سوق الألبسة تفرض على النساء «أزياء موحدة»
تجد بعض السيدات و الموظفات إشكالا كبيرا في اقتناء ألبسة تناسب أعمارهن و كذا وظيفتهن، حيث أصبحت محلات قسنطينة ،  تعرض نمطا معينا من اللباس، يناسب في الغالب الفتيات المتمدرسات في الطور الثانوي أو الجامعة، غير أن هذا النوع فرض نفسه على الموظفات الشابات و اللائي يشغلن مناصب سامية، ما جعلهن لا يختلفن في إطلالاتهن عن باقي  الفتيات،  و هو ما أرجعته جل من تحدثنا إليهن، إلى عرض نفس المنتوج في جل المحلات، و معاناتهن الطويلة في البحث عن طقم أو بدلة تناسبهن، فيما أكد التجار أن الطلب الكبير على اللباس الشبابي العصري، جعلهم يتخصصون فيه و دفع بغالبيتهم ممن كانوا يبيعون اللباس الرسمي الكلاسيكي إلى التغيير،  بسبب كساد السلعة.
بهرجة و موديلات متشابهة
في جولة قادت النصر إلى نقاط بيع الألبسة بمدينة قسنطينة، زرنا جل محلات الأزياء النسائية، و وقفنا على ما تعرضه من ألبسة،  حيث لاحظنا أن جلها تبيع نفس  الموديل بألوان مختلفة، و هو عبارة عن أقمصة ملونة أو بها رسومات و أشكال، بالإضافة إلى  سراويل أغلبها من الجينز  ممزقة في أنحاء مختلفة ، إلى جانب الأحذية الرياضية التي أصبحت تستهوي عددا كبيرا من الفتيات من مختلف الأعمار، و كذا الأحذية الصيفية في شكليها المغلق و المفتوح، فيما غابت الأطقم الكلاسيكية  في شكلها المعتدل، عن واجهة جل المحلات، حيث وجدنا بعضها فقط، يعرض نوعا من المعاطف الكلاسيكية القصيرة ، فيما تقوم أخرى بعرض أطقم رسمية غير مناسبة للعمل، و تخصص في الغالب للأفراح .
فريال ، موظفة بمؤسسة خاصة و مكلفة بشؤون الإدارة ، التقينا بها خلال جولتنا بالمركز التجاري رتاج مول، حيث كانت بصدد اقتناء قميص من أحد المحلات، تحضيرا لعودتها للعمل بعد عطلة دامت شهرا ، قالت للنصر،  بأنها خرجت للتسوق ثلاث مرات في أقل من أسبوع، لأنها لم تجد اللباس الذي يناسبها في مختلف المحلات و المراكز التجارية الموجودة بقسنطينة و علي منجلي، موضحة بأن كل ما هو معروض في المحلات متشابه من ناحية التصميم و اللون و ترتديه جل الفتيات، و حتى الزي الكلاسيكي غير مناسب للعمل، نظرا للأكسسوارات التي تزينه ، و لم تجد  ما يلبي ذوقها و سنها، فهي في ال 45 من العمر، و أضافت بأنها تريد شراء سروال و قميص مع معطف كلاسيكي طويل مناسب لفصل الخريف ، و هو ما بات، حسبها، أمرا شبه مستحيل،  مشيرة إلى أن المحلات التي كانت تتردد عليها في سنوات ماضية ، و المختصة في بيع لباس يتماشى و ذوقها، ركبت هي الأخرى موجة الموضة، و أصبحت تخضع لما تطلبه المراهقات ، ما جعلها تعاني لإيجاد لباس يناسبها.
 و يعرض عدد قليل من المحلات النوع الذي تفضله، إلى أن الأسعار في الغالب تكون خيالية، تتراوح بين 12 و 30 ألف دينار ، على حد قولها ،   كما أن أغلبها لا يتماشى و رغبة الزبونات، ما جعلها تعود إلى خزانتها و تختار ما يتلاءم و شخصيتها و ذوقها من ملابسها القديمة.
الأستاذة الجامعية آمال وجدناها بصدد شراء حذاء رياضي، إنها في الثلاثينات من العمر، و تبدو و كأنها في العشرينات لا تزال طالبة بالجامعة، فسألناها عن رأيها في السوق المحلية و هل تلبي مختلف الأذواق، فأجابت بأن السوق فرض منطقه على الزبونات،  مضيفة بأنها و منذ نحو 4 سنوات،أي منذ شروعها في التدريس  في الجامعة تفضل ارتداء السراويل الكلاسيكية ذات الشكل العصري، و تنسقها مع قمصان ،  لتبدو في طلة كلاسيكية معتدلة ، غير أنها أصبحت مؤخرا تخضع لما هو متوفر في السوق، و ما يرتديه الأغلبية، حيث تقتني في الغالب سراويل جينز و سترة ، بالإضافة لحقائب و أحذية رياضية، لتبدو في مظهر عصري، مشيرة إلى أنها لم تعد تحبذ اللباس الكلاسيكي ، حتى و إن كان شكله معتدل لأنه يظهرها أكبر سنا، على حد قولها.
محمد تاجر بالمركز التجاري رتاج مول
هامش الربح قليل في الألبسة الكلاسيكية النسوية
في المقابل تحدثنا إلى محمد ، تاجر بالمركز التجاري رتاج مول بالمدينة الجديدة علي منجلي، مختص في بيع البدلات الكلاسيكية للسيدات اللائي يتجاوز عمرهن 40 سنة، حيث يعرض في الواجهة سترات كلاسيكية قصيرة في شكل قطع منفردة، و كذا سراويل كلاسيكية قصيرة ضيقة في الأسفل و مزينة بأزرار،  و سترات «جيلي» و كذا قمصان، كما يعرض داخل المحل أحذية رياضة بمختلف أشكالها و سترات عصرية مزينة برسومات ملفتة.
 سألناه عن سبب عدم التزامه بعرض ألبسة كلاسيكية في شكلها الرسمي ، فرد بأنها لم تعد تلقى رواجا في السنتين الأخيرتين، فقد كان يبيع الألبسة الكلاسيكية فقط ، سواء في شكل قطع منفردة أو أطقم مخصصة للمناسبات أو المهن الرسمية، غير أن شراءها  يقتصر على فئة قليلة جدا، لكونها لم تعد محل اهتمام الموظفات اللائي أصبحن يقبلن، حسبه، على الألبسة العصرية و الألوان المواكبة للموضة ، و هو ما يتسبب في كساد سلعته ، ما اضطره إلى الاهتمام بالألبسة الشبابية الأكثر طلبا ، نظرا لهامش الربح الكبير الذي يحققه ، موضحا بأن القطع الكلاسيكية التي يعرضها ، بجلبها في الغالب بطلب من الزبونات ، اللائي يفضلن اقتناء كل قطعة على حدا ، نظرا لغلاء سعر الطقم كاملا و يتراوح سعره بين 18 ألف و 30 ألف دينار .
في المقابل تحدثنا لتاجر آخر مختص أيضا في بيع الألبسة الكلاسيكية النسوية غير أنه يعرض ستايلا،  لا يختلف عما تعرضه جل المحلات النسائية، فيما يخصص جزءا صغيرا من محله، لبدلات المناسبات كعقد القران ، و قال لنا أن بضاعته لم تعد تلقى رواجا، ما كبده خسائر معتبرة، اضطرته لتخفيض الأسعار إلى أكثر من النصف لبيعها ، موضحا بأنه قرر تغيير مجال تخصصه، و بيع الألبسة الأكثر  طلبا، و هو ما مكنه من الخروج من الضائقة المالية التي كان يتخبط فيها ، مؤكدا بأن هامش الربح فيها أكبر بكثير من السابق.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى