشعة الشمس، و تساعد على ترطيب بشرته، و كذا قطرات العين التي تمكنه من الإبصار و تنقص من انتفاخ عينيه، كما أنه أصبح يرفض البقاء في البيت، و يفضل اللهو و اللعب مع القطط و رعايتها، دون وضع غطاء الرأس الذي يقيه من الشمس، و هو ما يزيد من معاناته ليلا، حيث يصاب بحكة و  آلام حادة  و تقيحات في الوجه و الأطراف و الرقبة ، كما يصبح غير قادر حتى على فتح عينيه.
و أضافت المتحدثة بأن معاناة سيف الدين تزيد أكثر في فصل الربيع، و لم تتمكن من دمجه لممارسة نشاط رياضي، كما أنه يمنع من المشاركة في رحلات مدرسية بسبب وضعه الصحي المعقد.
* كهينة حجارة المنسقة الوطنية لجمعية « دي زاد اكبلور»
ساعدنا 200 حالة  و خلصنا البيئة من 80 طنا من البلاستيك

تعتبر كهينة حجارة، المنسقة الوطنية لجمعية «دي زاد اكسبلور» بالعاصمة، من الشابات اللائي وضعن اللبنة الأولى لهذه المبادرة، التي انطلقت بعدد صغير جدا من المتطوعين، لتصل إلى 280 متطوعا، موزعين عبر 44 ولاية، مشيرة إلى أن الفكرة مستلهمة من مبادرات أوروبية، و تم تبنيها و إنجاحها في ظرف سنتين و نصف، حيث تمكن أعضاء الجمعية من جمع 80 طنا من الأغطية البلاستيكية، و بالتالي تخليص البيئة من النفايات البلاستيكية، و توجيهها للرسكلة، للاستفادة من عائداتها المادية، التي مكنت من توفير مستلزمات طبية، خاصة المراهم و قطرات العيون لأطفال القمر، و كذا تسديد تكاليف فحوصاتهم الطبية، بالإضافة إلى تقديم إعانات غذائية، خاصة خلال جائحة كورونا، على 200 طفل من مختلف ولايات الوطن، و كذا توزيع هدايا عليهم.  
محدثتنا أوضحت بأن هناك نقاط تجميع، هي عبارة عن مستودعات تبرع بها محسنون، يتم وضع الأغطية البلاستيكية و فرزها حسب اللون داخلها، و عندما تصل الكمية إلى طن واحد،يتم بيعها لشركات تدوير البلاستيك، بأسعار تتراوح بين 50 و 90 دينارا.         
* مريم عتيق متطوعة بولاية قسنطينة
نجمع 200 كيلوغرام من الأغطية خلال 15 يوما
أكدت مريم عتيق، إطار في مؤسسة عمومية بقسنطينة، عضوة بجمعية جامعي السعادة « دي زاد إكسبلور»، مكلفة بالتنسيق عبر ولايات الشرق الجزائري، أن المبادرة لاقت تجاوبا منقطع النظير، حيث انضم إليها بقسنطينة 10 أعضاء بشكل دائم، إلى جانب متطوعين من مختلف الفئات العمرية، يقومون بعملية جمع و فرز الأغطية بمنازلهم و نقلها إلى نقاط التجميع، مشيرة إلى أنه تم تخصيص نقاط تجميع في كل من زواغي و الخروب و علي منجلي و وسط المدينة، و هي عبارة عن أكشاك و محلات و مقاه..  
و أوضحت المتحدثة بأن المبادرة حققت أهدافها، حيث يتم جمع ما قيمته 200 كيلو خلال 15 يوما، ما مكن من توفير ميزانية لا بأس بها، لتغطية احتياجات أطفال القمر القاطنين بولاية قسنطينة ، و عددهم 4 حالات، كما قالت، حيث يتم اقتناء الفيتامين «دي» و كذا الكريمات الواقية لهم، إلى جانب المساعدات الغذائية و المدرسية و كذا ألعاب، فيما لم يتم بعد بلوغ مرحلة استيراد الألبسة الواقية المخصصة لهذه الفئة، لتمكينهم من العيش بشكل طبيعي.              
* طه شطاط صاحب مؤسسة لرسكلة البلاستيك
المبادرة وفرت مناصب شغل و أنعشت الاقتصاد الأخضر

أعرب مسير مؤسسة الرسكلة  بعلي منجلي بقسنطينة، طه  شطاط، عن تثمينه للمبادرة التي مكنت من بعث الاقتصاد الأخضر، من خلال استغلال النفايات في إنعاش الصناعات البلاستيكية، و تخليص المحيط من كميات معتبرة من البلاستيك، كاشفا أنه تلقى خلال  الخمسة  أشهر الأخيرة، أي منذ شهر جويلية الفارط، ما مقداره 50 قنطارا  من الأغطية من جمعية «دي زاد اكسبلور» ، و بالتالي تم تخليص البيئة من 05 أطنان من البلاستيك.
و أضاف المتحدث بأنه يتعامل مع جمعية أطفال القمر، و يشتري منهم الأغطية البلاستيكية، ليحولها بعد رسكلتها، إلى  مادة أولية، يقوم ببيعها إلى مؤسسات مختصة في تحويل البلاستيك، لصناعة الصناديق البلاستيكية و الملاعق و الأكياس و كل ما هو مصنوع من هذه المادة، موضحا بأن هذه المبادرة مكنت من بعث  النشاط و توسيعه داخل مؤسسته، كما ساهمت في توفير مناصب شغل، مؤكدا بأنه يتعامل مع هذه الجمعيات بطريقة خاصة، حيث يقوم بشرائها بسعر خاص للمساهمة في هذا العمل الخيري، مشيرا إلى أن السعر يختلف، حسب نوعية الغطاء و مدى نقاوته.
و أوضح المتحدث، بأن المبادرة الإنسانية ساهمت في تخفيف عبء كبير على الشركة، من بينها عبء جمع الأغطية، حيث تقدم من قبل هذه الجمعيات بشكل منظم، حسب اللون، كما ساهمت في تخليص المحيط الذي يغرق في نحو 80 بالمئة من النفايات البلاستيكية، كما مكنت من غرس ثقافة بيئية لدى الأطفال، فهناك عائلات بأكملها تقوم بجمعها، بما فيها أطفال صغار، كما تمكن من بعث صناعة الأدوات البلاستيكية.

* الدكتور فؤاد بونصر مختص في الأمراض الجلدية
سرطان الجلد يصيب غير الملتزمين بالعلاج
شدد الدكتور فؤاد بونصر، مختص في الأمراض الجلدية في حديثه للنصر، على ضرورة التزام أطفال القمر بإجراءات الوقاية من أشعة الشمس، لخطورتها الكبيرة عليهم، مؤكدا بأن عدم تقيدهم بوضع الكريمات الواقية المضادة لأشعة الشمس، يؤدي حتما إلى إصابتهم بسرطان الجلد، و الذي يستدعي تكفل عاجل قبل انتشاره داخل جسم المريض، و يصبح علاجه صعبا، لهذا يحث أولياءهم بالالتزام بعلاجهم و متابعتهم طبيا.   
محدثنا قال بأن سعر هذه المراهم باهظ، إذ يقدر بـ 4 آلاف دينار، و يستهلك الطفل المصاب مرهما واحد خلال 15 يوما، ضف إلى ذلك تكاليف الألبسة الواقية، معربا عن أسفه لعدم توفرها على المستوى الوطني، مشيرا  إلى أنه سبق و أن وصف لمرضاه نوعا من القناع الواقي، يتجاوز سعره مليون سنتيم، فلم يتمكنوا من اقتنائه.
محدثنا أكد بأن هذه الفئة تحتاج إلى  مرافقة دائمة من قبل الأولياء، خاصة عند الذهاب و العودة من المدرسة، حيث يجدون صعوبة في الإبصار، و يفترض توفير نقل خاص لهم، مشيرا في السياق ذاته، بأن جل الحالات التي يتابعها، تنحدر من مناطق نائية، و هي مناطق معروفة بانتشار زواج الأقارب، و هناك حالات تابعها أصيبت بسرطان الجلد، نتيجة غياب العلاج و الوقاية.   
أ.ب

الرجوع إلى الأعلى