ألعاب نارية و طلقات بارود تستمر إلى الفجر في الأعراس بقسنطينة
تشهد هذه الصائفة إقامة العديد من الأعراس ككل سنة، ورغم اتفاق العديد من المقبلين على الزواج حول يوم الحفل، إلا أنهم يختلفون في مكان إقامته، فمنهم من يفضل برمجته في قاعات الحفلات و من يختار تنظيمه في الهواء الطلق على أسطح المنازل أو في الساحات التي تتوسط العمارات السكنية، وهو ما يزعج العائلات خاصة وأن الصخب الناجم عنها، يتواصل لغاية ساعات متأخرة من الليل.
ويفضل بعض الشبان إقامة حفل الزفاف في حيهم أمام العمارات والمنازل، وذلك بجلب مغنين هواة بعد أن كان يتم دعوة «الدي جي»، ولا يكتفي أصحاب الأعراس بإزعاج الجيران بالصوت المرتفع للمغني، بل يشعلون الألعاب النارية ويطلقون البارود لغاية ساعات متأخرة من الليل، يحدث هذا في وقت يحتاج فيه بعض الجيران للراحة والهدوء، بما أن البعض منهم يعمل في الصباح الباكر، كما يحرم الصوت المرتفع الأطفال و الرضع و حتى كبار السن و المرضى، من النوم.
و تشهد هذه الظاهرة انتشارا في الأعوام الأخيرة، حيث أصبحت تسجل بأغلب أحياء ولاية قسنطينة، و منها حي جبل الوحش، أين قال لنا أحد السكان إن عرسا أقيم قبل أيام قليلة، بمحاذاة منزله، حيث لم يتمكن من النوم طيلة الليل بسبب الصوت المرتفع للفرقة الموسيقية، و أضاف محدثنا أنه موظف و كان عليه النهوض في الصباح الباكر لمزاولة عمله، فكان أمام خيارين أحلاهما مر، و ذلك بفتح نافذة الغرفة مما يضطره لسماع الأغاني وانفجار الألعاب النارية والبارود، أو إبقاءها مغلقة وحرمان نفسه من الهواء النقي، مما جعله يبقى مستيقظا لساعات متأخرة من الليل إلى غاية أن قرر أصحاب الحفل إنهاءه.
و اشتكى مواطن آخر في مدينة علي منجلي والتي تشتهر كثيرا بإقامة الأعراس في الأحياء، حيث أوضح أنه لم يتمكن من النوم رفقة عائلته الصغيرة، وذلك بسبب الضجيج القادم من أحد الأعراس بعد أن نظم الحفل في الشارع، و أشعل خلاله المدعوون الألعاب النارية، كما كانوا يطلقون، في كل مرة، البارود بصوته القوي الذي يمتد صداه إلى داخل المنازل و يخيف الأطفال، ما جعل أبناءه الصغار يعجزون عن النوم، الأمر الذي أجبر كل العائلة على السهر لساعات متأخرة من الليل.
ويقول العديد ممن فضلوا إقامة الأعراس في الهواء الطلق، إنهم ورثوا هذه العادة من آبائهم وأجدادهم، بعد أن تعود كل أفراد العائلة عليها، لما لها من «نكهة خاصة» بتواجد كل الجيران، كما أن هذه الطريقة لا تجعل العريس بحاجة إلى دعوة أحد، لأن الحفل هو حفل الجميع، فيما تبرر فئة أخرى هذا التصرف بأسباب مادية، وذلك لعدم تمكنها من تسديد قيمة كراء قاعات الحفلات والتي تكلف حاليا أكثر من 10 ملايين سنتيم، وهو مبلغ يمكن الاستفادة منه في أمور ضرورية أكثر حسبهم، على غرار مستلزمات مأدبة العشاء و شراء الأجهزة كهرومنزلية، لتبقى هذه العادة تسيطر على بعض العائلات وربما لسنوات مقبلة.                                                                          
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى