صعوبات التعلم عند الأطفال من أهم أسباب التسرب المدرسي
ناقش أساتذة و مختصون، شاركوا أول أمس، في فعاليات يوم دراسي حول صعوبات التعلم احتضنته متوسطة شيهاني بشير بالخروب، أسباب هذه الظاهرة و انعكاساتها على واقع تمدرس الأطفال الذين تشير الإحصائيات، إلى أن 20 بالمئة منهم يعانون منها، وذلك في ظل جهل الأولياء بطريقة التعامل معهم، ورفض بعضهم تقبل فكرة توجيه أبنائهم نحو مختصين نفسانيين أو أطباء أعصاب قصد العلاج، ناهيك عن عجز الأساتذة أحيانا عن استيعاب اختلاف هؤلاء المتمدرسين وافتقارهم للقدرة على التعاطي مع المعلومات و فهم الدروس.
اليوم الدراسي نظم بمبادرة مستقلة من الأساتذة أحمد بن بوزيد، مفتش مقاطعة الخروب 7، و زبير نجاعي ، مفتش مقاطعة الخروب 1 ، وكذا المفتش مبارك بوذراع من مقاطعة علي منجلي 2، بالتعاون مع منسقة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالخروب الأخصائية النفسانية العيادية نسيمة صحراوي.
و يهدف النشاط، حسب المفتش أحمد بن بوزيد، إلى تكريس ثقافة تكوين الأساتذة في المجالات ذات الصلة بطبيعة عملهم، من خلال إعداد استبيانات ميدانية تعنى بالمشاكل و المواضيع الحساسة التي تمس التلميذ و المعلم، ومن ثم ضبط برنامج عمل وتكوين لدراسة الحلول الممكنة لها، على غرار موضوع صعوبات التعلم، الذي استدعى برمجة دورة مدتها ثلاثة أيام كاملة، لفائدة ما يزيد عن 300 أستاذ، و 40 مختصا نفسانيا، تابعين للوحدة الصحية لبلدية الخروب.
و تم خلال الدورة التطرق بإسهاب لصعوبات التعلم عند الأطفال خلال مراحل التمدرس الأولى من 6 سنوات إلى 12 سنة، و ذلك بمشاركة أطباء و أخصائيين نفسانيين عياديين و أرطوفونيين و تربويين ، قدموا شروحات حول طبيعة هذا المشكل و أسبابه و أعراضه، و طرق التكفل بالأطفال الذين يعانون منه، خصوصا في ظل عدم تقبل بعض الأولياء لعجز أبنائهم، و أفكارهم الخاطئة حول العلاج النفسي و العصبي.
 وقد ذكر الدكتور عماد بومعزة، أخصائي طب الأعصاب، بأن التشخيص الطبي عادة ما يكشف عن أسباب عضوية تقف خلف عدم قدرة بعض المتمدرسين على الاستيعاب، وهم في الغالب الأطفال الذين عانوا من نوبات صرع في مراحلهم العمرية الأولى، كما يمكن أن تكون الأسباب اجتماعية أو نفسية، وهنا يأتي دور الأخصائي النفساني. علما بأن المشكل يمس بالعموم حوالي 20 بالمئة من الأطفال بين سن 6 و12 سنة.
من جهتها، أضافت منسقة الطب المدرسي بمقاطعة الخروب، نسيمة صحراوي، بأن الشراكة بين قطاعي التربية و الصحة ضرورية، تمكن من معاينة واقع التلاميذ و التعامل بجدية مع مشاكلهم، بما في ذلك قضية صعوبات التعلم، التي باتت تطرح بشكل كبير، في ظل ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون منها ، كما تثبته الإحصائيات الميدانية، حسبها.
و أشارت المتحدثة إلى أن أهم أعراض هذه الظاهرة، تكمن في ضعف القدرة على القراءة و الحساب و الإملاء، ناهيك عن تأخر الاستيعاب و فرط الحركة و التيهان، أما الحلول فتتلخص في التشخيص الأولي للحالة من قبل الأستاذ، و يتعين عليه إعلام الأولياء بضرورة توجيه أطفالهم نحو مختصين نفسانيين عياديين يحددون بدورهم مدى حاجة الطفل إلى طبيب أعصاب، لمعرفة إذا كان السبب الرئيسي للمشكل، عضويا.                         
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى