إقبال على - موضة - التدرب على تقنيات  العلاج بالطاقة

* ممارسات غريبة و غامضة أقرب إلى البوذية و الهندوسية تُعلم لشبابنا
تنتشر ببلادنا خلال السنوات الأخيرة، دورات   تدريبية   قصيرة، حول ما يعرف بتقنيات العلاج بالطاقة، مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 16 مليون سنتيم، و تستقطب هذه الدورات التي لا تشترط لمتابعتها مستوى تعليميا أو شهادة جامعية معينة، أعدادا كبيرة من المواطنين، خاصة النساء، و بمجرد الحصول على ديبلوم، يسارع «المتخرجون» إلى فتح «عيادة» أو تأجير قاعة بمركز تكوين، أو فندق، أو منتجع، لتطبيق هذا النوع من العلاج، على من يقصدونهم، خاصة من  يعانون من اضطرابات أو صدمات نفسية، فهذا النشاط أصبح مهنة و تجارة بالنسبة للكثيرين.

ملف: رميساء جبيل

في المقابل أكد نفسانيون للنصر، أن تقنيات هذا العلاج، لا تمت بصلة إلى علم النفس، و غير مصادق عليها من قبل منظمة الصحة العالمية، بل أصبحت بمثابة موضة العصر، في حين قال أطباء الأعصاب، إن هذه التقنيات لا تندرج ضمن العلوم الطبية، و تؤخر استشارة المرضى للطبيب و تناول الأدوية، فيما يرى علماء الشريعة، أن    بعض تقنيات ما يعرف بالعلاج بالطاقة، تتنافى تماما مع عقيدة التوحيد.
و اعترف بعض المشاركين في الدورات التدريبية، الذين التقت بهم النصر، أنهم فوجئوا بالطرق الغريبة و الغامضة التي يمارسها المدربون الذين يعرض بعضهم خدماتهم، عبر الفضاءات الافتراضية، و اعتبروها أقرب إلى الهندوسية و البوذية.  
جائحة كورونا روّجت للتدرب على تقنيات العلاج بالطاقة عن بعد
بعد رواجها الواسع بالبلدان العربية و الغربية، أدخلت تقنيات العلاج بالطاقة خلال السنوات الأخيرة إلى بلادنا، و أصبح الشباب الجزائري، خاصة الشابات و الفتيات، من مختلف ولايات الوطن، يقبلون على تعلمها من خلال التسجيل في دورات مجانية، و أخرى بمقابل مادي، تقدم بمراكز و أكاديميات التكوين و التدريب، أو في عيادات مختصين نفسانيين، و حتى في بعض الفنادق و المنتجعات السياحية و قاعات المحاضرات، في حين تقدم بعض الدورات عن بعد، عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تشكيل مجموعات مغلقة عبر فايسبوك و إنستغرام» و  «تيليغرام»، أو بإنشاء قاعات افتراضية، في كل من منصتي «كلاس روم» و «زوم «، و قد عرفت الدورات عن بعد، رواجا أكبر خلال جائحة كورونا.

ويمكن القول، إن أشهر تقنية لاقت رواجا كبيرا بين الجزائريين هي «الأكسس بارز «، إلى جانب كل من تقنيتي العلاج «ريكي» و « تيتاهيلنغ»، و تنتمي كل تقنية إلى مدرسة معينة، و يتم تطبيقها خلال جلسات على أساس أنها تساهم بشكل كبير في «تطهير الأجساد من الشوائب»، مع إمكانية أن يطبقها الشخص الذي خضع للتكوين و التدريب، على نفسه.
16 مليون سنتيم مقابل دورات مدتها ثلاثة أيام
من يريد الخضوع للعلاج بالطاقة، في عيادة أو قاعة، على يد ممارس، فليعلم بأنه عليه، أن يدفع مقابل كل جلسة علاج بين 2000 و 10000 دج، كما علمت النصر من المعنيين .
و بالنسبة لرسومات التسجيل في الدورات التدريبية، علمنا أنها تتراوح بين 20000 و  160000 مليون سنتيم .
و لاحظنا أن المشاركين في الدورات، انقسموا إلى مجموعتين، الأولى انتقدت الارتفاع الباهظ في رسومات و أسعار الدورات التدريبية و اعتبرتها «سرقة»، لأنها لا تستحق ذلك، حسبهم، و أعرب بعض أفراد المجموعة عن ندمهم الشديد لمشاركتهم في ما يعرف بدورات الوعي والطاقة، و اعتبروها مضيعة للمال و الوقت، قائلين إنهم لم يستفيدوا منها، خصوصا أنهم لا يحصلون من المشرفين على الدورات على إجابات عن تساؤلاتهم و استفساراتهم.
في حين اعتبر أفراد من المجموعة الثانية، الدورات تستحق المقابل المادي الباهظ، نظرا للفائدة التي تعود عليهم، مؤكدين أنهم مستعدين لدفع أي مبلغ مالي، من أجل «معرفة ذواتهم و الارتقاء بها»، على حد تعبيرهم، وأنهم غير نادمين على ما قدموه في سبيل النجاح، و اعتبروه استثمارا في أنفسهم، مضيفين أنهم استفادوا بشكل كبير من الدورات التي شاركوا بها، و أنهم أضحوا يجنون أضعاف ما دفعوه، بعد حصولهم على الشهادة التي تؤهلهم لتقديم دورات مماثلة و الإشراف على جلسات علاجية.
متدربات تعتبرن أنفسهن ضحايا تلاعب..
قالت إحدى المشاركات في دورة «الأكسس بارز» التي نظمت بمدينة سطيف، سنة 2019، إنها منزعجة من تلاعب المدربة بمضمون البرنامج، و إخفائها لكثير من المعلومات التي من المفروض أن يعرفها المشاركون قبل  التسجيل  في الدورة، ليقرروا المشاركة  أو الانسحاب .

و أوضحت المتحدثة أن المدربة لا تجيب على الأسئلة المتعلقة بالممارسات أو العبارات الغامضة المستعملة، و تقول للمشاركين إن نجاح التقنية، يتطلب استقبال الطاقة، و ألا يسمحوا للأفكار و الأسئلة أن تشوش عليهم تركيزهم.
و أضافت أنها بعد أن تواصلت مع سيدات من الجنوب، شاركن في دورات مع نفس المدربة، أخبرنها أنهن عندما طرحن عليها نفس التساؤلات، ردت أنها تتعلق بأمور غيبية، كالمناداة على «الأبعاد»، و لتقديم جلسات للآخرين، حسبها، يجب أولا أخذ البركة من الأب الروحي، مؤسس التقنية لاري دوغلاس، من خلال التسجيل بموقع إلكتروني معين، و إدخال المعلومات الشخصية.
و عن سؤالنا حول التقنية المستعملة في ذات الدورة، قالت المشاركة، إنها تنص على وضع اليد اليمنى على الجانب الأيمن من الرأس، و اليد اليسرى على الجانب الأيسر بالتوازي، و الضغط بالأصابع على مستوى 32 نقطة، موجودة على مستوى الرأس.
و تابعت أن المدربة كانت تؤكد لهم أن كل نقطة، من النقاط 32، تمثل مسارا طاقيا مرتبطا بمجال معين في الحياة، حيث  يتكون حقل  مغناطيسي  بمجرد     لمسها، و الشعور بذبذبات تحت الأصابع، من الجهتين،  و مع ترديد عبارة مبرمجة باللغة الإنجليزية، تبدأ المعتقدات القديمة و الجديدة المخزنة بالعقل الباطن، في الاندثار تدريجيا، من نقطة تكوينها، حيث تعتبر هذه المعتقدات، أفكارا معيقة لتجلي السلام و المال و الحب والشباب والصحة وغيرها، حسب المدربة.
أما في حال عدم الشعور بالاهتزاز في جهة معينة، تتم الاستعانة بـ"الأبعاد"، و ذلك بالمناداة عليها، بدءا من البعد 5 إلى غاية 13 ، لحذف الموروثات القديمة جدا، ثم المناداة على الأبعاد المتبقية، بدءا بالبعد الأول، وصولا إلى الرابع، لحذف الأفكار الجديدة، و هنا قالت المتحدثة بأن المدربة تقصد بـ"الأبعاد" عالم  الأرواح و الملائكة!.
و أضافت المتدربة ، أن المدربة تطلب منهم طرح أسئلة إلى الكون لفتح الاستقبال، و أخرى توجه إلى الجسد لمشاورته، و أخذ الإرشاد منه، حسبها، باعتباره يعرف كل شيء، فيرد الجسد بالقبول أو الرفض، من خلال إعطاء إشارة معينة، إما بالتقدم نحو الأمام، أو إلى الخلف، أو أي إيماءة أخرى، ناهيك عن نظام قالت إن اسمه « بيكيميكس» كأن نقول مثلا «يا بيكيميكس ما الذي ترغب به الآن؟!».
و أهم ركيزة لنجاح التقنية، كما أكدت المدربة للمتدربات خلال الدورة، هي عدم إطلاق الأحكام، لأنها تعيق و تعطل الاستقبال، دون التفريق بين أحكام الله و الأحكام الشخصية!

أما المتدربة «ت.ف»، فقالت للنصر، أنها انسحبت في اليوم الأول من دورة «الريكي» التي سجلت فيها، بسبب ما يتم تقديمه من معلومات مغلوطة، على غرار وجود ما يعرف بـ"الشاكرات" في الجسم و كيفية تنظيفها و تفعيلها لاستقبال الطاقة الكونية، و اعتبرتها مجرد خزعبلات، ليس لها أي مصداقية و تتنافى تماما مع مبادئ الدين الإسلامي. و أكدت في حديثها للنصر، أن مجال التدريب بريء مما يروج له من ممارسات و طقوس ديانات أخرى، تحت غطاء الدورات، فالتدريب عموما، هو إكساب مهارات معينة للمشاركين في مجال ما، عكس دورات الطاقة، التي لا تقدم أي مهارة للفرد، إضافة إلى أنها ليس لها أي مرجعية علمية.
و أضافت المتحدثة أن هذه الدورات تستغل نقاط ضعف الأشخاص و معاناتهم في مشاكل الحياة، و يدعي ممارسوها أنهم يقدمون حلولا للتحرر من الأعباء و الأزمات، و تبقى المرأة هي المستهدفة الأولى، لأنها تعاني من ضغوطات أكبر، حسبها، نتيجة أفكار و عادات المجتمع الجزائري، و شعورها بالتهميش، مقارنة بالرجل.
النصر تقف على مضمون بعض الدورات الطاقية
حاولت النصر الوقوف أكثر على هذه الأساليب والتقنيات المروج لها، من خلال المشاركة في دورات الوعي والطاقة المجانية، وحتى التي تتطلب مقابلا ماديا، كما تقمصت شخصية الزبونة المهتمة للاستفسار عن الأسعار و برامج باقي الدورات..
استخلصنا أثناء إجراء هذا الاستطلاع، أن الدورات التدريبية لا تكتفي بتعليم التقنيات، بل تعلم أيضا ما يعرف ب» تنظيفات « من خلال ترديد «توكيدات» و»عبارات»، تساعد، على حد قول المدربات، على «تنظيف العقل الباطن من البرمجيات و الموروثات السلبية المعيقة، بنسفها وتدميرها من كل زمان ومكان و بعد و واقع»، حيث تعمل الكلمات التي يتم ترديدها، حسبهن،على حذف الملفات الماضية العالقة بالإنسان، منذ كان في بطن أمه، و يروجون فيها بطريقة غير مباشرة، لا يتنبه إليه الكثيرون، إلى ما يعرف ب»تناسخ الأرواح» و مفاده أن الروح خالدة لا تموت و هي تنتقل من شخص لآخر، حيث تطلب المدربات من المشاركات تكرار عبارة « أنا كائن خالد لا محدود و لا نهائي!».
كما تنظمن «جلسات تأمل» ، يتم فيها، حسبهن، تحرير الإنسان من كل ما يحول بينه وبين التقدم والنجاح في كل مجالات حياته، حسب المدربة، و يذكر أن المدربة طلبت من المشاركين، القيام بجلسة تأمل في ليلة اكتمال القمر، قائلة إنها مفيدة من أجل تنظيف الجسد و إعادة شحنه من جديد، إلى جانب بعض الممارسات الأخرى المتعلقة بتنظيف المرايا من الطاقات السلبية العالقة بها، باستعمال الملح و الخل، مع ترديد بعض العبارات ل»برمجة المرآة من جديد لتتماشى مع نسخة الشخص الجديدة»، و لا يمكن، أن نعتبر كل ذلك ممارسات ذات أبعاد علمية موضوعية، بل تربط تلقائيا بالشعوذة و السحر.
كما يقوم، بعض المدربين في دورة التحقنا بها، إلى إعطاء المشاركين صورا لرموز كونية، أشهرها  الرمز الكوني المعروف ب « سري ينترا «، من أجل تعليقه على الحائط، أو وضعه كخلفية للهاتف، أو الحاسوب، على أساس أنه جالب للخيرات و الأرزاق و يساعد في تحقيق النجاحات، و بعد بحثنا عن معنى الرمز، تبين أنه يمثل « إلهة الجمال» عند الهندوسيين!

جدير بالذكر أن صفحات على مواقع التواصل» فايسبوك» و « أنستغرام»، تبيع هذه الرموز على شكل  قلادات و أساور، و لكل منها رمز معنى وغاية، و المؤكد أن هذه التجارة تدر على ممارسيها الكثير من الأموال من جيوب المغفلات.
و قالت لنا المدربة في ذات الدورة، أن الإنسان يملك عدة أجسام، و بعد اطلاعنا  على آراء بعض المدربين الآخرين، تبين لنا أنهم يختلفون حول عددها، و يرجح أن الأمر يعود إلى اختلاف المدراس، لكنهم يشتركون جميعا في « الجسد المادي و المشاعري و الفكري و الأثيري».
 هذا الأخير هو أهمها، حسبها، إذ يعتبر بوابة استقبال الطاقة الكونية التي تنتقل من خلاله إلى باقي الأجسام! حيث يؤكد المدربون أن الجسد  يملك 7 مراكز طاقية، تعرف ب « الشاكرات «، و للارتقاء بالأجساد يجب أولا تنظيف نقاط الطاقة بالجسد، من خلال جلسات تأمل مستمرة للتحرر الكلي من الموروثات، إلى جانب الاستعانة بالأحجار الطاقية التي تعتبر أساسية لتسريع و تقوية العملية، كما يروجون.
و صادفنا في إعلانات عبر بعض الصفحات بمواقع التواصل، عروضا لبيع ما يعرف بالأحجار الطاقية، التي تساعد، حسب المروجين لها، في الفضاء الافتراضي، و خلال الدورات التدريبية، في «الحفاظ على التنفس الإيقاعي، مع ضمان مرور الطاقة الكونية للإنسان، أثناء جلسة التأمل، لتحفظ  نظام الشاكرات و نمط التدفق الطاقي في الجسد».

جدير بالذكر أن المدربين، يدعون إلى «طرح أسئلة على الكون، لأنها تفتح لقائلها فرصا و احتمالات لا محدودة وتجعل منه، كائنا لا محدودا، من شأنه أن يصنع الواقع الذي يريده في الحياة، مع المواظبة على تقديم الامتنان للكون الذي هو مصدر كل شيء»، كما يقولون، متجاهلين خالق الإنسان و الكون، و تعاليم الدين الإسلامي، و ما ينص عليه العلم و المنطق.
* الأخصائية النفسانية و مدربة «الأكسس بارز» ن.م
هذا هو سر تفوّق روسيا و أمريكا و سيطرتهما على العالم!..
توجد بقسنطينة و مختلف ولايات الوطن، العديد من الأخصائيات النفسانيات اللائي تدربن على العلاج بالطاقة، و أصبحن يدربن و ينظمن جلسات في عياداتهن، من بينهن ن.م، الأخصائية النفسانية و المدربة على تقنية الأكسس بارز، حيث قالت للنصر أن أسعار بعض دورات الطاقة مثل « الأكسس « و  «الريكي « و «تيتاهيلنغ « محددة من طرف المدرسة الأم، التي هي منبع التقنية، و فكل تقنية تنتمي إلى مدرسة معينة، و الأسعار مدروسة بشكل جيد، حسبها لتتناسب مع الدخل الفردي للأشخاص في كل أنحاء العالم، مشيرة إلى أن السعر في فرنسا يقدر بحوالي 60000 دج، أما في الجزائر، فيقدر ب 38000 دج لأنها مصنفة في خانة الدول النامية.
و أضافت المدربة أن جذور التقنيات تمتد إلى أقوى قطبين في العالم، هما روسيا وأمريكا، و ترى أن السبب الرئيسي لسيطرة هذين البلدين على العالم، هو معرفتهما لأسرار هذه التقنيات، و تمكنهما منها و استغلالها بشكل جيد، ما أتاح لهما، حسبها، معرفة ما وراء الكون، و قدمت كمثال مؤسسة «ميتافيرس».
و قالت للنصر، أنها تنصح الجميع بالتعرف على العلوم الطاقية، لما لها من أثر كبير في تغيير الإنسان لحياته، و عن تجربتها الخاصة، قالت بأنها بعد أن تقوم بعملية تنظيف باستخدام تقنية « التيتاهيلنغ «، تشعر براحة نفسية كبيرة و تيسير في أمورها، لدرجة تجلي رغباتها على أرض الواقع بكل سهولة، دون أدنى جهد يذكر.
و أضافت أن تقنية «الأكسس بارز»  تتطلب لمس نقاط في الجسد للحصول على مفعولها، عكس تقنيتي « الريكي « و « التيتاهيلنغ «، اللتين تمكنان من علاج الشخص عن بعد، لإيمان الممارسين أن الطاقة ليست محدودة بمكان و زمان معينين.
و ردت على من قالوا إنهم لم يتوصلوا إلى أي نتيجة من التقنيات، بأن هذه الفئة تأتي للدورة بوعي الضحية، و تنتظر من المدرب أن ينقذها و يحررها من صدماتها، دون الأخذ بباقي أسباب النجاح و السعي إليها.
و ترى المدربة أن علوم الطاقة، مجالا واسعا جدا، يجب التعامل معه بحكمة، و لم تنف المتحدثة أن التقنيات تتضمن بعض الممارسات المنافية لعقيدة التوحيد، و تعرف الكثيرين ممن أضاعوا دينهم، و لم يعد لهم أي دين، على حد تعبيرها، و لهذا على المرء أن ينتبه و يأخذ ما يناسبه و ما يتماشى مع دينه، و يترك ما لا يناسبه، مؤكدة أنها لا تتبنى كل الأفكار التي قدمت لها، على غرار  مقولة «الكون هو المعطي» بل تؤمن أن الله هو مصدر كل شيء.
* الأخصائية النفسانية وفاء بن الشيخ الحسين
تقنيات العلاج بالطاقة لا تندرج ضمن تخصص علم النفس
قالت الأخصائية النفسانية وفاء بن الشيخ الحسين للنصر، أن تقنيات «الأكسس» و «الريكي» و «التيتاهيلنغ» و غيرها من تقنيات العلاج بالطاقة، لا تندرج ضمن علاجات علم النفس، و غير مصادق عليها من طرف المنظمات العالمية، و أكبر الجامعات، فهذه الأخيرة لا تعترف بوجودها و تعتبرها علوم ميتافيزيقية،  تدرس « الماورائيات»، حيث لايمكن قياسها أو إخضاع فرضياتها، للتجريب.
و أكدت المتحدثة أن علاجات الطاقة، تندرج في إطار الطب التقليدي البديل، و ترجع أصولها إلى حضارات و ديانات أخرى، و تستخدم من أجل الحصول على الاسترخاء فقط، و تخفيف الضغط بشكل مؤقت، ولا تصلح لمعالجة الاضطرابات النفسية و العقلية، مثل الحالات الاكتئابية و الاضطراب القهري.

* الأخصائي النفساني كمال بن عميرة
موضة العصر!
قال الأخصائي النفساني كمال بن عميرة، أن الجزائريين يفضلون متابعة دورات علوم الطاقة و حضور جلسات المدربين، بدل التوجه إلى أخصائي نفساني متكون يحمل خبرة سنوات، لأن مثل هذه الدورات أضحت موضة العصر، و يعتقدون أكثر فائدة من غيرها، بحكم أن ممارسيها أصبحوا معروفين و مشهورين،  و أضاف أن الوعي الجمعي لدى المجتمع الجزائري يجعل المواطن يرفض الذهاب إلى أخصائي نفساني،  و يعتبر ذلك عارا و إهانة للذات.
و أوضح المتحدث أن علم النفس يقوم على جملة من الأساليب التشخيصية لحالة المريض، على سبيل المثال الاختبارات الإسقاطية، التي يتم من خلالها تحديد مكان الإصابة بدقة، مع معرفة أسبابها و خلفياتها، و من ثم اختيار العلاج المناسب للحالة، و عرضه على المشخص، ثم استشارته حول نوع العلاج الذي يريد أن يطبق عليه، و هذا ما لا نجده في الدورات المروج لها.
* الأخصائي في طب الأعصاب العايش باتشو
هذه التقنيات من شأنها أن تؤثر سلبا على المريض..
قال الأخصائي في طب الأعصاب الدكتور العايش باتشو للنصر، أن اللجوء إلى مثل هذه التقنيات و الأساليب في معالجة الأمراض، خطر على صحة المريض، لأنها تؤدي إلى تشتيته وعدم متابعته للعلاج المناسب.
و أكد الأخصائي أن مختلف تقنيات العلاج بالطاقة، تندرج ضمن الطب التقليدي البديل،  حيث تعتمد بعض الأساليب على إعادة تنبيه العصب المضطرب، من خلال الضغط على نقاط معينة بالجسم، فيشعر المصاب بالراحة، كون الألم قد زال، فيعتقد حينها أنه شفي تماما، فيتوقف عن زيارة الطبيب، لكن في الحقيقة أن ذلك الشعور، هو مجرد إحساس مؤقت، ثم يعود المرض للظهور من جديد، لأن السبب الرئيسي للمرض لم يعالج.
و أضاف المتحدث أن «الطب الحديث لا مكان فيه للتكهن، فلتشخيص حالة المريض، يتم إخضاعه إلى جملة من التحاليل و الأشعة، التي تظهر موضع الإصابة مباشرة، حتى نستطيع الوقوف بشكل دقيق على ما يعاني منه المصاب، بعد ذلك فقط، نحدد العلاج الواجب أخذه واتباعه، من طرف المريض».  
و أكد من جهة أخرى، أن تقنيات العلاج بالطاقة، غير معترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية، فرغم بعض الأبحاث التي تجرى حولها، إلا أنه لم يتم التوصل بعد إلى اعتمادها، كون هذه الأساليب، تتحدث عن أمور غير مرئية، لا ترى بالعين المجردة، و لا يمكن حتى الكشف عنها، بالاختبارات العلمية المختلفة.
و يرى الطبيب أنه من الممكن أن تكون علوم الطاقة مفيدة في علاج المصابين باضطرابات نفسية، من خلال تحفيزهم على المقاومة و التغلب على المرض، لكنها لوحدها، لا تفيد في علاج الإصابات الجسدية، كما يروج له من قبل ممارسيها، بل تعطي استرخاء لحظيا فقط.  

* الأستاذ المحاضر بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر الدكتور إسماعيل موسى
طقوس بوذية و هندوسية و عقائد قديمة تتنافى مع الشريعة الإسلامية
قال الدكتور إسماعيل موسى، أستاذ محاضر بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، و عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية للنصر، أنه لا يمكن الحكم على أي دورة أنها باطلة و منافية للعقيدة الإسلامية، إلا بعد الاطلاع على محتواها، و بالنظر إذا كانت مبنية على أسس علمية بحتة أم لا، أما في حالة كانت تحتوي على طقوس شركية لديانات وثنية بوذية و هندوسية و عقائد لحضارات قديمة، و طوائف أخرى، فهي في هذه الحالة تتنافى تماما مع الدين الإسلامي.
و أضاف أن القبول بعلوم الطب و الفيزياء مثلا، عكس علوم الطاقة، يكمن في أن الأولى يعتمد مستخدموها على تقنيات وأساليب مثبتة علميا، ذات مرجعية و قاعدة واضحة تستعمل العقل و المنطق، في حين يعتمد بعض مستخدمي علم الطاقة، في مرجعيتهم، على الغيبيات «عالم الجن و الملائكة»، وهي تدخل في سياق العلوم الباطنية.
و أشار الدكتور موسى، إلى «بعض الدورات المطروحة، التي يتعلم فيها المشاركون أساسيات و طرق الاتصال الفعال بالأرواح و الملائكة، و التواصل معهم، و رؤيتهم أيضا، من أجل تسخيرهم في قضاء حوائجهم»، وذلك يتنافى مع الدين الحنيف و تعاليمه.     
ر. ج

الرجوع إلى الأعلى