تراجع الوعي يخفض مستوى المناعة في  المجتمع
حذر أمس، باحثون و أطباء نشطوا فعاليات اليوم الثاني من الملتقى الوطني للجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، من تراجع الوعي بأهمية التلقيح ضد الأمراض المعدية، مؤكدين بأنه خطر بات يهدد الصحة العالمية ، بما في ذلك المجتمع الجزائري، الذي عرف تراجعا في مستوى المناعة ضد هذه الأمراض في السنوات الأخيرة، بدليل عودة     الحصبة.  
 وأكد المتدخلون، بأن هناك، تراجعا كبيرا في الإقبال على التلقيح ضد الأمراض المعدية في العالم ، حيث يبلغ حجم التردد أو الرفض في فرنسا نسة 45 بالمئة، بالمقابل تسجل الجزائر نسبة تعادل 5 بالمئة، حسبما كشف عنه، البروفيسور اسماعيل مصباح، رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، مؤكدا بأننا في الجزائر كنا أكثر وعيا بأهمية اللقاحات، خاصة بالنسبة للرضع و الأطفال، لكن مستوى الوعي تراجع خلال السنوات الأخيرة، بعدما بات مشكل الثقة في نوعية اللقاح و في مهنيي الصحة، يطرح بشكل كبير كوجه من أوجه اختلال الثقة في المنظومة الصحية ككل.
كما أدت مواقع التواصل الاجتماعي أيضا دورا بارزا في  نشر الإشاعة و الأخبار و المعلومات الخاطئة و الكاذبة، حسب البروفيسور مصباح، الأمر الذي انعكس سلبا على الوعي الجماعي، في بلادنا و في العالم،  فهذه المواقع باتت تشكل تهديدا لكل مكاسب الصحة على الصعيد الإنساني.
و قال الأخصائي، بأن نسبة 5 بالمئة، لا تشمل الرافضين للتلقيح فقط، بل المترددين كذلك، و هو ما يستدعي، حسبه، ضبط إستراتيجية استعجالية لاستعادة ثقة المواطن في اللقاح الذي يعتبر الوسيلة الأنجع و الأهم للوقاية من الأمراض المعدية، وهي إستراتيجية يجب أن تقوم على إعادة النظر في المنظومة الصحية، وتكوين المهنيين و إقناعهم أيضا بأهمية التلقيح، ناهيك عن توفير اللقاح بالكميات اللازمة و توفير المعلومة المتعلقة به، لتجنب تكرار حوادث مماثلة لما عشناه قبل سنوات، مع عودة الحديث عن الحصبة، مؤكدا أنه لا وجود لأي شيء يستدعي الخوف من اللقاحات الموجودة في بلادنا، لأنها تخضع للمراقبة من قبل منظمة الصحة العالمية و على مستوى مخابر وطنية ، كما أننا نملك، كما قال،  سلسلة حفظ و تبريد جيدة ومضمونة.
من جهته، أضاف البروفيسور عبد العزيز سقني، أخصائي الأمراض المعدية بقسنطينة، بأنه يتوجب على المواطنين الوعي بأهمية التلقيح كمسؤولية اجتماعية و وسيلة للحماية من الأمراض، خصوصا و أن قائمة الأمراض المعنية بالتلقيح معروفة، و  هي 9 إلى 10 أمراض جرثومية  مذكورة في أجندة التلقيح الخاصة بالرضع و لقاحاتها متوفرة و مجانية على مستوى مراكز الصحة، مضيفا بأن الوعي تراجع في السنوات الأخيرة، بعدما كان كبيرا سابقا، و أن مستوى المناعة ضد بعض الأمراض كالحصبة مثلا، يجب ألا يقل عن 95 بالمئة.
 وأشار الأخصائي إلى أن الواقع يثبت بأن عدد المتمدرسين في الطورين الابتدائي والمتوسط الذين خضعوا للتلقيح ضد الأمراض المعدية تراجع، إذ لم يتجاوز مؤخرا مليوني تلميذ عبر الوطن، وهو ما يضعنا أمام إشكالية حقيقية، تستدعي، حسبه، البحث عن الأسباب و فهمها لإيجاد الحلول اللازمة ، من خلال نظرة علمية دقيقة على المحيط، لأن الصحة العمومية مسؤولية جماعية، حسبه.
 أما الدكتورة أوتران، من فرنسا، فقالت أن تراجع الإقبال على التلقيح ضد الأمراض المعدية، يطرح كمشكل صحة عمومية حقيقي في فرنسا، مشددة على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب الوقائي، خصوصا بالنسبة للأشخاص فوق سن 65 سنة.
 هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى